لقد ارتبطت مسألة استلهام الشعراء المعاصرين للرمز الشعري وتوظيفه بتيار الحداثة، وهي قضية طرحت العديد من المصاعب للشعراء الحداثيين العرب، وتتمثل في كيفية التوفيق بين صياغات مختلفة حول مفهوم التراث الثقافي للشعراء العرب المعاصرين.
ذلك أن مفهوم الرمز التراثي يتصل بالإنجاز الثقافي العام للحضارة العربية التي تشكلت عبر قرون من مظاهر حضارات متعددة بالغة الثراء والخصوبة والتنوع؛ شملت الحضارات السومرية والفينيقية والفرعونية والعربية، وتتضمن كذلك الديانات الوثنية واليهودية والمسيحية والإسلامية.
وبقدر ما تظل مجموع رموز هذه الحضارات والديانات جزءا مهما من التراث الإنساني على مر العصور وفي مختلف الأمكنة، بقدر ما كان حوار الشاعر العربي معها يكشف في أحد جوانبه تصلبا في الرؤية، وانحيازا في الموقف جر الكثير من الوبال على حركة الشعر العربي المعاصر كانت في غنى عنه. ذلك أن هذه الرموز ـ مهما اعتبرناها انفتاحا روحيا وذهنيا على التجربة الإنسانية ـ لا يجوز أن تكون بديلا لشعرائنا عن تأسيس الحوار التراثي مع الرموز العربية والإسلامية المتجذرة في وجدان الأمة العربية.
والملاحظة التي تسرعي انتباه الدارس للمتن الشعري الستيني في سورية أن الشعراء تبنوا هذا الحوار مع الرموز العربية والإسلامية، إلا أن مواقفهم اختلفت حول طريقة تناولها، فبينما ذهب فريق إلى حد تبني مواقف معادية للتراث العربي والإسلامي، فراحوا يختارون بدقة الجوانب السلبية في توظيفهم لهذه الرموز التي لا يرون فيها سوى مظهرا من مظاهر التخلف الفكري والانحطاط الحضاري والاجتماعي؛ اتجه فريق ثان لاتخاذ موقف مغاير ينم عن مدى تعاطف شعراء هذا الفريق مع مجموعة هائلة من الرموز العربية والإسلامية، كما ينم عن مدى إيمانهم بضرورة بعثها في قصائدهم من جديد، وتوظيف مواقفها الإيجابية في الحياة المعاصرة.
1- تحطيم الرموز العربية والإسلامية، واستدعاء الجوانب السلبية فيها لانتقاد الواقع والتمرد عليه:
لقد تبنى فريق من شعراء الحقبة الستينية في سورية مواقف معادية لمجموعة هائلة من رموز الثقافة العربية والإسلامية، وهو ما جعلهم يركزون في توظيفهم لهذه الرموز على الجوانب السلبية فيها. وقد رأى أنصار هذا الموقف أن انتماءهم لهذا الوطن المستباح، ولهذه الأمة المسبية ـ بفعل الهزائم التي أصابتها في مطلع العصر الحديث ـ هو انتماء يسلبهم الحرية والأمان والكرامة ويحاصرهم بالخوف والحزن واليأس، ولذلك عادوا إلى ماضي هذه الأمة يستقرئون فيها بعض الرموز السلبية ليتبرأوا منها، وكأنهم أرادوا بهذه العودة أن يتطهروا من هذه الصلة التي تربطهم بتاريخ أمتهم المتخلف المهزوم.
ذلك أن مفهوم الرمز التراثي يتصل بالإنجاز الثقافي العام للحضارة العربية التي تشكلت عبر قرون من مظاهر حضارات متعددة بالغة الثراء والخصوبة والتنوع؛ شملت الحضارات السومرية والفينيقية والفرعونية والعربية، وتتضمن كذلك الديانات الوثنية واليهودية والمسيحية والإسلامية.
وبقدر ما تظل مجموع رموز هذه الحضارات والديانات جزءا مهما من التراث الإنساني على مر العصور وفي مختلف الأمكنة، بقدر ما كان حوار الشاعر العربي معها يكشف في أحد جوانبه تصلبا في الرؤية، وانحيازا في الموقف جر الكثير من الوبال على حركة الشعر العربي المعاصر كانت في غنى عنه. ذلك أن هذه الرموز ـ مهما اعتبرناها انفتاحا روحيا وذهنيا على التجربة الإنسانية ـ لا يجوز أن تكون بديلا لشعرائنا عن تأسيس الحوار التراثي مع الرموز العربية والإسلامية المتجذرة في وجدان الأمة العربية.
والملاحظة التي تسرعي انتباه الدارس للمتن الشعري الستيني في سورية أن الشعراء تبنوا هذا الحوار مع الرموز العربية والإسلامية، إلا أن مواقفهم اختلفت حول طريقة تناولها، فبينما ذهب فريق إلى حد تبني مواقف معادية للتراث العربي والإسلامي، فراحوا يختارون بدقة الجوانب السلبية في توظيفهم لهذه الرموز التي لا يرون فيها سوى مظهرا من مظاهر التخلف الفكري والانحطاط الحضاري والاجتماعي؛ اتجه فريق ثان لاتخاذ موقف مغاير ينم عن مدى تعاطف شعراء هذا الفريق مع مجموعة هائلة من الرموز العربية والإسلامية، كما ينم عن مدى إيمانهم بضرورة بعثها في قصائدهم من جديد، وتوظيف مواقفها الإيجابية في الحياة المعاصرة.
1- تحطيم الرموز العربية والإسلامية، واستدعاء الجوانب السلبية فيها لانتقاد الواقع والتمرد عليه:
لقد تبنى فريق من شعراء الحقبة الستينية في سورية مواقف معادية لمجموعة هائلة من رموز الثقافة العربية والإسلامية، وهو ما جعلهم يركزون في توظيفهم لهذه الرموز على الجوانب السلبية فيها. وقد رأى أنصار هذا الموقف أن انتماءهم لهذا الوطن المستباح، ولهذه الأمة المسبية ـ بفعل الهزائم التي أصابتها في مطلع العصر الحديث ـ هو انتماء يسلبهم الحرية والأمان والكرامة ويحاصرهم بالخوف والحزن واليأس، ولذلك عادوا إلى ماضي هذه الأمة يستقرئون فيها بعض الرموز السلبية ليتبرأوا منها، وكأنهم أرادوا بهذه العودة أن يتطهروا من هذه الصلة التي تربطهم بتاريخ أمتهم المتخلف المهزوم.