15c6aتترعرع الثواني لتصير دقائق ساعات أياما بل شهورا و سنوات تمضي داخل هذه الزنزانة الموصدة.... هنا حاول بعض المخبولين مثلي أن يجعلوا معنى لحياتهم فأخذوا يحاربون طواحين الزمان بينما تجري كل العقارب عكس اتجاهها.
كل لحظة يبتلع الماضي حاضرنا فيجعله ماضيا ثقيل الخطوات يلاحق خطوات مستقبلنا في شارع الحياة... يتنبأ العقلاء ؟؟ بل المجانين بلحظات مجد... يتصيدون الدلائل في مقولات العلماء؟؟بل الدجالين فالدجل في بلادي علم قائم بذاته يتاجر بالوهم والمأساة .يرددون التمائم الشيطانية بجهالة وابتهال وأمل في رفع الحجاب واستشراف المجهول... هذه هي خفافيش الجهالة, تنصب شركها المرقع بخيط رفيع من سحاب الوهم و ترسم في الفراغ عالما من أهوائها مرصع بدرر الرغبة ومعاناة الجهل... فتجري لتقبل الحقد والكراهية بنهم...

abstrait7777مع أولى الخيوط الذهبية لشمس النهار الموالي مضى الغلام هائما لا يلوي. اليوم بَانَ الحق. تبدت له أشعة النور ساطعة إبان الصباح اللطيف مما يُنذر بيوم حار يحمل معه عناء ومشقة. وأية مشقة!؟ أَتبلغُ مَداها لتضاهي المشقة التي يتكبدها صاحبنا في نفسه الملتاعة بنار أَبَتْ إلا أن تلتمس لها الزيت مهدئا. فانتشر لهيبها في الأفق مناديا السماء أن اقطعي أوصال الانتظار بين الغلام و ماضيه الذي يأتي ولا يأتي. هو قبسٌ من نور أضاء في لحظة غفلةٍ محيطه الغارق في السواد واستمر وَهَجُه رغم حلكة الليل البهيم. هي الزهراء بعينيها الغجريتين وروحها المخملية. الانتظار من أقسى لواعج الدهر التي تقض مضاجعنا بآلام خفية بارزة قاتلة. قال في نفسه: "وأنت يا هائم! ؟ ما الذي ترجوه من موضعك هذا أمام محطة القطار.. بل ما الذي كنت ولازلت ترقُبُه من مجلسك حذاء محطة العمر؟ !" فَكَّرَ: "يبدو منظرنا مثيرا للغرابة والاشمئزاز ونحن ننتظر شيئا لم يكن من البداية ملكا لنا. ولكن، إن لم تكن الزهراء ملكا لروحي، وقبسا شرعيا من نورانيات عقلي، فلمن تكون إذن؟"

am-abstraitطردت هواجسها خارج مُخيلتها، انتظرت ان تري عينيه قبل ان يمسح مَخاوفه عن أجفانه، فيقينها أكبر من شكّها حين تسرَّبت الوساوس لعقلها..
داعبت خصلات شعرها في ليل امتد سواده وغطّت عتمته وجه القمر.. مسحت غبار الزمان عن أوراقها البيضاء، كي تُكمل حكاية حُبّ لم تنته، بل بقيت عالقة بين خطوط الزمان والمكان!. لأن دهشة القدر صنعت خوفاً من الحُبّ، خوفاً جعلها قادرة علي متابعة الحياة دائماً..
لم تسمعه وهو يُثرثر، بل شعرت كأنّ عصافير الكون تُغرّد، كأنها تعزف سيمفونية البقاء والخلود، كأن الربيع يُزهر ويمدّ كفّيه سهلاً وجبلاً، لتمشي بقامتها الطويلة بين الخُضرة وأزهار البنفسج، تضم ورودها الذابلة بين كفّيها، كأنها تَنثر عطرها قبل الموت علي بصمات كتبت وداعاً وصمتاً غالباً!. رغم صوت الريح خارجاً وهي تُزمجر غضباً من حدث كانت متأكدة منه قبل حدوثه!..

AAAهو ذاك الذي يستوطن أعماقنا منذ القديم انه شعور ملازم لنا ...هي أشياء مبهمة تحيل الرؤية المفعمة بتناهييد مألوفة داخلنا... نحس غالب الأمر بالانحباس الوجداني والقوقعة المحاطة بنا من كل الجهات انه ولا شك التردد من فعل وقول ما يخطر داخلنا ...نكون أحيانا أحرارا من سطوة  العشق المدمر لا نفاسنا المرهفة وتارة أخرى نكون مقيدين تقيد العبيد بين أيديه ...تدمرنا شيئا فشيئا حواسنا المدركة لتخيلات لا متناهية .... يعيقنا الصمت أحيانا وهو يحمل إلينا رسائل عديدة تفضح كل ما يختبئ في كيان النفس ... ترهات توقفني أحيانا أمام المألوف انه لفائت ارق تلك الحكاية الليلية اللامنتهية من عهد الطفولة واني لأجدك  عديم المعرفة بالا حساس الناطق عديم المشاعر المرهفة قاسي القلب يدفعني تذمري إلى كرهك أيها "الحلم "وانك لهنآك في اليقظة المبتغاة من عوالم شتى استهوتك لأكون أنا هي الشريرة هذه المرة انتقم مني ومنك  مرارا بعد الاشتياق ...

1816930106_1ضربتْ كفا بكف... ولعنت حظها التعس الذي جعلها أضحوكة بين نساء القرية... أصبحن الآن يتندرن بها، ويشربن قهوة المساء وهن يلكن فضيحتها، والبعض منهن وجدنها فرصة للشماتة والتشفي... كثيرا ما تساءلن بينهن وبين أنفسهن: كيف قبل أحمد الزين الزواج بها، وهي على تلك الخِلقة؟ دمامة وجه وقبح منظر زادتهما العين المفقوءة سوءا وبشاعة... ولسان سليط لم يسلم من سُمِّه أحد من سكان القرية... كن يقلن: كيف صبر ذلك الرجل على كل هذا الأذى دون أي يسمع له أحد شكوى أو يحس بنفور من"الضاوية"؟ ومن أين لها الضوء وكل ما فيها ظلام ووحشة ونكد؟ قالت الهاشمية بكثير من المكر: لايصبر على هذه الكتلة من الشر إلا من ذاق منها عسلا مصفى تحت جنح الليل... ومن يدري، فلعل الله آتاها من مفاتيح الدخول إلى قلب الرجل ما لم يؤته امرأة أخرى غيرَها؟

CHristian_VOGEL_abstraitبقيت تلك العبارة  ترن في أذني على الرغم من أنها لم تكن موجهة إليّ، بيد أن شكوى زميلي نكأت جراحًا لا تندمل :" يمكنك أن  تنتقل من هذا الحي إن لم يعجبك الحال !". حاولت تخيل ملامح ذلك الجار، وهو يتفوه بها غير مراعٍ أنه مربي أجيال. لم يكن يعنيني أن ابنه المراهق لا ينام إلا صباحًا، فذاك شأنه، وغمز بعينه حين مرقت سيارة كالبرق من أمام المقهى، وغمغم : "هذا ابنه". ومن جوفها، تتناهى موسيقى صاخبة...
-    الموسيقى هكذا أيضا في البيت.
لم أعقب، إذ تعطلت لغة الكلام، وتابع محدثي :
-    الضجيج يخترق الجدران، ويقض مضجعي..  هذا الصعلوك يقضي سحابة نهاره نائما، وبمجرد أن أضع رأسي على الوسادة تبدأ حفلة الفوضى... غير عابئ بأن هناك أطفال يستيقظون مبكرًا للذهاب إلى مدارسهم، وهناك آباء ليسوا مثله ومثل والده...

wallpaper-8نهضت ذلك الصباح كالعادة تحضر الإفطار..تقبله قبلة جافة قبل ذهابه إلى العمل ..يذهب هو فتبقى هي وحيدة
جلست كالعادة تقلب يومها بين أعمال البيت وشرود ذهنها مع لحظات الماضي الحلو..
أيام الحب الأولى ..تذكرت أشياء جميلة عاشتها معه..
تذكرت تلك القبل التي كانت تستغرق ساعة دون أن يحاول أحدهما أن ينزع فمه من فم الأخر ..
وتذكرت أشياء أخرى كالتي تجمع مجمل العشاق المهووسين بالحب

MESBAHتكتب سراب في يومياتها:  "أنا لا أكتب رواية بل أضع مخططا قابلا للتنفيذ؛ سواء نفذ أم لم ينفذ"
من رواية: " يوميات سراب عفان" ل    :جبرا إبراهيم جبرا

تقديم:
أقترح عليكم أن نفكر جميعا في هذا المخطط الروائي ؛الذي سيشتغل لا كما تشتغل الروايات :
سنمارس ما يسميه جرار مانتيه:"القص داخل القص".ويعبر عنه أيضا بالطريقة الاندماجية.
الهدف نبيل ,إذ العقدة هي رشيد نيني ؛ولن تنحل إلا بتحريره من سجنه الذي لم يعد مقبولا ,في
هذا الفجر المغربي الذي نعيشه ؛بكل تفاؤل.
ما دامت كل المقالات والمرافعات لم تحرره فلنجرب جميعا هذا العمل الروائي التشاركي:

مفضلات الشهر من القصص القصيرة