تابطت كتبي وانا اهم بالخروج من البيت للذهاب الى مكتبة المدينة العامة ، التي تم هدمها وتحويلها الى حديقة هادئة ، بعد الخمول الذي اصاب الكتاب اثر انتعاش الانترنيت الجميل والذي لايظاهي جمال الكتاب باي شكل من الاشكال ، الحديقة التي تقع في الجانب الاخر الشرقي من المدينة عندما قالت لي زوجتي ان اتريث قليلا وان لااتعجل الذهاب ، واصرت عليّ على عدم الذهاب لان هناك امرا عظيما سيحدث .
جلست بعد ان وضعت الكتب على المنضدة الملاصقة لركن الحائطين ، في غرفة استقبال الضيوف ، ورحت انظر الى زوجتي التي بدت مرتبكة قليلا ، وقلقة كثيرا ، وهي تذرع البيت من الباحة ، الى الاستقبال ، الى الغرفة المجاورة دون ان تخبرني شيئا عما كان يدور بخلدها او ما كانت تنوي قوله لي .
كانت زوجتي في جميع الايام لاتتوانى ان تخبرني بكل شيء يدور حولها او يدور بخلدها ، وذلك بمجرد دخولي الى البيت ، دون ان تعطيني وقتا كافيا لنزع ملابسي واستبدالها بملابس البيت . اذ تبدا بسرد كل ما جري وانا خارج البيت دون ان تتقاطع مع شيء ، مثل صنبور مياه شديد الدفقان .
العطر – نص : : محمد ابوناصر
اذكر أن ذلك حدث ذات ليلة ممطرة.
ما يؤكد عندي ذلك, قولها ذاك الذي بقي محفورا في ذاكرتي
كذلك الوشم المحفور في شق مؤخرتها الأيمن, والذي يمثل كوبرا في حالة انقضاض.
قالت يومها ونحن نلتحم التحاما تاما
_أحب أن نفعل هذا الشئ والسماء تمطر...
ضحكت واسترسلت
_وقع زخات المطر على زجاج النافذة يزيدني إثارة .....
عوائق مفاهيمية - نص : علي عطار
مشكلتي في عدم القدرة على ضبط المفاهيم ليست وليدة اليوم , بل تمتد جذورها إلى أيام الصبا الأولى فمثلا تعلمت من المحيطين بي , وأنا صغير , أن أسمي الأعمى "بصيرا " والمقعد زحافا " . عمتي عندما أنجبت ولدا معاقا سمته " سالم " . عندما توقد أمي نارا تقول لي لا تقرب من " العافية " حتى لا تحترق .
مرة طلب مني أحد الخليجيين أن أدله على أحد الشوارع فلما فعلت قال لي : " الله يعطيك العافية " , فقلت له حانقا : أشعلها الله في مؤخرتك "
وأنا أكبر بدأت أتقبل على مضض أن تكون للكلمة الواحدة معاني شتى و للكلمات المختلفة معنى مشترك ولكن أن ألقن معنى معاكسا للمفردات فذلك شيء لا يحتمل , والدليل أنني رسبت مرارا في مساري الدراسي .
الطبــــول ـ نص : عبد الفتاح المطلبي
دعوني أخبركم عن تجربتي الأولى ،عن اندهاشاتي، فقد كان العالم واسعاو المسافات شاسعة وما كان يجري كبيرا و متنوعا و كانت سرعة التقاطي للأفكار و الرؤى بطيئة و متمهلة، ذلك لأن سيلا من الدهشة و الإعجاب يسيل حولي كلما أطلقت عيني تجوسان المكان ، تتفحصان كل وجود جديد أعده صيدا و غنيمة لغرائزي التي تنطلق تباعا دون مقاصد، هذه هي تجربتي الأولى و هكذا كا ن وجودي منبسطا و محتفيا بإدراكات ملونة ، لا مثيل لها في تاريخي الماضي القصير ، هكذا أتممت تأسيس قواعد إدراكي و من ثم ضعت في التيه الممتد من بوابات الثغو الأولى حتى مصاريع أبواب الهرم المهترئة ، كائنا لا أشبه ما كنت عليه إبان وجودي المجازي في ذلك العالم العلوي، و ها أنا الآن بعد ذلك أجلس في مكان أوهمت نفسي و الآخرين على إنه المكان الملائم ، يمرون بي يرونني بسحنتي ذات الملامح العادية ، لكن ما بداخلي يزمجر كحيوان جريح ، لست أنا وحدي كذلك إذ إنني أكاد أرى حيواناتهم الداخلية التي تطل من أعماق نفوسهم تتحين الفرصة للأنطلاق في أدوارها بعضهم حيوانه مستخذ ككلب يضع ذيله الأعوج بين فخذيه القذرتين، يلبس تلك النظرات المنكسرة ،و بعض تلك الحيوانات الداخلية يعوي كالذئاب وبعضها الآخر يتلصص كابن آوى وأخرى تزمجر كأسود جائعة و آخر ينهق كحمار ، جميعنا نشترك بشكل عادل ببزوغ حقائقنا الحيوانية التي تنكر لها باضطراد زمني متتابع و طويل تكويننا المدعي بأنه ينتمي للسماء و حيث دربنا أنفسنا على إتقان الوهم ، ذلك الوهم الذي مفاده إننا عائدون إلى مكاننا الأصلي ، مكاننا الأول العالي هناك ، لكننا عندما ننسى دربتنا على السمو نسقط عاجزين إلى حضبض جذورنا المزمجرة و العاوية و الناهقة وأحيانا المغردة كالعنادل ، كدجاج يملك أجنحة لكنه لا يطير بيد أنه يصفق بجناحيه مذكرا نفسه بأنه لا زال ذلك الحيوان المنتمي إلى جذوره الطائرة.
لقطات....!!!! – نص : أيت حسومبارك السعداني
لقطة رقم1 :عناق
يمد البحر ذراعيه باتجاه المدينة الغارقة في بحرها ليعانقها ،كما عاشق يمحو عن حبيبته بقايا حزن أليم.يمتد البحر الى اللانهاية ...يلتحم مع السماء في عناق أبدي...
سرب طيور ناصعة البياض يرسم في كبد السماء سهما يسير بسرعة واتساق جهة الشرق.....
لقطة رقم 2:تواصل
المرأة التي تجلس بمحاذاة الشاطئ تروقني كثيرا.أراقبها عن بعد ،،أحاول ،بكثير من الخيال المجنح،أن أخلق تواصلا ما معها.أجتهد كي أجدعنصرا مشتركا بيننا.أتتبع حركة رأسها علني ألتقي معها في زاوية معينة للنظر لنتشابك في نظرة واحدة حول شيء واحد... لفترة بدت لي المرأ ة مثل تمثا ل شمعي سيذوب بين الفينة والأخرى تحت أشعة الشمس اللافحة.
فصلان من رواية :قيلولة أحد خريفي - هشام بن الشاوي
بعد الظهيرة، تغري الشمس الخريفية بالاسترخاء اللذيذ، والسكون يخيم على حي النجد. الأحد يوم الكسل المقدس.. تتمدد فوق الرمل، تحس بدفئها يتسرب إلى مسامك، والقطة الوديعة تتمسح بساقك، كأنما تشاطرك افتقاد أنيسكما العجوز. ترنو إلى كوخ عبد الله بآجره الرمادي، تستغرب تصميمه على البقاء في "البرّاكّة" وسقف الطابق الثاني قد قارب البناؤون على الانتهاء منه، بينما بقية العسس اختاروا إحدى الغرف الدافئة بالورش، تفسر الأمر على أنه يفضل السكن في "البرّاكّات"، التي التهمت عمره.. تحدق في تجاويف سدت بمزق أكياس الإسمنت وأوراق الجرائد اتقاء لشر برد ديسمبر. تتأمل السقف القصديري، الذي رميت فوقه أشياء كثيرة، أغلبها لا يصلح لأي شيء، بيد أن عبد الله يحب "القُـش" مثل الجرذ، كما يقولون عنه، ويقضي سحابة نهاراته في البحث عن سقط المتاع في الجوار.
نزيهة حبيبتي ـ قصة : عبد الفتاح المطلبي
نزيهةٌ رفيقةُ دربي هي مشكلتي الآن هي تراثي الحميم الذي لا يفارقني أبدا والآن صارت نزيهة مشكلة بعد إن سرى بجسدها الغض المرض الخبيث، وطدت العزم على الصمود أمام هذا الواقع الذي يناكدني و يريد كسري والسخرية من وفائي لنزيهة خصوصا وقد سلّط علي جارتي المطلقة اللعوب ميادة التي صارت تزورنا بعد العشاء بحجة الواجب الذي يحتم عليها تفقد نزيهة بعد مرضها العضال كما تقول هي ولطالما سدت علي الطريق غارزة عينيها في عيني تتكلم بلغة العيون الفصيحة والواضحة محرضة نفسي على خيانة نزيهة ولطالما تمنت موتها أو الوقيعة بيني وبينها لكنها لم تفلح أبدا أما الآن بعد داء نزيهة العُضال فقد أمعنت في أحلامها بالاستحواذ علي بعد موت نزيهة المتوقع فارضة علي الأمر الواقع و لطالما ألمحت أثناء مزاحها المستمر معي عندما تنام نزيهة مخدرة في نوبات علاجها أن مصيري في أحضانها بعد نزيهة لا سمح الله .
شُعلة حُبّ لا تُنسى... – نص : ضحى عبدالرؤوف المل
وماذا بعد يا حبيبي؟... ماذا عن دمعة كحلَتها ضحكة رضى تبسَّمت عن كاهِل قَسا؟.. ماذا عن نور اغرورق حزناً كلما مني دنا؟.. ماذا عن القناديل الحمراء في ليلة غاب قمرها وتدثّــــَر بين شفاه فراشات صم تشهق صبحاً وتلملم بأجنحتها الندى؟!... ماذا عن حروف بثّت حزنها في قافية تسرب منها ضوءنا؟!..
ماذا عن أمس نهض كعطر انتشى وتجلّى نازفاً صمتاً صفا؟!.. ماذا عن أنوثة تبكي فقدان رجولة أشعلت ثورة كلمات ملأت رسائلي حباً طيباً؟..
حَــــــبيبي...