إلى شهداء الثلاثاء الأسود؛ أبناء زاكورة الحبيبة ومَـنْ معهم.zagoura-accident-42morts

ابن زاكورة، يا ابن أمي، نم هنيئاً في قبرك، ودع للزمان وحده الانتقام لروحك، أنت مَـنْ اعتبروك مذ ذاك الزمان السحيقِ السحيقِ مجردَ حارسٍ للتراب في ذاك المكان البعيدِ البعيدِ.
ابن زاكورة، يا ابن أمي، لا تضجر، اهنأ بمرقَـدك الأخير، ولو بموتة شنيعة، لم تستحق عليها ولـو يوماً حداداً وطنياً، لا، ولا دعاءً مخصصاً منبرياً، شأن ضحايا وطنيين هنا وهناك.
ابن زاكورة، يا ابن أمي، لا تلتفتْ لما يأتيك من أخبار عـن سبب موتك، واحتسب أمرك لخالق الحجر والبشر.

tableau-toile-philippeيسألون عن سرّ ابتسامتي... هي شرود!.. هي ذهول!... هي خيال!... هي أنثى مُغمضة العينين... فإن متُّ في دنياك، لا تعتذر، بل طوِّق بكفيك وجهي وقل: حبيبتي بين كفيكِ أبقيني..
آن رجوعي إليكَ... كيف لا أزهو!؟.. وأنتَ كضوء اليه يجذبني. ضمَّ أصابعي واجعلها أقلاماً، ففي ميلادك تمّ سرّ تكويني...
إن شئتَ إبق!.. وإن شئتَ غادر... كل مكان ما زال عطركَ فيه يُبكيني... لا تخش دمعتي ولا تخش انتحاري، فأنت الروح التي تُحييني..
حبيبي...

photo 1212حدثني في من أعرف من الناس وهو الأصلع ابن حنين عن أحوال الفكر فمضى يقول هذا الذي احتـفـظت به على سبيل الذكر: صاحبي فيلودوكس بأطياف قوس قزح، يتهادى مغرورا في ديجور جهل الجاهلين. يتغنى بأفكار مر عليها مرور الكرام العابرين. أو حلم بها من وريقات كتب بلون اليرقان نظير"قـرعة الأنبياء" العزيزة على قلبه، وقلوب أشكاله من المتحلقين، وأمثاله من المتحذلقين. يدثره ثوب قشيب عجيب يتوسل به وقارا بصنعة زائدة؛ مؤملا أن يضفي ويسبغ على كلامه فائدة.
يطل عليك في الجمعات كيما يفرق لغطه شذر مذر؛ وهراءه كما له بدر، ساعات معلومة، تضحى خلالها محبة الحكمة حشمة مكلومة، يشمر فيها على ساعديه فيعجز على مدارها عن لملمة أحرف نمقها من غير أن تستقيم في فيه الذي ينطقه هوى وجهلا؛ لا تبصرا وعقلا.

Abstrait 1808زداااااااف...استيقظ العياشي على إثرها هلوعا من هول ما رأى فيما يرى النائم بعد وجبة عشاء عديمة الفوائد.استيقظت زوجته تردد ما تحفظه من كلمات تليق بهكذا مناسبة .
-بسم الله عليك...مالك ا العياشي؟
أجابها وهو بالكاد يلتقط أنفاسه : 
-لا شيء..لا شيء..الأفضل أن تنامي حتى لا توقظي أيوب
-حسنا..إن كان حلما الله يخرجو على خير والأفضل ألا تمر من عتبة تلك الشيبانية السحارة التي تكرهنا.

112و ركبنا قطار الحياة و بقات ورانا ذكريات ...

كزوربا اليوناني يترنح يمينا و شمالا ؛ يرقص رقصته المغدورة ؛ يعانق حنين ماضيه بترانيم مزيفة ؛ يختلس النظر من نافذة دهر ذهب و لن يعود ؛ يقنع ذاته ان الذي رحل لا يزال خالدا بكيانه مهما علت صيحات الانهيار و اعلنت الرزايا سهامها ؛ لا يزال من خبايا الماضي جسد يعتلي عرش النضال و يلتمس من الهنيهات ذرة امل عل النفس تحيى مجددا .

6ba97c2dفي الرثاء
في ارتباطنا وهوسنا بمدننا ما يفسر لعنة الجينات التي نحملها وتحملنا...., جينات الاننتماء لمدن مسكونة بالف مرض و وباء... وعلى الهامش لعبة بلاستيكية لطفلة مشردة تبيع زمانها وووجهها الضبابي ... وكومة اوراق....وضجيج سيارات متطايرة.... وعند الصحو تقدم لك المدينة داتها مشهد الطفلة عينها تسافر عبر االعويل مرافقة ثلة دئاب وحلم.... حلم بحجم درة لاغير’’’’’

Fenetre-pluieواقف على قدمي المتعبتين، أنظر في هدوء أبله عبر زجاج نافذة تشبه البلاستيك المبلل إلى الأرض، والأعشاب البرية تمر تحت قدمي بسرعة خاطفة، كلما ركزت النظر قريبا تزيد السرعة، وكلما نظرت إلى الأفق البعيد تصبح الصور أكثر ثباتا وأكثر إمساكا بنتوءات الذاكرة. ما هذا الوهم الجميل الذي أعيشه؟

anqqareكان رأسي يؤلمني من فرط المشي والصراخ في الشمس. قلت لعبد العزيز:
أخاف أن أصاب بضربة شمس.
ابتسم المناضل الشاب في شماتة بريئة:
بل قل إنك أصبحت ثورياً عجوزاً.
وبعد فترة صمت قصير أردفت:
من الأفضل أن نقصد مباشرة محطة القمرة لنستقل حافلة العودة.
لكن عبد العزيز انتفض:

مفضلات الشهر من القصص القصيرة