-1-
لقطة أولى
الشتاء ينزل ضيفا ثقيلا على الدواوير المحيطة بالضريح,الوقت ليل ،والطريق الملتوي،المحاذي للمقبرة يبدو شبه مقفر كفؤاد أم موسى،إلا من بعض السكارى وشمامي النشوق.
من جهة البحر أتت،فتاة ذات قد قويم ،لسبب ما تركت شعرها مرسلا دون تمشيط،تتأمل الوجوه بحزن ويأس اقربين إلى التذمر,لا احد كان يجرؤ على سؤالها أو مجرد اختلاس النظر إليها...في العيون خوف مبهم.
نثرت آمنة التراب على رأسها وهي تهمس ،صباح اليوم الموالي ,لجماعة لاقطات الطحالب:"ذكرنا السمن والعسل،كانت لابسة احمر في احمر،ورجليها بحال الناقة."
ثم ثفلت فثفلت النسوة على صدورهن منصرفات إلى جمع قوت اليوم.
لقطة ثانية
أوقف دراجته بمحاذاة "مقهى تيط"،اتجه صوب جماعة لاعبي الورق،قال وهو يتجشأ:
-بنية مليحة...تايقولوا كانت سكرانة الله يجيب.
صفق العربي وهو ينادي النادل:
-أش عجبها في هاد البلاد...الله يستر.
-قالها المجذوب "هذا زمان المرارة ...ما يهنا فيه بنادم ولا شجر...طلبوا التسليم آالخوت.