Jean Paul Satreحسب معجم "لالاند" يحمل الوجود عدة معان منها الوجود "بذاته en soi " كوجود بمعزل عن المعرفة, و الوجود في التجربة أي واقع الوجود الماثل حاليا في إدراك الأنا و وعيه أو على الأقل ماثلا كموضوع اختبار ضروري رغم عدم راهنيته. كذلك هناك الوجود كحقيقة حية و واقعة معاشة في مقابل التجريدي النظري. ثم الوجود المنطقي حين تعطى مجموعة أفكار معينة واقع أن صنفا ما لا يكون خاليا عادما في المدلول. و نورد هنا ما استهل به "جان بول سارتر" كتابه "الوجود و العدم L'Être et le Néant" من المفاهيم التي يجب استحضارها عند التعاطي مع هذا الموضوع، ألا و هي:

 

dr driss haniمرحبا بكم على هذا الموقع
س: بداية من هو المفكر إدريس هاني؟
ج: كائن متطلّع إلى الإنسانية الحقّة من خارج سطوة الهوية المركبّة وآثارها على الكائن. وخارج الأطر التي باتت محدّدا للإنسان والسّلط التي تمسخ أو تؤطّر حرّيته وحقوقه. حدث أن قاده قدره إلى الانشغال المعرفي على شيء من القلق به يتمثّل كينونته المميزة كإنسان أدرك أنّ لا حدّ له سوى اقتداره على التخارج النوعي؛ أي إمكانية أن يتعالى ويتدانى في عالم الإمكان. ثم بعد أن رأى أنّ معركته داخل الفكر الدّيني هي معركة فهم وتسلّط أيديولوجي وإشكالية توظيف سياسي وتصريف سيكولوجي للعنف المادي والرّمزي؛ فاختاره أيضا ميدانا لفضح واحدة من أبرز وأقدم تمثّلات الإنسان، والتي أحسن وصفها بهاء الدّين العاملي في رسالته الشهيرة: "التّديّن والنّفاق؛ على لسان القطّ والفأر" محور ورقتي في مؤتمر لتكريم العالم المذكور في بيروت قبل أسابيع. إنّه باختصار وبكثير من التواضع: باحث عن معنى للحرّية في زمن الالتباس المعجمي والقهر السياسي وتدفّق السّلط.

roger garodi f" الحوار بين الأديان هو مبادلة ومشاركة في تجربة البحث المشترك عن الله والبحث عن المعنى"[1]
توفي يوم 13 جوان 2012 الفيلسوف الفرنسي المسلم رجاء جارودي عن عمر يناهز 99 عام وكان قد ولد بمرسليا يوم 17 جويلية 1913. ولا ينكر أحد تأثير تجربة جارودي السياسية والدينية والفلسفية على جيل كامل من المثقفين العرب الذين أعتبروه واحدا من المناضلين الغربيين الذين وقفوا الى جانب القضايا العربية وأصدروا مواقف مبدئية مشرفة واعترفوا بالمجهود العلمي والإنساني للحضارة العربية.
 لقد كانت حياته مليئة بالتقلبات والبحث عن الحقيقة وكانت هجرته من الماركسية الى الاسلام ومن ثقافة الغرب الى ثقافة الشرق ومن المادية الى الروحانية ولكنه ناهض بشدة الصهيونية والامبريالية وكل الايديولوجيات وانتصر الى القضايا العادلة للإنسانية وآمن بالقيم الكونية ايمانا صوفيا دينيا وتعرض للاضطهاد من قبل غلاة اليمين الديني والليبرالي والمحافظين الجدد ولكن ناصر  الشعوب المضطهدة واصطف الى جانب الحرية الانسانية والتثاقف بين الشعوب والنزعة السلمية التسامحية بين الأديان.

anfa2222بداية  من هو الفيلسوف فتحي المسكيني؟
عجيب أمر السؤال "من؟" كيف يختزلنا إلى هذا الحدّ. كأنّه يمكن فعلا لأيّ شخص أن يعرّف "نفسه" بهذا اليسر والصرامة أو الاطمئنان. أنا من مواليد سنة 1961 في مدينة جميلة تقع في الشمال الغربي من تونس، اسمها "بوسالم". كما ترى أنا من مكان مسالم، والسؤال "من ؟" يتطلب أكثر من ذلك. يقول نيتشه إنّه نادرا ما يكون المرء شخصا. فما بالك بالذي يحمل تهمة أو وزر "الفيلسوف". وهذه تهمة ثقيلة. أنا ناصفت القرن منذ سنة وصرت إذن من قدماء البشر. أحمل دكتوراه الدولة في الفلسفة، وأخجل من تصنيف الناس حسب شهائدهم. لأنّ من تمدرس في قلبه، وهذا شيء عرفناه بفضل الثورة، ربما كان أقرب من جميع الأستاذين إلى محبة الحقيقة وحمايتها بجسمه الكريم. أنا حضري مؤقت أو مزيّف، بوجه ما،  لأنّ طباع جبال الشمال وآداب مجاورة الوادي الكبير (مجردة) لا تزال تحت أنفاسي كأوّل مرة. وإن كنّا نعود إلى القرية، كما قال سلوتردايك، بشكل "ما بعد تاريخي". لم نعد جزء منها، لكنها لا تزال جزء منّا.

11111كلام على هامش تصريحات عبد الله العروي في مجلة زمان، و كتاب طه عبد الرحمن الجديد "روح الدين" حول تسييس الدين.
تشكل العقيدة، و الدين بشكل عام إحدى محددات الفعل السياسي للعقل العربي  المتبلور عبر سيرورة من الزمن، بتداخل خصوصيات عربية و روافد من الفكر الأجنبي، الفارسي منه بشكل أخص، كما هو الشأن مع رسائل ابن المقفع مثلا التي ساهمت في رسم هرمية المجتمع العربي، و تحديد اختصاصات النخب المُتَزلِّفة من السلطان، و طبيعة العلاقة التي ينبغي أن تقوم بين مختلف طبقات المجتمع. و من أهم خصوصيات الفكر السياسي العربي جمع الحاكم الذي قد يتخذ صفة خليفة أو سلطان أو ملك، لاختصاصات دينية و سياسية، بالمعنى المتداول السائد للمفهومين. و إذ نحن نشخص واقع تداخل المحددات الدينية و السياسية في يد الحاكم، فإننا لا بد أننا نصبو إلى حل هذه العقدة بما يسمح من رفع الفعل التسيدي للحاكم بواسطة التدبير الديني لا تكريس هذا الواقع.
فعلا، لقد حاول الفكر العربي بعد نهضته النسبية أن يعيد النظر في العلاقة بين الدين و السياسة بما يحفظ لكل واحد حدوده و مجالات تدخله، ثم كان ملحوظا اتجاه الفكر السياسي العربي نحو الاحتذاء بواقع الحداثة الغربية التي عملت على إرساء قواعد فكر سياسي يستبعد الدين باعتبار الشطط في توظيفه –وهو الأغلب- واحدا من أسباب الاستبداد و إضفاء الشرعية عليه، شرعنته التي تتم بواسطة رفع الفعل السياسي النسبي بطبعه لملامسة كمالات العالم الغيبي المطلق، و طيه بألوان القداسة و الجلال، كما هو شأن كل كيان سياسي يتوسل بالدين في "نجاعة" السياسة.

112"ليس ثمة من صورة بريئة، لكن بالطبع لا وجود لصورة آثمة، لأن من يفرض على نفسه شيئا من خلالها هم نحن"[1]
استهلال:
لم تنل الصورة منذ القديم الحظوة التي تليق بها سواء من طرف الدين أو من طرف الفلسفة وذلك لواقع الإقصاء والتهميش الذي تعرضت له واعتبارها محل الخساسة وجسد الدناسة ومادة شيطانية ما انفكت تتسبب في غواية الإنسان وتضليله، زد على ذلك ترتبط بالمادة وتنبع من الحواس والتخيل والتذكر واقترانها بمحاكاة الطبيعة وجعلها اللامرئي الغائب شاهدا مرئيا ووجودها بالقرب من دوائر الانطباع والاندثار والوهم والزيف والتحريف والخداع.
غير أن مظاهر التجديد الذي شهدته الأديان واستئناف باب الاجتهاد وبروز فقه الواقع أفرزت الانتقال من منطق المنع والتقييد إلى منطق الإباحة والتحرير ورفع عنها الضيم وتم استغلال هذا الفضاء المرئي والوسيط الرمزي من أجل توسيع الدعوة الدينية ونشر العقائد في العالم والعناية بالمقدسات والبرهنة على وجود الله وتخليص الرؤى اللاهوتية من الشوائب والأساطير وتقريبها من الأفهام وتبسيط أصولها وعرض أركانها للمتعلمين.

277hا- تجربة الوحدة
من منا لا تأتيه لحظات ينقطع فيها عن الناس وعن العالم ويلوذ إلى أعماق حميميته باحثا عن مأوى امن وعن هواء نقي يبعث روح الوجود بحيث يعيد ترتيب حساباته ويراجع مدونته ومفكرته ويستنفر هممه لمواصلة المسير. فالبعض قد تستهويه تلك الحياة الهادئة وتصبح قدرا واختيارا، حصل ذلك مع العديد ممن سجلهم التاريخ وفي مجالات متعددة، أدبية وفلسفية وفنية، منهم من اعتبرها مكتوبا شان أبي العلاء المعري، ومنهم من وجد فيها لحظة للتطهير والتأمل وتحقيق الصفاء الذهني كما هو حال بعض الفلاسفة أمثال جون جاك روسو أو هايدغر في أواخر حياته. لذلك امتدح البعض تجربة الوحدة واعتبرها اختيارا إراديا وفلسفة  في الحياة وتجربة خاصة لا تتأتى إلا لمن امتلك شروطا خاصة لأنها ليست في متناول عامة الناس فهي تحتاج إلى تربية خاصة وترويض للجسد حتى يمكنه التحرر من مختلف المتعلقات التي تفرضها الحياة اليومية وإكراهاتها، وانعتاق من سلطة العادة ومن الارتهان لتحديات اللحظي والعابر.

50_70ث- أطباء الحضارة والاستغراق في تأصيل الحلم الحضاري
قد لا ندرك سر هذا الجنون المحموم نحو تأصيل الأصالة خلفياته وشروط إمكانه وتجلياته وانعكاساته ولعل البشرية كانت ولا تزال تدفع تبعاته خاصة الأبرياء منهم الذين كانوا يقدموا قربانا من اجل الدفاع عن تلك الخصوصية وتحصينها.إلى درجة أضحى الخطاب جله إن لم نقل كله إما ينتصر لصراع الحضارات وتصادمها أو مع تعايش الحضارات وتسامحها، والأولى المطلوب من أهل العرفان والتفلسف هو ضرورة الحفر في مقتضيات ذلك الخطاب وفي دوافعه ودلالاته ومالاته بدل تكريسه والتأسيس له والتقعيد مفاهيميا لرؤاه وأوهامه وإضفاء الشرعية عليه. فعن أية خصوصية نتحدث؟ خصوصية من؟ ومن يستفيد منها؟ ولماذا؟
تستبطن كل حضارة ناشئة رغبة دفينة في التماهي مع الحضارة المهيمنة ، وحينما تتحصل السيادة والتمكين فإنها بدورها تسعى إلى التهام الحضارات السابقة من خلال فرض نموذجها  ودفع الحضارات الأخرى إلى تقمصه والتماهى معه،كما تختزن قرونا من القهر والاستعباد من الحضارات الغازية والمستوحشة، والتي تحتاج إلى إشباع نزواتها والى الثأر من قرون استعبادها السابقة، لذلك يكون رد فعلها أشد وحشية وأشد عنفا من سابقتها، حتى أنه لا يمكن فهم تطور الأدوات والمعارف والتقنيات إلا استجابة لهذا الدافع والداعي ، دافع الاستقواء والاستغوال وداعي الانتقام وسحق الآخر ويمكننا أن نوسع ذلك المنطق ليشمل حركة العصبيات والقبليات وبحثها المجنون عن أساليب تقوية شوكة تلك العصبيات من خلال استثمار كل ما أمكن من رأسماليات بشرية ومادية ورمزية.

ciel-reveالحلم والملحمة الشخصية
تمثل رواية الخيميائي لباولو كويلو1 عملا فنيا رائعا تنقل القارئ  إلى عوالم يتداخل فيها الأسطوري باليومي والفلسفي بالديني والحيقيقى بالوهمي والواقعي بالمتخيل إلى درجة أن القارئ العادي تحتويه تلك العوالم وتختلط عليه الحدود الجغرافية والفواصل الحضارية وتلتبس معها الحدود الزمنية. ويرجع ذلك أساسا إلى عنصر يشكل أساس ونواة العمل عند صاحبها يتمثل في اللغة الكونية التي تخترق الكون والشخصيات ولسان حال الوجود والتي تجعل الكل واحدا ومن خلالها وعبرها يمكن للذوات أن تحقق ملحمتها الشخصية شريطة أن تعرف الذات ما تريد وان تعرف من تكون "فحيثما يوجد قلبك ثمة كنزك وحيثما كنزك تم قلبك". يمتطي سنتياغو بطل الرواية لغة الحلم حيث يحمله بعيدا ويدفع به إلى حدود المستحيل متجاوزا الحدود الجغرافية ومتوغلا في الأسطوري وسائح في أرجاء الكون اذ يتحول العالم إلى كتاب مفتوح فما عليه إلا أن يصغي وينصت للإشارات والعلامات وان يتحرر من الخوف وما من شانه أن يحول دون تحقيق حلمه وملحمته الشخصية "مادام حلم تحقيق الملحمة الشخصية يمثل الغاية القصوى لكل الذوات الإنسانية". فكل واحد منا منشغل بذلك سواء استحضره أو نسيه أو تناساه بفعل انشغالات الحياة اليومية والاكراهات الاجتماعية.

abstrait-gris-clairإن الخطابات الأدبية والفكرية والسياسية الغربية مثلت الذات والآخر تمثيلا متحيزا ،حيث موضعت الذات في إطار من التعالي والفوقية في حين موضعت الآخر في إطار من الانتقاص والدونية،واستخدمت في ذلك آليات خطابية عديدة ممتثلة للمرجعيات السياسية والاجتماعية والثقافية....فالآخر في المتخيل الغربي ساكن جاهل وحشي.....،في حين أن الذات هي رمز الفضيلة والقوة والعقلانية والحركة،وهي بالتالي مركز الكون والحضارة،إذ لا تمثيل برئ ومن هنا يتحول الشرقي إلى صنعة لغوية على حد تعبير ادوارد سعيد ،أي كما يريده الغرب لا كما هو موجود حقيقي،....وحتى يتم ذلك تستخدم عدة آليات خطابية منها :الطمس والإقصاء ـ إعادة التمثيل والتكييف.
مقدمة:إن كل خطاب ينشأ متحيزا للنسق الحضاري الذي يظهر فيه ،حيث يشارإليه بالاتهام على اعتبار أنه يحمل في طياته رؤية  أيديولوجية محددة مما يصعب معها الحديث عن خطاب برئ ونقي.إذن يظهر العالم متكونا من طرفين: مركز في مقابل هامش ....وهذا الانوجاد خضعت لتراتبيته الانسانية وفكرها المنتج....حيث تتحدد المراكز بالنظر إلى جملة من المصالح وتحتكم إلى مجموعة من الرؤى الأيديولوجية، مما يجعلها نظرة تخضع للانحياز ويتم وفقها إعادة رسم الأدوار، وترتيبها بما يضمن للذات كل مظاهر الفوقية والسيطرة....عن طريق تهميش الآخر واستبعاده.... من خلال هذا البحث نحاول تقصي ظاهرة التحيز الأيديولوجي وأبعاده الاستعمارية في كتابات الغرب الفكرية والأدبية ونحاول معها الإجابة عن الاشكال الأساسي:ماهو سبب هذا التفاضل القيمي ؟ ماهو البديل الذي يجب طرحه والذي من شأنه أن يسهم في القضاء على سياسة الإقصاء والإلغاء؟

KHETTABI1) من هو الدكتور عزالدين الخطابي ؟
- عزالدين الخطابي أستاذ باحث ، خريج المدرسة العليا للأساتذة بالرباط ( شعبة الفلسفة ) ، حاصل على الدكتوراه في الإثنولوجيا من جامعة نيس بفرنسا ، أستاذ بالمدرسة العليا للأساتذة بمكناس ( شعبة الفلسفة ).
- عضو اتحاد كتاب المغرب
- عضو بالمنظمة المغربية لحقوق الإنسان
- عضو بهيئة تحرير مجلة دفاتر التربية والتكوين
- عضو بهيئة تحرير مجلة عالم التربية
- رئيس سابق للجمعية المغربية لمدرسي الفلسفة ( فرع فاس )
من بين أعماله :