القصة والسيرة الذاتية: قراءة في" خبز أسود .. خبز أبيض"(1) لمحمد الحاضي- ركاطة حميد
عندما نتحدث عن السيرة الذاتية في القصة القصيرة ’ يبرز واضحا للعيان أننا أمام محكي متنوع.. راصد للحظات الأشد وقعا في حياة ينقلها كاتبها بصدق ممزوج بحرقة كبيرة تبرز جوانب خفية أو منسية إبان حياته .. فالقص السير ذاتي هو التقاط لتفاصيل صغيرة جدا من الواقع .. ومن منظور خاص يمكننا أحيانا من أخذ ولو صورة جزئية عن مرحلة في رقعة جغرافية جد محدودة .. لكن أهميته الكبرى تنجلي بعد إسقاطه كعينة للمسح على مجال أكبر وأوسع .. مما يعكس حقيقة الواقع’ وبالتالي التعرف عن قرب عن جانب من "التاريخ" المحلي ..خصوصا في جانبه الاجتماعي والنفسي الذي يسلط الضوء على نمط حياة فئة اجتماعية ما لها خصوصيتها . .
من هذا المنطلق ’ سوف لن تكون دراستنا لهذه المجموعة ذات طابع علمي سوسيولوجي.. أو أنتروبولوجي.. بقدر ما سنحاول الإجتهاد قدر الإمكان لفتح مكونات القص على آفاق أخرى.. نظرا لكون القصة أضحت مع كاتبها القاص محمد الحاضي وعاءا لتجميع معطيات عديدة.. من خلال إشارتها الوامضة إلى الوقائع.. التي بقدر ما تعكس حدثا له خصوصيته.. بقدر ما تعري عن حقائق الحياة في زمن القسوة بداخل مكان له أهميته القصوى ( القرية).. و بالتالي فالصورة ستستكمل بظهور كتابات أخرى مضيفة معطياتها التي ستمكن من تكوين رؤية واضحة المعالم وتصور حقيقي بل و واقعي . .