
د. السعيد بوطاجين
استيقظت قبيل الفجر و المدينة ساكنة سكونا يكاد يخفيها عن أنفاس الوجود..فتحت النافذة
و تنفست بعمق و الليل يعزف سمفونيته الاخيرة.
أمير الفضاء لا زال ينشر أجنحته النورانية على الخلق كما أراده بديع السماوات و الأرض.. دقائق الاثير حابلة بشيء لا يفنى..الهدوء ، السلام ، النجوم ..علائق الود متجذرة عبر الازمان .. الفلسفة الخفية ، الجميلة منشورة ..منشورة للعيان.
الناس نيام ..ليتهم يظلون نياما !..
وحده الموشوم بالفقر و الحرمان يخرج من بين فلقتي الظلام يدور في أنحاء المدينة، يود لو يغطسها في الماء المبارك لتصبح نقية ، فاضلة..
وحده المصلوب على وحدته و وحشته يدفع تابوته الخفي كل ليلة عبر الطرقات المتربة و الزوايا العاتمة يريد أن يطهرها ، أن يرشها بالمسك ، أن يحتويها من أول الليل الى السحر.