
استهلال:
الاحتفال بمرور قرن على ولادة الفاضل بن عاشور (1909-1970) اتخذ طابعا فلسفيا عندنا هذه المرة، حيث كان الاتجاه نحو البحث عن الفلسفي فيما كتب الرجل. والمفاجأة حدثت حيث نعثر له على مقالات في الفلسفة الإسلامية من جهة العلوم والاجتهاد والأعلام وأيضا من جهة الحضارة والمدن والجغرافيا والبحوث اللغوية ومراجعة الكتب والمتفرقات والأدب والجامعات. فماهو تصوره لتاريخ الفلسفة عند المسلمين؟ وماهي خصائص الفلسفة التي عثر عليها في القرآن؟ وكيف توصل إليها؟ هل عن طريق الاجتهاد أم من خلال التفسير؟ وكيف نفسر شدة انبهاره بالغزالي؟ وبأي معنى ننسبه إلى الإرث الخلدوني؟ وما السر وراء نظرته إلى الكندي من زاوية علاقته بمدينة بغداد والى بغداد من جهة حضور الكندي فيها؟ هل من ضرورة تقتضي التعريب؟ وماهي المشاكل التي وقعت فيها اللغة العربية؟ وكيف يمكن تجديد النظر فيها؟ ماهي العناصر التي تتكون منها الثقافة الإسلامية؟ وأي دور لفلسفة القرآن في تبويب هذه العناصر؟ ألا يجوز الحديث عن إشارة الشيخ الفاضل إلى مفهوم حضارة اقرأ في مدونته؟ بمن تأثر أكثر؟ هل بالكندي أم بالغزالي؟ وهل كان متكلما أشعريا أم فقيها مالكيا؟ ماهي منزلة الفكر التونسي في هذه الحضارة؟ وضمن أي مجال تتنزل دعوته إلى الوحدة المغاربية؟ هل ضمن فكرة الجامعة الإسلامية أم في اتجاه الوحدة العربية؟ ماهو الدور الذي يلعبه الفقه في توطيد العروة الوثقى للأمة؟ وهل تتوقف قاطرة الإصلاح على استئناف باب الاجتهاد؟ ما سر الحنين الذي يجذبه إلى الدولة الحفصية ومدينة بجاية الجزائرية وصقلية؟ هل يمكن أن نعتبر بن عاشور هو اشراقة من اشراقات العقل المستنير الذي جادت به علينا جامعة الزيتونة المباركة؟
ماهو في ميزان النظر بالنسبة إلينا هو الابتعاد عن هاوية التقليد والإعراض عن الرجوع القهقرى والإقبال على منهج الاقتداء وأسلوب الربط بين الالتزام الاجتماعي النقابي والموقف الأدبي والنظري.
فلسفة القرآن: