تقــديم:
يتميز درس الفلسفة من جملة ما يتميز به، بكونه يضع نفسه دائنا على دوام البداية، و هو وضع يجعل منه درسا متجددا باستمرار، تتملكه حركة دؤوبة تقوده ـ على حد قول ميرلوبونتي ـ من الجهل إلى المعرفة، و من المعرفة إلى الجهل.
درس الفلسفة درس يكشف عن اشتغال العقل في معالجته للإشكالات الفلسفية الكبرى، و في مواجهته للقضايا الشائكة التي تطرح على الإنسان في علاقته بالعالم،و الآخرين و الذات. يقودنا فعل الفلسفة إلى صلب هذه القضايا و جوهرها، واضعاً إيانا أمام الإجابات التي قدمها الفلاسفة عبر التاريخ، و على اختلاف الحقب و الثقافات. من هنا تكون العودة لنصوص الفلاسفة و كتاباتهم مناسبة بامتياز لولوج عالم الفلسفة. هذا العالم الذي اكتشفه الإغريق، و حلت به شعوب و حضارات تاركة إرثها الحضاري، علامات على انخراطها في هذا الموروث، و كأن لسان حالها يقول: « لقد مررنا من هنا ».
لا يتعلق الأمر هنا بالتفكير في قضايا سبق التفكير فيها، بل هو أبسط من ذلك، و قد يكون أعقد، بحيث طُـلب من فلاسفة الحلول محل التلاميذ، بالإجابة ضمن شروط تربوية شبيهة بتلك التي تجرى فيها الامتحانات، عن أسئلة فلسفية هي في الأصل موضوعات سبق للتلاميذ مواجهتها في امتحانات الباكالوريا. نحن إذن أمام كتابة فلسفية على نحو آخر، كتابة تقوم على مساءلة السؤال في حد ذاته، و على تفكيك عناصره، لا من أجل تقديم الإجابة الجاهزة، بل بغية تبيان حركية الفكر و كيفية اشتغاله، إنها كتابة تستمد خصوصيتها بحكم انتمائها لفضاءين متميزين، فضاء المؤسسة بحكم خصوصيته، و فضاء الفكر الفلسفي في تميزه و شساعته.
أنجز هذا العمل، مجموعة من المفكرين و الفلاسفة، من بينهم:
بيير هادو Pierre Hadot فيلسوف، أستاذ بكوليج دو فرانس، متخصص في الفلسفة اليونانية و الرومانية. يدافع عن الفلسفة بوصفها فن العيش، و نمط في الحياة. اهتم بالتجارب الروحية في الفلسفة اليونانية، من مؤلفاته مدخل لدراسة فكر مارك أوريل ( 1992 )، ما الفلسفة اليونانية؟ التجارب الروحية و الفلسفة اليونانية ( 1987 ).
يتميز درس الفلسفة من جملة ما يتميز به، بكونه يضع نفسه دائنا على دوام البداية، و هو وضع يجعل منه درسا متجددا باستمرار، تتملكه حركة دؤوبة تقوده ـ على حد قول ميرلوبونتي ـ من الجهل إلى المعرفة، و من المعرفة إلى الجهل.
درس الفلسفة درس يكشف عن اشتغال العقل في معالجته للإشكالات الفلسفية الكبرى، و في مواجهته للقضايا الشائكة التي تطرح على الإنسان في علاقته بالعالم،و الآخرين و الذات. يقودنا فعل الفلسفة إلى صلب هذه القضايا و جوهرها، واضعاً إيانا أمام الإجابات التي قدمها الفلاسفة عبر التاريخ، و على اختلاف الحقب و الثقافات. من هنا تكون العودة لنصوص الفلاسفة و كتاباتهم مناسبة بامتياز لولوج عالم الفلسفة. هذا العالم الذي اكتشفه الإغريق، و حلت به شعوب و حضارات تاركة إرثها الحضاري، علامات على انخراطها في هذا الموروث، و كأن لسان حالها يقول: « لقد مررنا من هنا ».
لا يتعلق الأمر هنا بالتفكير في قضايا سبق التفكير فيها، بل هو أبسط من ذلك، و قد يكون أعقد، بحيث طُـلب من فلاسفة الحلول محل التلاميذ، بالإجابة ضمن شروط تربوية شبيهة بتلك التي تجرى فيها الامتحانات، عن أسئلة فلسفية هي في الأصل موضوعات سبق للتلاميذ مواجهتها في امتحانات الباكالوريا. نحن إذن أمام كتابة فلسفية على نحو آخر، كتابة تقوم على مساءلة السؤال في حد ذاته، و على تفكيك عناصره، لا من أجل تقديم الإجابة الجاهزة، بل بغية تبيان حركية الفكر و كيفية اشتغاله، إنها كتابة تستمد خصوصيتها بحكم انتمائها لفضاءين متميزين، فضاء المؤسسة بحكم خصوصيته، و فضاء الفكر الفلسفي في تميزه و شساعته.
أنجز هذا العمل، مجموعة من المفكرين و الفلاسفة، من بينهم:
بيير هادو Pierre Hadot فيلسوف، أستاذ بكوليج دو فرانس، متخصص في الفلسفة اليونانية و الرومانية. يدافع عن الفلسفة بوصفها فن العيش، و نمط في الحياة. اهتم بالتجارب الروحية في الفلسفة اليونانية، من مؤلفاته مدخل لدراسة فكر مارك أوريل ( 1992 )، ما الفلسفة اليونانية؟ التجارب الروحية و الفلسفة اليونانية ( 1987 ).