دعيني أتملى في حسنكِ
دعيني أملّى
رمانة الشفتين الملوية
مازلت عن لثمكِ
ما زِلت طفلا..
خذي لهفي
 و تسمري ألهو في أذنيكِ قرطا
وأذوب في جفنيكِ كحلا
فأقَّاطَر منهما شمعا و ليلا..
دعيني أخبئ في حسرتِكِ
ليوم الضيم شمسا، طينا

لم تجلس وحيدا
ومن عمق الريح
تصنع أوهاما
من حريق؟

هل تسمع دقات قلبك
ما زالت تحمل خزنك
من جرح مساءات قديمة؟

العاصفة تستلقي على سريرك
وأنت مشغول بأعقاب السجائر

قريبا من الموت
كان جندي بالمرصاد ،
يتلو للبحر بريده
و يكتب اسمه على جسر أيامه
و يغفو .
و شاعر يبكي أطلال قصيدته
يفتح قلبه للريح  ،
يرثي سواحل الراحلين  ،
يرتق جرح الأرض
و يكبو .
طفل على بوابة المنفى  ،

قريبا من الموت
كان جندي بالمرصاد ،
يتلو للبحر بريده
و يكتب اسمه على جسر أيامه
و يغفو .
و شاعر يبكي أطلال قصيدته
يفتح قلبه للريح  ،
يرثي سواحل الراحلين  ،
يرتق جرح الأرض
و يكبو .
طفل على بوابة المنفى  ،

لا ترحلي
توسّدي كل الذكريات
وامسحي بيديك لون السماء
لا شيء هناك
غير زرقة عينيك
وحبا صوفيا
وتوحُّدا
لا ترحلي
واتركيني ألبس
معك، جبة حلاّجيه
لقد غدونا

ضباب على طريق الذكريات
غبار يغلف… روحي
يحملني الهواء الثقيل
لاغفو بين يديه
على شرفة العابرين
ويعدو على طرقاتنا
صمت صمت
وفي عتمة الحزن
انسل مني
الى حدقات العيون
التي لا تراني

يمكنني الليلةُ يا حبيـبـتي

أن أتذوقَ أشـهى قصيدةً

عاصفةٌ من أنفاسك المتألقة

تجتاحني

تسقطُ كُلَّ أوراق الترددِ

وملاك يعدو في غابة ذاكرتي

يقطفُ ثمارَ الحزنِ عن أشجارِها...

يتعرى الحبُّ للحبِّ

للشعرِ

للصلاة على جسد الحلم ...

لا تتعجل أيها الحبُّ الهاربُ

في هباء الليل
تمضي العتمة منتعلة
صمتها اليومي الفاخر
صوب الضباب المتروك
وحده
مبتغاها أن تشاركه
ألقه ’ نبيذه ’انطواءه
مثلما صديق.
2-
في هباء الليل
السماء الحزينة

ليس في القلب غير امرأة وحيدة
امرأة ترتعش بين أناملي
كعصفور يحلم بوطن آخر
يحلم بعشق غير هذا العشق
الطاعن في أرق الأمسيات
غير هذا الجرح الراسخ في الذكريات.

ليس في القلب غير امرأة وحيدة
تكاد في موكب الجرح
أن تطرد صفو المدينة
أن تطرد صخب القصيدة

أخاف من ألمي
من ثورة الجرح الغائر،
في القلب ألف نزيف
وأنت أيتها الهاربة إلى
قلبي...
ضمدي ما بقي من سؤال
خذي كل شيء...
خذي الحياة كلّها
واضربي موعدا لدمي
اغسليه ..... أو...
وقح هذا المرتع

كل شيء في هذي العتمة
 يجلوك...
العصفورُ بريشه الذهبي
 رقّاصُ ساعة الحائط بين هُنيهة وأبد
 كُنَّاشُ الذكريات
 فائضُ الصمت في فيلم "المومياء"
 بريدُ أحبة لا يصل
 خيطُ الحنين المنسكب بهدوء من خصاص النافذة
 الكأسُ المترعة بالخيبات
 الغرباءُ فــي مدن لم تزرها
 فيروزُ كلَّ صباح في مذياع الجيران

القاطراتُ تكسرُ صمتَ الطريقِ
تنشرُ فوقَ سكةِ الزمانِ
وموتِ المكانِ
تعري حقيقةَ الوطنِ
الذي بارَ
والذي صارَ
والذي غابَ والذي ذابَ
تقتلُ روحَ البقاءِ
وشرودَ الوطنِ الذي ماتَ بالسكتةِ
وبالضربةِ القاضيةْ .
القطارُ الأسودُ

إلى عمر الأزمي 
البيد يوما لم تساومك،
فرسك لم يسرجه سواك
لم تدجنه شيوخ القبيلة،
و كما الريح
لم تنحن سوى للنخلة السامقة،
و في مواسم الجدب
دوما تفكر بالعيون الظامئة
و حين تعود بالنوق،
و في عيونها تنمو نار قراك
فلا تنكسر...

إغمدي قُبلةً في خفايا الوريدْ
لعلِّي بما يتكاثرُ منِّي وراءَ ظلامِ الخطايا أعودْ
لعلِّي بما يتناثرُ منِّي على وردةِ الثلجِ
أخطو على جمرِ روحي
وأستلُّ من نهرِ قلبي طيوراً مهاجرةً
في فضاءِ النشيدْ
 
إغمدي قُبلةً في خفايا الوريدْ
 
هنالكَ خلفَ المجازِ المُفخَّخِ بالعطرِ يوماً
سأشربُ سحرَ الحجازِ

- 1-
أسرارك ليست اخفى من
انظمة العسكر
ومع ذلك تحفظينها
كبخيل يكره اولاده.
والأسرار اذا لم تفضح
يتآكلها الصدأ
والجثة التي تكورينها
فوق ظهرك لن تحدث فرقا
غدا عندما تسطع الشموس
ستذوبين كقطعة شحم

وترٌ لماءِ الصمتِ بينَ حديقتينِ
صغيرتينِ لساعدَيها
تسمعانِ النبضَ في قاعِ البحارِ
وترفعانِ على حدودِ الليلِ
قلباً غيرَ مُكترثٍ
بما البلُّورُ يهمسُ فيهِ
مثلَ صليلِ أجسادِ المُحارِ الحيِّ
في شغفِ الأصابعِ......
 
ها هنا أتأمَّلُ الأيامَ دونَ عواطفٍ سوداءَ
أُصغي لانتباهاتِ الحفيفِ وراءَ فصلِ الصيفِ

أنتظرك
و بين يدي قمر لا يريد أن ينام
آه..لو تشائين لناولتك
ضوء الليالي
لكنك اقترفت هذا الرحيل.

أنتظرك
وفي قلبي
ماء،
حب،
وسلام

تُنَـاديـني:
أَيا وَلَدِي
وأبواقٌ تُغطّي صوتَها الحاني
كأنَّ الصمتَ أضحى من محابِسها
تنـاديـني :
من الشطآنِ والرّملِ الذي فَرغتْ خَوابيهِ
وأحداقٍ وقد ثَكِلَتْ
 وصمتٍ في وُجوهِ الدّربِ والصِبْيهْ
وجلادٌ على أبوابِ خَيمتِنا
تُـنادِيـني
من الأكواخِ والجُدُرِ

أكرر…
لقد ذهب الجميع الى وظائفهم
الألغام نحو المطبخ تهيء عصيدة الخطى..،
والأبناء لزراعة المدى بالعكازات
كذلك الأم وهي تتبضع الغرقى في "شارع النهر"(1)
تركت الصحون المنكفئة تضيء بمؤخراتها صورتي
وأنا أجفف الشظايا على حبل الوريد..،
لم يبق سواه ، فمن غير دواء وبطابوق جمهوري
يُضمّد المتقاعد أحلامه الملكية..،
لذا بات من اللائق حقاً أن أجري تعديلاً على مساوئي
وأستدير نحو شريط لاصق لأثبت معتقداتي في غرف النوم