نظمت رابطة أدباء الجنوب ضمن فعاليات ملتقى أكادير للرواية العربية ندوة نقدية حول"الرواية العجائبية" بمشاركة عدد من الأكاديميين والنقاد المغاربة والعرب، وبحضور لافت لعدد من الروائيين من مختلف الجغرافيات الإبداعية. وقد تميزت الجلسة النقدية التي أدارها الدكتور عبد السلام أقلمون بعدد من المداخلات افتتحت بورقة للناقدة عبلة الرويني رئيسة تحرير جريدة أخبار الأدب التي مهدت لمداخلتها بالفنتازيات التي تشهدها مصر، فالمشهد عجائبي مفجع ينتج صورا غير متوقعة وهو جزء من الفنتازيا التي تتسم بقدرتها اللانهائية على إنتاج صور وخيال، وصدمات وتمزقات ومفاجئات غير مألوفة لا تكاد تحتمل في الواقع، ذلك أن الخيال يواصل ابتكاراته وشطحاته من خلال توظيف السياسي في خدمة الخيال، وتوظيف الخيال في خدمة السياسي.
في ديوان " فقدان المناعة " للشاعر عبد السلام دخان ـ خالد البقالي القاسمي
ديوان " فقدان المناعة " مجموعة من النصوص الشعرية الجميلة، صدر في طبعته الأولى للشاعر المغربي عبد السلام دخان عن مطبعة الخليج العربي بمدينة تطوان بالمملكة المغربية سنة 2011، ويقع الديوان في ثمانين صفحة، قسمه الشاعر إلى قسمين: - القسم الأول: صور مختلة ويضم اثنتا عشرة قصيدة، - القسم الثاني: تفاصيل شائكة ويضم أربع عشرة قصيدة.
يتميز الشاعر عبد السلام دخان بكونه يمتلك الشجاعة والجرأة للكتابة شعريا عن موضوع يعتقده الكثيرون من الأسرار الخلفية التي من المفروض أن تطوى بين الجوانح ولا يصرح بها أمام الجميع، طبعا يجب أن نكون على يقين ونحن نتتبع ديوان الأستاذ دخان بأن كتابته الشعرية عن فقدان المناعة تتزامن في سياقها الاستعارة والتصريح، الجمال والحقيقة، الفن والواقع، حيث أفلح الشاعر في الكتابة عن الموضوع ضمن سياق شعري جميل ومثير بواسطة لغة شفيفة وجميلة تتميز بالوضوح دون التواء أو غموض، وتشير مباشرة إلى المقصود ضمن رؤية واعية ومحددة.
مقدمة في نظرية القراءة ـ نورالدين حيمر السفياني
ظلت نظرية الأدب و لحقب طويلة من تاريخها تولي عناية فائقة للنص الأدبي في علاقته بالمؤلف أو السياق المرجعي و قلما كانت تلتفت إلى القارئ . لقد غدا القارئ كائنا منسيا و غدت معه القراءة فاعلية هامشية لا تكاد في أحسن أحوالها، تخرج عن دائرة الانفعال، و رد الفعل، كما كان الأمر قديما مع شعرية أرسطو حينما عرف المأساة، و جعل وظيفتها منحصرة في ممارسة التطهير النفسي للمتلقي، و ذلك من خلال التخلص من العواطف الضارة عن طريق مشاهد الفزع و الخوف و الألم ....
إن القارئ باعتباره أحد المكونات الأساسية في عملية الإبداع الأدبي، لم يأخذ مكانته في نظرية الأدب كفاعل و مشارك في صناعة المعنى إلا في الأزمنة الحديثة، و قد ترافق هذا مع هبوب رياح الحداثة على الأدب، و ظهور تيارات فكرية و نقدية جديدة كالبنيوية و التفكيكية و جمالية القراءة، و غيرها من مدارس الأدب التي عملت على تجسير الفجوة العميقة بين النص الأدبي و ارتباطاته الإنسانية العميقة.
قول في قصيدة النثـــــــــــــــــر ـ حميد الحريزي
الشعر هذا الدفق الشعوري الانساني، الذي جاء كالنبع الصافي من رحم ارض تغلي اعماقها فوارة بالحمم البركانية ، من اجل ان يخفف الضغط النفسي القهري عن الذات البشرية ، وما تتعرض له من الضغوط ، البيئية، والمناخية والغذائية ووضعه تحت طائلة الخوف والتوجس والتوتر الدائم في حياته البدائية ............
كل هذه الظروف وتناغما مع الظواهر الطبيعية وانسجاما مع حدوثها والإيقاع الموسيقي المصاحب لها ... هطول الامطار ، صفير الرياح ، حفيف الاشجار ورفيف اجنحة الطيور وخرير المياه ووو...الخ
وَلدَ لدى الانسان احساسا ((شعري)) معبرا عن هواجسه وإحساساته وتناغمه مع ما يحيط به من ايقاع كوني يتناوب بين زلزال عاصف او بركان ثائر او نهر جارف او انسياب نبع هادئ ورفيف اجنحة فراشة هادئ او تغريد بلبل ساحر ... كانت للإنسان ايقاعاته وتعبيراالنثر كونهاات الايقاع المنتظم / كابن لطبيعة يعيش في كنفها ويتأثر بمؤثراتها، أي بين الصراخ والانفجار وبين الاتسياب والهدوء ....
القهر المضاعف في السرد النسائي ـ د.فاطمة تامر
إن المتتبع للسرد النسائي العربي- ومنه المغربي قصصيا وروائيا- تستوقفه العديد من المواضيع والثيمات التي تم الاشتغال عليها/ينظر على سبيل المثال مقال.. تحولات الكتابة القصصية النسائية الجديدة في المغرب لعبد الرحيم العلام بمجلة نزوى عدد67 /2011ص 29........كما تستثيره تلك اللقطات الذكية والإشارات اللا فتة إلى مكامن الخلل في المجتمع والتي تندس خلف تفاصيل الحياة اليومية وتنسرب عبراقنعة وممارسات وأقوال....ولعل ما يلفت انتباهنا هوا لوقوف عند القهر الذي تمارسه المرأة تجاه الأنثى والذي يتخذ له عدة مظاهر وتجليات.....
نقف مع وفاء مليح في/ اعترافات رجل وقح/ ص 32عند حالة مراهقة تعنفها أمها لأنها لم تكن ترى في جسد ابنتها غير /قنبلة متحركة يجب الانتباه إلى كل حركة تصدر عنه/
النسق الجمالي و سؤال الذات ـ محمد الصفاح
لقد احتل الجمال على مر العصور جزءا بارزا من البنية الذهنية على الصعيد الفكري. حيث جند أهل التدبير و الفكر و النظر، من فلاسفة، و مفكرين و باحثين طاقاتهم، و قدراتهم الإدراكية، لتفسير الجمال، باعتباره قيمة من القيم الإنسانية المختزنة لطاقات زئبقية غير قابلة للحصر و التفسير. و نظرا لطبيعة الجمال المركبة و المعقدة. كان، و مازال، و سيظل موضوعا للبحث و مثار اختلاف الآراء و تضاربها من لدن مختلف المجالات الفكرية المهتمة بالشأن الجمالي. اذ جنح و نزع كل مجال نحو السبيل الذي رآه يراه مناسبا لبناء مواقفه و صياغة نظرياته و تمثلاته بخصوص الجمال. و ذلك وفق رؤيته و توجهه الفكري الخاصين به. لكن رغم الاختلاف حول دراسة الظاهرة الجمالية، يسود الائتلاف على أن الجمال طاقة أخاذة، بالغة التأثير في الإنسان. تحرك فؤاده، و وجدانه، الخاضعين لسلطة و سحر ما يسمى ب: الدهشة الجمالية، أو الصدمة الجمالية، أو الوقع الجمالي، أو الرجة الجمالية أو الغيبوبة الجمالية، المولدة للانفعال الجمالي.
و من أبرز المجالات المهتمة بالجمال:
- المجال الأدبي: الذي اهتم اهتماما لا حدود له بقيمة الجمال، إذ أقبل المتأدبون بكليتهم على رصد مظاهر الجمال في الكون، و اعتماد عناصره مادة لموضوعات أسالت كثيرا من الحبر كثيرا. فكان الشعراء من بين أولئك الذين سحرهم الجمال، و سيطر على أفئدتهم، و قلوبهم، و ألبابهم و وجداناتهم. فمنهم من رأى أن الجمال يتمظهر في:
التواصل غير اللفظي: من المفهوم إلى الوظيفة ـ د.عبد القادر محمدي
توطئة:
إن مقاربة انخراط الكائن البشري في عملية التواصل، سواء مع الآخر أو مع موضوعات العالم، وما تتطلبه هذه العملية التواصلية من انصهار وتفاعل للذات مع تجارب اليومي الممتدة في الزمان والمكان، قد حتم على الدرس السيميائي في خضم التطورات المعرفية الطارئة والمتلاحقة، توسيع جدول أعماله، ليطال لغات أخرى ينتظمها جدول أعمال خفي، يبطن عملية التواصل التي ليست دائما لفظية وصريحة، فقد تكون حركية وقد تكون إيمائية، وقد تكون وجدانية داخلية، تتمظهر أحيانا في بعض المشاعر أو السلوكات أو من خلال لعبة الأشكال والألوان والأنغام التي "تتكلم معنا، وتولد فينا إحساسات أو ذكريات")[i]( ما أن نعقد "بينها وبين السياق صلة فإنها ستبعث في الذهن أشياء أخرى، فتغدو علامات")[ii]( من بين أخرى، راسمة تمايز الإنسان وهويته وسط مسكنه البيولوجي والطبيعي، بخطوط وأصوات وأشكال وألوان ثقافية متعددة، مثل "الكلمات والسلوكات والوضعيات والإشارات ورنة الصوت وتعبيرات الوجه، و طريقة استعمال الزمان، والفضاء والمادة وطريقة العمل، واللعب، وممارسه الحب والدفاع عن الذات. كل هذه العناصر وغيرها، وليست هي وحدها تشكل نظما للتواصل التام حيث لا يمكن فهم الدلالة دون معرفة سلوك ما داخل سياقه التاريخي، و الاجتماعي الثقافي")[iii](
محمود درويش وبابلو نيرودا وقصيدة مجهولة (لم تصدر في ديوان) ـ أوس داوود يعقوب
انضم الشاعر الكبير الراحل محمود درويش في الربع الأخير من القرن العشرين إلى لائحة كبار شعراء العالم من أمثال: ((بابلو نيرودا (1904-1973م)، ولوركا (1898-1936م)، وأودن (1907-1973م)، وليوبولد سيدار سنغور (1906-2001م)، وأوجينيو مونتالي (1896-1981م)، ورافائيل ألبرتي (1902-1999م)، ويانيس ريتسوس (1909-1990م) وسواهم)).
ولأن درويش كان وفياً لمحبيه وأصدقائه ورفاق دربه فقد خصَّ الكثير من الشعراء والكتّاب والقادة الشهداء من فلسطينيين وعرب وشخصيات عالمية، منذ بداياته الشعرية، بنصوص رثائية، فقد أعار صاحب «الجدارية» إيقاعه لمأساة شعبه وشعوب الأرض المقهورة، الثائرة. فبقي يرصد موت الشهداء وظل يحرسهم من هواة الرثاء. وفي كثيرٍ من نثره وشعره رسم لنا درويش صوراً قلمية للأحبة والأصدقاء ورفاق الدرب من شعراء وقادة وكتّاب وفدائيين.. وحدثنا في مراثيه عن حكايات الأيام، مع الوجوه التي عرفها وآنسه وجودها، ورافقته دروب الإبداع والعطاء والنضال، تلك الحكايات التي تثير في النفوس أشجان الحزن على فراق شهداء فلسطين الكبار، وفراق أحبته من صناع التاريخ العربي والعالمي المعاصر.