كشف التقرير السنوي الرابع للتنمية الثقافية، الذي تصدره مؤسسة الفكر العربي، أن نسبة القراءة بين العرب تدهورت بشكل مخيب، ففي الوقت الذي يشكل معدل القراءة عند الأوربي ما متوسطه 200 ساعة سنويا، نجد أن العربي يقرأ ما متوسطه 6 دقائق سنويا. وان كل 20 عربي يقرؤون كتابا واحدا في العام، بينما الأوربي يقرأ ما يقارب 7 كتب في السنة. ويبدو أن القراءة لا تزال تشكل أزمة في حد ذاتها قبل أن تكون طريقا للنمو والتطور للحاق بالركب الحضاري.
يتبادر إلى الأذهان سؤال بدهي؛ هل هذا العربي الذي لا يقرأ هو الذي قام بكل هذه الثورات !؟ هل هناك علاقة لثورته بدرجة وعيه ؟ هل حقا العرب لا يقرؤون ؟ ما علاقة القراءة والتعليم بالانتفاضة والثورة ؟ كثيرة هي الأسئلة التي نتشاركها داخل الوطن العربي مع الذي خارجه حول ماهية الثورات ؟ وهل كل ثائر قرأ كتاب "من الديكتاتورية إلى الديمقراطية" لجين شارب، أو قرأ عن ماهية الاستبداد في كتاب "طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد" لعبد الرحمن الكواكبي ؟ ماذا لو كان مستوى التعليم في الدول العربية مواكبا للأوربي، كيف سيكون الوضع ؟ ...
خصائص جائزة نوبل للأدب في رواية أولاد حارتنا ـ هاجر بكاكرية
رجع نجيب محفوظ في أولاد حارتنا إلى أعماق التاريخ البشري ، إلى الحياة الإنسانية في أولى مراحلها لمناقشة مجموعة من التيمات المهمة ،يقول نجيب محفوظ في حوار له «فهي لم تناقش مشكلة اجتماعية واضحة كما اعتدت في أعمالي قبلها بل هي أقرب إلى النظرة الكونية الشاملة »(1).
رغم هذا فهي لا تخلو من خلفية اجتماعية تستوحي من قصص الأنبياء توق المجتمع الإنساني للقيم النبيلة كالعدل والحرية، يطرح فيها قضايا فكرية جديرة بالحوار والمناقشة تهم إنسان العصر الحديث ، فجعل من مادته الروائية معينا يبث من خلاله أفكاره وفلسفته تبعا لخلفياته وكذلك واقع الحياة التي يعيشها ، لم يقتصر على مناقشة القضايا المحلية مع أنه لم ينصرف عن البيئة المصرية لكنه ربطها بمشكلات العصر الحديث فهو كما يقول صاحب الرمزية «قدم بطلا جديدا في إطار عالمية المشكلات هذا البطل الذي يبحث عن الخلاص من أزمات هذا العصر ولهذا فهذه المرحلة الروائية تحتوي على كثير من صور الواقع المصري وقد أضيفت إليه القضايا الفكرية العامة التي يمكن أن توجد في أي من المجتمعات الإنسانية»(2) وهنا تكمن ميزة هذه الرواية.
إشكالات جائزة نوبل للأدب ـ هاجر بكاكرية
يبدو أن ترشيحات الأكاديمية السويدية منذ عام 1901 وحتى عامنا هذا مكمن جدل وشكوك،وذلك نتيجة تساؤلات تطرح عقب إعلان الفائز هل فعلا يستحقها ويوافق معاييرها المتمثلة في غزارة الإنتاج والإنسانية و العمق والعالمية أم لا؟
وتتمثل هذه الإشكالات في عناصر محددة كالآتي:
أ-العنصرية: يرى بعض النقاد أن جائزة نوبل جائزة عنصرية لاهتمامها بالآداب الغربية وعدم تمثل وصية نوبل من حيث الإنسانية والعالمية، ففي البداية كانت أوربية غربية ولم تخرج من حيز التوجهات الأدبية الغربية في موضوعاتها و نماذج كتاباتها و فكرها.
ويمكن معرفة ذلك من خلال ثلاث مراحل(1):
-المرحلة الأولى: سيطر عليها ما نسميه بالمحور الغربي قبل الحرب العالمية الأولى وما بعدها، تتحكم فيها رؤية فكرية واحدة ولكنها كانت حيادية إلى حد ما لأن الخلاف غربي داخلي.
الشاعر سعدي يوسف في حديث المكان والشعر والثورة :وجدنا أنفسنا أمام لاشيء، وهذه خيبة كبيرة ـ إعداد: عبد السلام دخان، عماد الورداني، محمد العناز
أخلص الشاعر سعدي يوسف للشعر مند ديوانه الأول" القرصان" الصادر عن مطبعة البصري ببغداد ، وتجربته الشعرية التي راكمت أكثر من ثلاثة وأربعين ديوانا تعد اليوم بمثابة منجز شعري وجمالي رفيع ساهم في تطور التجربة الشعرية العربية على نحو متفرد. نال عدة جوائز تقديرا لإبداعه الشعري منها: جائزة سلطان العويس، والجائزة الايطالية العالمية، وجائزة كافافي من الجمعية الهلّينية. و جائزة فيرونيا الإيطالية لأفضل مؤلفٍ أجنبيّ. إلتقينا به بطنجة أثناء زيارته للمغرب وكان لنا معه الحوار التالي. .
- الشاعر سعدي يوسف أنت الآن في مدينة طنجة، جُلت في شوارعها، ومقاهيها، ودروبها، وكَتبت عن هذه المدينة. ماذا يشكل لك هذا المكان باعتباره موضوعا شعريا؟
عندما جئت إلى طنجة كنت قد فكّرت قبل مجيئي بزمان طويل في أن تكون زيارتي شخصية وخاصة، وأن أتيح لنفسي فرصة التمتع بحرية الشخص المجهول، أعني أدور في المدينة في أزقتها أجلس في المقاهي في الحانات أتعرف بأناس جدد،أتصل بجميع أصدقائي فيها. بالتأكيد تاريخ المدينة يشكل دائما هاجسا حاضرا لدي: التاريخ الثقافي، التاريخ السياسي الناس الذين مروا بها وأقاموا فيها، هذا كله جزء من بانوراما المدينة. أنا الآن أكاد أكمل شهرا في طنجة، سعيد بهذا الشيء وسعيد أيضا لأني كتبت فيها عشر قصائد مهداة إلى المدينة.
علاقة المعنى بالسياق ـ سليمة محفوظي
دراسة المعنى هو فك البناء اللغوي من حيث هو أصوات ومفردات وتراكيب "من أجل إعادة بنائه دلاليا."1 ودراسة المعنى انطلاقا من بحث المثيرات اللغوية الدالة في أي نص من النصوص (المستويات اللغوية) يعني تحديد العناصر المراد تحليلها، وبيان دورها ومحاولة كشف العلاقات القائمة بينها، وتتبع التدرج التعبيري ومدى توافق العناصر المكونة أو تعارضها أو تمايزها أو توازنها...
والمتعامل مع النص ينبغي أن يراعي جملة من الأمور منها:
أن يكون النص رسالة لغوية تحقق الهدفين: التعبير والتبليغ
أن يحدد مجال النص المدروس، فالنصوص اللغوية تختلف من حيث طبيعتها وجنسها ونوعها وغايتها.
أن يبتعد الدارس قدر الإمكان عند كل ما من شأنه أن يوجه الدراسة مسبقا نحو هدف أو غاية، أو دعم موقف أو مذهب أو نحو ذلك كما يحدث عند كثير من أصحاب المذاهب والفلسفات المختلفة.
أما المناهج المتبعة في تحليل النصوص وكشف معاينتها ودلالاتها فكثيرة و مختلفة، سواء على مستوى الوسائل والأدوات المستعملة أم على مستوى النتائج والغايات المرجوة.2
قراءة نقدية في المجموعة القصصية '' بيت لاتفتح نوافذه'' للكاتب المغربي هشام بن الشاوي ـ محمد محقق
هذه المجموعة القصصية عبارة عن مشاهد ولقطات من حياة إنسان يعاني حالة التفرد والوحدة، ويبدأ الحكي بـ (أشعلت المصباح ....) في قصة : "خطأ تمارسنا هذه الحياة"، مما يدل على أن البطل كان يمشي في العتمة؛ ليس في الأمر سر لأن صُحبته امرأة، وفي مثل هذه المواقف غالبا ما يلاحق الإنسان بالعيون وبنظرات منها الازدراء، منها الاستغراب ومنها الغبطة.. كل حسب مستواه وخلفياته الثقافية والإيديولوجية.
كان أول ما أثار عيني الزائرة بيت كُتب على الجدران. السارد أعطى للمرأة تسمية يمنحها إياها المجتمع إلا أن هذه العاهرة تختلف عن الأخريات، على الأقل أثار انتباهها ما كتب، وبهذا يستحضر بعدها الإنساني للأشياء، حيث تتساءل عن سر البيت الشعري الذي رسم على الجدران، وهو في ذات الوقت مرسوم في قلب ووجدان هذا الشاعر الشاب، الذي يتحدث عن أقرانه وعن طيشهم وعن طريقة تعاملهم مع الأشياء، في حين يعيش قهرا.. فلا نديم ولا سكن ولا وطن؛ إنها الغربة الكسيحة التي تستولي على الكيان فتدمره، وفي غضون الحاجة والفقر يرى أن شاعريته لا جدوى منها ولا خير يرجى من ورائها. كانت النتيجة التي خرج بها السارد استحضار جمهورية أفلاطون وعالمه الطوباوي الذي أخرج منه الشعراء، أخرج أفلاطون الشعراء لأنهم لا يستقرون على حال، ولأن معظم أشعارهم تتغنى بذواتهم الخاصة. في غضون الحاجة يصبح الحلم مستحيلا، ويشيخ الإنسان قبل الأوان تماما كما حدث لهذا الشاب الذي لا يستمتع بأجمل مرحلة من عمره... يتوحد السارد والكاتب في ضمير الحكي (أنا)، ونكون بصدد رؤية من الخلف، فالسارد ملم بكل الأحداث بل يخوض فيها بشكل تلقائي وهو العارف المتمكن.
تناقضات الحداثة العربية ـ د. كريم الوائلي
المقدمة
تبدو كلمة الحداثة لكثرة استعمالها بين المثقفين وغيرهم لا معنى لها ، فهي تعني كل شيء أحيانا ولا شيء أحيانا أخرى ، إذ يستسهل بعض الناس استخدامها وتداولها ـ بحكم بريقها ـ ويتم بها توصيف مفكرين وسياسيين ومبدعين ، ويزداد الأمر غموضا إذا رافقتها كلمات مصاحبة دالة كالحداثوية والحداثانية ، الأمر الذي يجعل دراستها علميا أمرا ملحا .
والحداثة ليست كتلة مصمتة أو كيانا معلقا في فراغ ، ولكنها ـ دون شك ـ لبنة في منظومة اشمل ، وظاهرة بالغة التعقيد ، لا تعرف الاستقرار والثبات ، بمعنى أنها ليست مطلقة بحسب مفاهيم فكرية وافدة ، وإنما هي نبت تاريخي متغير تتحدد في ضوء السياقات التاريخية والاجتماعية ، فهي لا تولد فجأة ، دون إرهاصات سابقة تمهد لها ،وتساعد على نشأتها وتطورها ، الأمر الذي يدفع إلى دراسة التصورات والمفاهيم التي سبقت الحداثة ومهدت لها ، وان كانت على نحو خلافي .
ويعنى هذا البحث بدراسة :
1 ـ محاكاة الخارج .
2 ـ معاناة الداخل .
3 ـ تأسيس الحداثة .
ويكشف المحوران الأول والثاني عن أبرز وأهم التصورات الإحيائية والرومانسية التي أسهمت بشكل أو بآخر في التمهيد لتأصيل الحداثة ، أما المبحث الثالث فتتركز العناية فيه بتأصيل مفهوم الحداثة في ضوء التصورات والتجليات المختلفة التي تعرض له الحداثيون العرب .
الحجاج في العصر الحديث ـ سليمة محفوظي
لقد شهد الحجاج في العصر الحديث انبعاثه من خلال مؤلّفين صدرا في السّنة نفسها,مؤلّف حاييم برلمان و لوسي أولبرتيتكاه " مصنّف في الحجاج -الخطابة الجديدة" Traité de l’argumentation :la nouvelle rhétoriqueومؤلّف ستيفان تولمان " استعمالات الحجاج" Les usages de l’argumentation [1]
و قد عدَّ المصنّفان عمادَ تصور جديد ما فتىء و أن تتطوّر ليقود الحجاج إلى تصوّر لسانيّ محض تزعّمه بصفة خاصّة ديكروO. Ducrot وأوسكمبر J.C.Anscombre في كتابهما المشترك" الحجاج في اللّغة".] 2] والطّريف في هذه التّصوّرات الجديدة النزوع إلى جعل الحجاج مستقلاّ في الجمل و الخطابة بريئا من تهمة الدّعاية والمغالطة[3] مرتبطا بمفاهيم جديدة انتظمتها اتجاهات ردّت في الغالب إلى أعلامها المنشئين فكيف تمّ تصوّر الحجاج عندهم؟
الحجاج عند برلمان و تيتيكاه : [4]