hajje-washington"من ألف عام أكتب إليكَ رسائل أوجاعي، فتمزّقها أو يمزّقها وجه غروركَ. كيف أحبّكَ يا حبيبي.. يا ربيع العمر والترحال.. يا قاتلي كلّ مرّة ألف مرّة.
مِن ألف عام أخضّب كلّ رسائلي بعطر أحلامي وأمنياتي المرفْرفة في سماء شموخكَ.. بعطريَ الأنثويّ الذي تشتهي. كنتُ أضمّخ كلّ أشيائي الجميلة باسمكَ : شالي الحريريّ
( مثلا ).. فستاني.. قلم الشفاه.. و حتى رحيق الكلام..
يـــــــــاه.. كل رسائلي سقطت في بهو مياهكَ المالحة، واختنقت بمائكَ عبير كلماتي. غير أني أرى الوقت أحلى كلما كنتَ معي.. أرى الشوق أكبر كلما غبتَ، وأرى الألوان في أشدّ الأوقات قتامة.
صارت مساءاتي ـ يا أخير زمانكَ في العشق وفي الوجع ـ قنديل مخاض وعسر ولادة. أبحث عنكَ كمن يمنح وجهه لزخات المطر، ولا أتعثّر إلا على مدارج حزني. و لمّا تعود من غيابكَ، أعود إليكَ وأنسى الرحيل وأنسى الضجر.

Claude Monet -1تشكِّل إعادة كتابة التاريخ هاجساً لدى الروائية الجزائرية آسيا جبار في معظم أعمالها الروائيّة وإن كان حضوره قد تجسّد في أشكال مختلفة، إذ كان لتكوينها الأكاديمي في هذا المجال دور بارز في اتخاذ ها لهذا المنحى ، حيث نجدها تسعى إلى إسناد فعل الحكي إلى النساء اللواتي يحاولن ومن خلال فضاءات البوح إعادة ترميم التاريخ الرسمي المليء بمساحات الصمت .
صدرت رواية "بعيدا عن المدينة" سنة 1991م في مرحلة شهدت فيها الجزائر حربا أهليّة تعد الأولى من نوعها بعد الاستقلال، حاولت الكاتبة من خلالها تقديم قراءة للأوضاع السياسية التي يمر بها وطنها مستعينة في ذلك بالتاريخ الإسلامي و تحديدا من حدث وفاة الرسول عليه الصلاة والسلام وما تبع ذللك من فتن أدت إلى استباحة دماء المسلمين.
يندرج هذا النص من الناحية الأجناسيّة تحت مفهوم الرواية ،الأمر الذي أكّدت عليه الروائية و منذ البداية في افتتاحيّتها بقولها " لقد أطلقت تسميّة رواية على مجموع هذه القصص والمشاهد و الرؤى التي أثارتها في نفسي قراءة المؤرخين الأوائل..."(1) .

dohamelleهذه ثناية في سؤال من جزءين الأول كلمة نسائية، والثانية إمرأة! والفرق بين الجزءين كبير. فما بين جمع كلمة " نسائية" ومفرد كلمة " إمرأة " تفرد جوهري في المعنى والمضمون، وخاصية متداخلة بمكنونات انثوية تمثل عالم النساء أو المرأة أدبيا في ازدواجية قد تتعارض أو تتوافق مع كلمة أدب، فالجدل ما زال قائما بين الرفض والقبول.
لكن الأدب النسوي عند فاكت هو: " الأدب الذي تكتبه المرأة مستسلمة فيه لجسدها، والذي نلمح فيه الاكليشهات الكتابية." وهذا حقيقة ما نقرؤه في أيامنا هذه من أساليب روائية نسائية بعيدة عن التقنية المتينة والمترابطة روائيا، لأنها غالبا تطرح موضوع تحرر المرأة لكن بعيدا عن التوجه الفكري والأدبي البناء.

sellameabstraراكمت التجربة القصصية العربية إنتاجات عديدة ومتنوعة : رؤية وتشكيلا وتقنية الشيء الذي يؤكد التمايز والاختلاف بين النصوص ذاتها وبين القصاصين أنفسهم . والمتأمل في هذا اللون الادبي يدرك قدرته على الترميز والإيحاء والتمثيل والتخييل أو الإيهام .. كما يدرك أيضا أن هذا الإنتاج ليس في نفس المقام من الجودة أو الفنية... ورغم بعد القصر أو صغر الحجم إلا أن القصة القصيرة أرحب وأفسح وأعمق[1] ، ومن بين النصوص القصصية التي تأملنا عالمها الافتراضي أو الإمكاني قصة : جلد رقيق ناعم[2] .
معالم النص البنائية :
1- المتواليات السردية :
 يخضع هذا النص في بنائه إلى متواليات سردية ، شكلت في تعالقها  دينامية النص، في البداية يصف السارد المرأة الصاعدة إلى الحافلة وعنده رغبه دفينة في أن تجلس جانبه ، وتحققت أمنيته ، فبدأت محاولات منه بغاية الاقتراب منها ، هذه المحاولات يحد منها الحذر والحيطة . ونتيجة المحاولات الأولى أقنعت السارد بأن يقتحم عالم المرأة عن طريق الضغط فينتشي لذلك ، غير أنه اكتشف في النهاية أن ما كان يظنه رابطا ووسيطا بينه وبين المرأة " فخذها " كان عازلا وحائلا .

benchaouiفي الصفحة الأولى من هذه الرواية القصيرة، يشير راويها إلى أن حياته صارت بلا طعم، وأنه يكابد الخواء ليخلص إلى كون التبطل والعطالة في المغرب وسائر بلدان العالم الثالث، يجعل محاولات الإبداع مفسدة للحياة.
استحضرتُ على الفور رواية "الغريب" للفرنسي الحائز على جائزة نوبل للآداب عام 1957، ألبير كامو (1913-1960)، فمسرح رواية كامو، حول المزاج الكلي لحياة الشاب الفرنسي في مستعمرة الجزائر عقب الحرب العالمية الثانية، وهو أن التوازن النفسي للإنسان صار من المحال أو العبث . Absurd

..((Taharbenjelloun3هل أنا كاتب عربي؟،هذا السّؤال، لست أنا من يطرحه،الذّين يسألونني ان كنت كاتبا عربيا يفعلون هذا بدون حسن نيّة،هم على حقّ لأنّهم يرغبون بشدّة معرفة الإجابة لكي يصنّفوني في الخانة المناسبة، على العموم،الذّين يطرحون عليك أسئلة عن هويتك إما انهم من الشّرطة أو الدّرك، ليس من السّهل تحديد هذه الهويّة،فتحديدها يعني إقامة ملائمة بين اسم ولقب الذّي يحملانه،لكن في الأدب،قد تكون الهوية مضلّلة عندما نعرف كاتبا بواسطة اللغة التّي يتكلم و يكتب بها،اقصد،اللغة الأمّ أو الوطن،فالأدب العربي هو إبداع عربي خالص،وذات الشّيء ينطبق على الأدب الألماني،إذا كافكا،هذا التّشيكي الذّي كان يعمل في براغ، كان ألمانيا،لأنّه كان يكتب بالألمانيّة و القول ينطبق على"بيكيت"الذّي كان يكتب جيّدا بالانجليزيّة كما الفرنسيّة، و نابوكوف الذّي كان يكتب بالرّوسية والانجليزيّة،ويعبّر بلغات أخرى منها الفرنسيّة؟

ABSTCCCCCCالدكتور محمد السرغيني شاعر مغربي عاش وفيا لنهجه في الكتابة .وهو نهج شكله انطلاقا من تجاربه في الحياة ،لأن الإبداع تجربة إنسانية .كما أنه غذاه باطلاعه على التراث الأدبي والنقدي قديمه وحديثه،وبانفتاحه على الفلسفات والتيارات الفكرية والروحية والفنية مثل الماركسية والوجودية والتصوف والتشكيل والموسيقى،وهو ما انطبع في إبداعه وغير مسارات انحناءاته وأغراه بالتجريب والمغامرة ،حتى بات من الممكن الحديث عن "الشعر الأطروحة" وعن "الكتابة الشعرية الثقافية" التي من شروطها  امتلاك الأدوات التي تتيح لصاحبها قراءة وكتابة الأحداث  واستجلاء المسكوت عنه وفك الأنساق المتحكمة في البنى الذهنية والخلقية والغيبية والأسطورية للمجتمع.وسنقف على أقانيم ثلاثة تأثرت بهذه البنية الفكرية والثقافية وهي:مفهوم الشعر ووظيفته وشكله.  

peinture 111إذا كانت السينما في عمومياتها فنا جميلا فإن السينما المغربية في السنوات الأخيرة، مع استثناءات قليلة، أضحت قُبْحا وتشويها وتسْفِيها وصَلَفًا، وباتت تسعى للنمطية المبتذلة التي تنبني على العري والجنس والتسكع في الحانات ومصاحبة البغايا؛ حتى غدت الأفلام المنتجة، في الآونة الأخيرة، تنتج وفقا لمقاييس "فنية" مملاة من شركات  لا تهمها لا ثقافة البلد ولا أعراف سكانه، لذلك تلفيها يبحث عن أشباه المخرجين وما هم بمخرجي شيء، الذين لا علاقة لهم بثقافة هذا الوطن ولا بهموم أناسه، لأنه لو كانت لهم ذرة حياء لما أنتجوا المسخ المبين باسم الفن، والفن منهم براء، لماذا كل هذا ليصبح السيد المخرج هو بدر زمانه.، كي يمشي على البساط الأحمر...