jzt37cmعرفت كتابات الاعتقال السياسي بالمغرب في العقود الأخيرة، مسارات متنوعة، نظرا لاختلاف السياقات التي تتحكم في كل تجربة على حدة (تجربة اليسار الجدري، تجربة تزممارت،...)، وكذا الملابسات والتداعيات المميزة لكل ملف من ملفات الاعتقال.

بناء عليه، فإن للتجربة التزممارتية خصوصياتها ومميزاتها التي تنفرد بها عن مثيلاتها من التجارب، وهذا ما تجسده الكتابات/الشهادات التي ألفها بعض الناجين من جحيم تزممارت، واستنادا إلى هذه النصوص يمكن الإمساك بمظاهر هذه الخصوصية التي سنقتصر في هذا المقال على تجل من تجلياتها المتمثل في البعد النضالي وآليات الصمود الأسطوري لدى معتقلي تزممارت.

لقد تم حشر المعتقلين/العسكريين في المعتقل الرهيب (تزممارت) الذي يضم زنازن فردية لا تقي حرا ولا بردا، وتنعدم فيها أبسط شروط الحياة البدائية، لأنهم شاركوا في انقلابي الصخيرات (الذي قام به مشاة أهرمومو 1971) والطائرة الملكية (الذي قام به طيارو القاعدة الجوية بالقنيطرة 1972) وانطلاقا من هذا، نلاحظ أننا أمام صنفين من العسكريين: صنف أول يمثله المشاة، وصنف ثاني يمثله الطيارون، والرابط المشترك بين أعضاء كل صنف من هذين الصنفين هو التراتبية العسكرية التي تنبني على الصرامة والطاعة العسكرية والإذعان للأوامر. أما فيما يخص العلاقة بين الصنفين أي بين المشاة/المعتقلين، والطيارين/ المعتقلين، فإن منهم من لم يتمكن من التعرف على ملامح وجه رفيق له في المحنة إلا قبل الخروج من تزممارت بقليل.

إنّ الالهام لا يأتي عادة إلآّ على خلفية عمل قاس جدا ماكس فيبرabstrait noir mini
المرأة هي الطيف السماوي الذي هبط الأرض ليؤجج نيران الشباب ويعلم البشرية طهارة النفس وجمال الحنان  أبو قاسم الشابي
ما سرّ لمسته الحنون المبدعة حنين ص: 47
أعيش فيها عالمي المنشود، عبر التخييل، عبر تحطيم الحواجز والحدود حنين ص: 15

استهلال غير مألوف:  اليقظة الشعريّة فسحة للمعرفة
بالأمس كان كلّ شيء قد تبدّل في ذهني: الليل، النهار، تواتر الفصول والحلم هذه المذكرات تعيد كل ما يطمس آلامي. كلّ حكاية لا تؤثر إيجابيا في عزمي واستنهاضي يقذف بها في أتون الحريق. حينئذ ما عدت أتكلم عن البحث العلمي بصرامته وصلابته. وإنّما أردت أن أذهب قريبا في طفولتي النرجسية المتوحشة بمخالب براءتها الموغلة في اِبداع لحظة شاعرية أو تخييل لعقل وعقلنة لتخييل توقظ فيّ إنسانيتي. ذلك أني جئت على عجل أحاول إرساء منحى جديدا في التعامل بلغة الحلم الورديّ ينبت في مفاصلي وشراييني.

 166029 mmmm'شعر محمود درويش.. إيديولوجيا السياسة وإيديولوجيا الشعر' كتاب للباحث شكري عزيز ماضي يحذّر من تحويل الشاعر إلى أسطورة أو اختزاله في مصطلحات.
حذر الباحث الفلسطيني شكري عزيز ماضي في كتاب له صدر أخيرا من أمرين بالنسبة إلى دارسي ومحبي أدب الشاعر الراحل محمود درويش، هما تحويله إلى أسطورة من جهة واختزاله في صورة مصطلحات معينة من جهة أخرى.
وكان الدكتور ماضي يتحدث في كتابه "شعر محمود درويش.. إيديولوجيا السياسة وإيديولوجيا الشعر". الكتاب ورد في 157 صفحة كبيرة القطع وصدر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت وعمان.
في الفصل الاول الذي عمل عنوان (الخيال السياسي والخيال الشعري) قال الكاتب ان لتجربة درويش الشعرية ظواهر مهمة منها انها ولدت "ونمت وتطورت في حضن صراع سياسي طويل ومعقد وهو صراع له أبعاد فكرية وحضارية وإنسانية... وتنهض تجربته الشعرية على مجموعة من المرتكزات من مثل: الشعر/ الانسان/ الحرية/ المكان/ المتلقي/ المستقبل".

POES-MAتلوح لنا الجماليّات الجديدة التي يبدعها الشعر المغربي، منذ ما بعد الثمانينيات وإلى الآن، جديرة بالتأمُّل، لأنها قطعت مع ما سبقها، وكرّست وعياً جديداً بالمسألة الشعرية برُمّتها، بعد أن رفعت عنها السياسي والإيديولوجي، ويمّمت بوجهها شطر المغامرة، حتّى أنّ ما كان مُتخفِّياً ومأمولاً يصبح أكثر حضوراً في تجربة الراهن. لكنّ النقد لم يخض فيها بعد. فإذا كانت تجارب شعرنا السابقة قد أُثيرت حولها نقاشات، واحْتُفي بها من قبل الدارسين بنسبٍ معقولة، مثلما كانت أصواتها مكرَّسة وذات رمزيّة بحكم ارتباطها بمشاريع ومؤسسات كانت تعتبر الموضوع الشعري، الرِّسالي تحديداً، امتداداً لخطابها، فإنّ تجربتنا الشعرية الراهنة تتكلَّم اليُتْم، وتُواجه العماء، مثلما أن كثيراً من أصواتها لم تُسمع، أو لا تُسمع إلا بالكاد. من هنا، يُجهل لحدّ الآن ممّا فيه اعتبار داخل الراهن الشعري.

arton10726يبدو عالم كمال الرياحي الروائي متجذّرا في واقعه إلى درجة التماهي وقد برز ذلك واضحا منذ روايته الأولى " المشرط" ، لقد بدت رؤيته للعالم و الوجود متماهية مع المعيش اليومي الذي تمثله فئة المهمَّشين والمَقْصِيّين رغم تَمظهر بعض التجليات التخييلية ولكن هذا العالم الروائي تكامَل و توضَّح في الغوريلا رؤيةً واضحة متكاملة للإنسان والوجود و كأن ملامح هذه الرؤية هي أشبه بلعبة "بازل" تتكون أحجارها شيئا فشيئا لتجعل القارئ يجول في الحيز و يلاحق الحدث ليكتشف المسكوت عنه المتواري خلف لغة مشحونة متقنة . لقد تناولت عديد الدراسات النقدية الناحية الدلالية الأكثر حضورا في الرواية أعني بذلك صورة المهمَّشين وأبعادها السياسية غير أن الذي يجعل الرواية علامة فارقة في الحركة الأدبية التونسية المعاصرة ليس جدة الحدث أو طرافة الموضوع فحسب بل إن ما ميزها هو تنوع الأدوات السيميائية الفنية التي وُظفت لكشف و تكثيف الدلالة مما أجبر العنصر الميتاسردي على البروز في نهاية الرواية وكأنه كان على مدى الأحداث يحرك شخوصه و سارِدِيه من وراء حجاب أو بالأحرى من وراء حيّز هذا الحيز الذي بدا في الظاهر متواريا في فعله السردي ولكنه حاد عن دلالاته الكلاسيكية بان أصبح فاعلا رئيسا في شحذ المعاني و إصابة الحاف منها .

visuel6لا يمكننا الحديث اليوم عن الرواية دون أن تداهِمنا عبارة ( موت الرواية) المعتمدة في توصيف أزمة هذا الصّنف من الأدب أُسْوة بمقولة موت الشعر الشهيرة. أما السرّ في إطلاق تلك المقولة فكان في الأصل موصولا منذ عقود بانقراض بعض الأشكال المهملة من الرواية وتعويضها بأنساق جديدة من المخيال  تتنامى وتتفاعل عبر الصّيرورة،  من خلال ما تم التوافق عليه  بمسمّى الرواية الجديدة التي  دأبت على تكسير أنساق الحكي القديمة، وتعويضها بمخيال دينامي يتحرك من خلال مرايا السرد وبؤر التأمل الداخلية، وعبر حوارية النماذج والأشكال التي يتسع لها صدر الرواية. وهذا ما قصده (باختين) من التأكيد على الطابع النمائي للرواية باعتبار أنّها الجنسُ الوحيد الذي يوجد في صيرورةٍ ومازال غيرَ مكتمل.)(1)   

canvas-art--    الفعل القرائي للفضاء السردي:
إن الهدف من أية مقاربة نقدية للنص الإبداعي، ليس هو إيجاد قراءة مطلقة وصيغةٍ نهائية للتلقي، تجعل الملفوظَ السرديَّ لا يقبل غير ممارسةٍ نصيةٍ واحدة تخضع لسلطة النص، وإنما الهدف من أي قراءة ومقاربة هو الاحتفاءُ بالنص الروائي واستنطاقُ مكوناته، ومحاورةُ العمل الأدبي ضمن مستويات التحليل والتأويل المختلفة، والوصول إلى رؤية" هي خلاصة الفهم الشامل للفعالية الإبداعية في نواحي النسج والبنية والدلالة والوظيفة"[1] سواءٌ تلك المرتبطةُ بالدلالةِ أو مستوياتِ القول أو الاستيتيقا أو التحليلِ البنائي أو السيميائيِّ أو الأسلوبي، فالنصُّ كما يقول أمبرتو إيكو:"كونٌ مفتوح"[2]، وفهمُ النص أو تأويلُه يكون حسب تعبير دريدا بـ"إعادة بناء الدلالة القصدية للنص"[3].وفي هذا الصدد سنشتغلُ على رواية "توأما سيدي مومن" لأحمد بوشيخي، والتي ترجمها ذ.عبد الرحيم كلموني ترجمةً أضفتْ على النص جماليته ورونقه ولذته، نُقاربُ فيها أهمية الفضاء السردي في بناء المعنى وتوليد الدلالة، الذي يُعدُّ عنصراً سرديا أساساً في البناء العام للمحكي، وكذا المحركَ البؤريَّ للمتخيَّل السردي في الرواية، "فللمكان قدرة على التأثير في تصوير الأشخاص، وحبك الحوادث، مثلما للشخصيات أثر في صياغة المبنى الحكائي للرواية"[4] .

abstr7777إن ما دفعني لمشاهدة فيلم "عاشقة من الريف" لمخرجته السيدة نرجس النجار هو عنوان الفيلم، خاصة وأن السيدة المخرجة جمعت بين اصطلاحين: العشق، باعتباره سموا عاطفيا، من جهة، والريف، كمنطقة تقع في شمال المغرب، من ناحية ثانية، إذ يكفي أن يتلفظ المرء  بلفظة "الريف" حتى تتفجر أمامه ينابيع شتى: معركة أنوال، محمد بن عبد الكريم الخطابي، جمهورية الريف، الغازات السامة، ملحمة 1958...، كيف لا والمخرجة قد جمعت بين الحسنيين (العشق- الريف) في شخص امرأة عاشقة تَنْتَسِبُ لمنطقة الريف.
هذا ما تبادر لذهني وأنا أطالع ملصق الفيلم، لكن خيبتي كانت كبيرة وأنا أشاهد فيلما تحاول صاحبته العزف على الوتر الذي لا تجيد سواه، نشاز الجنس المبتذل عبر ممثلات نكرات، كل هَمُّهُنَّ هو  اللًّهاث نحو الشهرة الزائفة والتكالب على مكاسب واهية.

مفضلات الشهر من القصص القصيرة