277h...التقت عينانا، فلم أقو على رفع عيني الى عينيها ثانية، فجعلت أتسلى بمداعبة ولاعتي حينا، و برشف القهوة حينا آخر، و لم أسطع البقاء على تلك الحال طويلا....ضايقني المر كثيرا حتى خلت نفسي في زنزانة انفرادية...كانت هي الأخرى لمحة من حين لآخر كما كانت تخشى أن تتعانق عينانا، وتتسلى بمداعبة زجاجة المشروب الغازي....
أخرجت سيجارة من علبتي، و أضرمت فيها النار و نفثت الدخان حلقات.. حلقات في الهواء المريض للمقهى، تسكعت بعيني في زوايا المقهى و كأني أراه للمرة الأولى....خيوط العنكبوت تصل سقف المقهى بأرضها....كراسي مكومة في زاوية ... أعقاب السجائر و اللفافات تزين أرض المقهى مشكلة لوحة يعجز أمهر الرسامين عن تشكيلها....

66447935تراوح الأزمان في مكانها كل حين... فجر!.. غروب!.. شرق!.. غرب!.. عوالم.. أكوان.. ونحن مَنْ نُغادر الأمكنة دائماً، ربما سأغادر زماناً ليس بزماني!.. او ربما سأغادر مكاناً ليس بمكاني!.. فأكتشف إشراقاً يُزيدني حضوراً وسحراً كي أزرع عطراً يجعلني سراً!.. يلوّن زهراً!.. يُشعل جمراً!.. ونرفع تلك الأكف التي نفتحها ونتأمل سيرة حياتنا فيها، لنزداد طُهراً وإيماناً وخيالاً، فما نحياه!.. إنما حلم استفاق وماجت به خيالاتنا، نداعبه ويداعبنا!.. نلامس فيه جزءًا من حقيقة حبّ نحياه بتفاصيل طفولية لا زالت فينا، وقصائدنا التي ستحيا دهراً!.. وربما دهوراً!.. ما هي إلاّ قرابين روحية نقدّمها لأنفسنا، لنكمل طريق الحياة بصفاء وإشراق وتأملات نرى بعضنا فيها عبر المسافات أطيافاً، والضوء يلملمنا بغنى روحي يجعلنا مُتصلين من خلال صميم حرف نجعله مضيئاً!.. نكتبه كمرآة عين مصقولة نرى فيها ذواتنا بقوة الايمان، إيمان حُبّ موجود فينا، فلا نكتفي بزمان ولا نتقيّد بمكان، فكيف نصغي يا حبيبي لأنفسنا؟.. ما لم نُمسك بحقيقة كونية مُركبة فينا؟.. وكيف لا نسمع لأصواتنا التي تنادينا رغماً عنا؟.. فجوهر كلمة أحبّك هي أنا!.. هي أنت!.. هي هؤلاء!.. هي نحن!.. هي كل نفس قرأت واستمعت، وشعرت بنبضها وبوجودها فينا..

color028pجائـزة
أملي أن أكون دوما عند حسن ظنك، و عليه وجب ألا أخفيك سرا أبدا، و أن أميط لك اللثام عن سر عظيم ظللت أكتمه حتى غدا عبئا  ثقيلا لا يحتمل. لقد آن الأوان لنتقاسمه معا... إن مدينتنا العزيزة – أيها الكريم – هي مدينة النحاس. نعم مدينة النحاس، و هذه حقيقة عارية لم يعد عليها غبار.

لقد عمم مركز وطني هذا الخبر بمناسبة الإعلان عن جائزة علمية جديدة. ولعلمك فهذا مركز علمي وطني محسوب على مؤسسات علمية عالمية معروفة؛ كان قد نشر في إعلانه شروط هذه المسابقة للإثبات بالدليل العلمي أن تازا هي مدينة النحاس. و جاءت شروط البحث صارمة بمنهج علمي دقيق. ولن تقبل الأعمال الانطباعية، على أن يقدم الباحث المشارك في الجائزة سيرته العلمية، إضافة إلى عمله مطبوعا، و مذيلا بمستنداته الفكرية ومراجعه العلمية، و الوثائق العينية في ما لا يقل على الألف صفحة و صفحة.

auroraكنت أظن أن الأمر يتطلب قليلا من الصبر لكنني كنت مخطئا بشأن ذلك فانفجرت غضبا وشتمت( ال...) كيف لا أنفجر و أنا أرى الشرطي يتواطأ مع اللص لسرقة ما بحافظتي و عندما لم يجدا شيئا أشبعاني ضربا مبرحا و اتهماني بالخداع ، كيف لا أنفجر غضبا و أنا أرى معلم التلاميذ الصغار يسرق حقائبهم  و يبيعها في سوق ( مريدي) و رصيف الحرامية، كيف لا أنفجر و أنا أرى أن القطط و الكلاب قد قاومت تغيير طباعها كل هذه العصور و لم ينجح كثير من الناس بالإحتفاظ بطبائعهم الآدمية ، أكان علي أن أتحلى بالصبر و أنا أرى البقال يضع أزبالا في كيسي بدلا من الفاكهة التي أشرت اليها و دفعت مالا لشرائها ، كيف لا أنفجر،و كلما مُدت يد لأشعال شمعة تضرب بعصىً غليضة تكسر عظم اليد و تطيح بالشمعة ، ماذا يجري ، كيف لا يغزوك الخوف و الغضب و أنت ترى وطنك مثل رجل فارع يمشي مترنحا وهو يغرزخناجره بجسده دون وجل مخلفا وراءه خيطا من الدم الأحمر القاني .

Ksar1

إلى روح شهداء انتفاضة 1948 بالقصر الكبير
أكتم الصوت داخلي، يتأجج صدري، أوزع تساؤلاتي،، نظراتي عبر النافذة،، اختفت الحركة، صياح الباعة وهلوساتهم، أحاديث قدماء محاربي الحرب الأهلية الاسبانية، وهم يتحذلقون حول الأدرد ، يتطاير لعابه من فمه وهو يمسك القصبة الصقيلة، من طرفها تارة، ومن وسطها تارات أخرى، يحكي يشد الأنفاس،، يحكي يشخص المواقف المناسبة  لقامته القصيرة، والصوت المبحوح الذي يعرف محطات توقفه،  يتقن فن التوقف يجول بالحدقتين الضيقتين، يتفرس الوجوه يستعطفها باسما  تنفحه فيتابع رحلته .

anfasseتابطت كتبي وانا اهم بالخروج من البيت للذهاب الى مكتبة المدينة العامة ، التي تم هدمها وتحويلها الى حديقة هادئة ، بعد الخمول الذي اصاب الكتاب اثر انتعاش الانترنيت الجميل والذي لايظاهي جمال الكتاب باي شكل من الاشكال  ، الحديقة التي تقع  في الجانب الاخر الشرقي من المدينة عندما قالت لي زوجتي ان اتريث قليلا وان لااتعجل الذهاب ، واصرت عليّ على  عدم الذهاب لان هناك امرا عظيما سيحدث .

جلست بعد ان وضعت الكتب على المنضدة الملاصقة لركن الحائطين ، في غرفة استقبال الضيوف ، ورحت انظر الى زوجتي التي بدت مرتبكة قليلا ،  وقلقة كثيرا ، وهي تذرع البيت من الباحة ،  الى الاستقبال ، الى الغرفة المجاورة دون ان تخبرني شيئا عما كان يدور بخلدها او ما كانت تنوي قوله لي .
كانت زوجتي في جميع الايام لاتتوانى ان تخبرني بكل شيء يدور حولها او يدور بخلدها  ، وذلك بمجرد دخولي الى البيت ، دون ان تعطيني وقتا كافيا لنزع ملابسي واستبدالها بملابس البيت . اذ تبدا بسرد كل ما جري وانا خارج البيت دون ان تتقاطع مع شيء ، مثل صنبور مياه شديد الدفقان .

peintureاذكر أن ذلك حدث ذات ليلة ممطرة.
ما يؤكد عندي ذلك, قولها ذاك الذي بقي محفورا في ذاكرتي
كذلك الوشم المحفور في شق مؤخرتها الأيمن, والذي يمثل كوبرا في حالة انقضاض.
قالت يومها ونحن نلتحم التحاما تاما
_أحب أن نفعل هذا الشئ  والسماء تمطر...
ضحكت واسترسلت
_وقع زخات المطر على زجاج النافذة يزيدني إثارة .....

albertمشكلتي في عدم القدرة على ضبط المفاهيم ليست وليدة اليوم , بل تمتد جذورها إلى أيام الصبا الأولى فمثلا تعلمت من المحيطين بي , وأنا صغير , أن أسمي الأعمى "بصيرا " والمقعد زحافا " . عمتي عندما أنجبت ولدا معاقا سمته " سالم " . عندما توقد أمي نارا تقول لي لا تقرب من " العافية " حتى لا تحترق .
مرة طلب مني أحد الخليجيين أن أدله على أحد الشوارع فلما فعلت قال لي : " الله يعطيك العافية " , فقلت له حانقا : أشعلها الله في مؤخرتك "
وأنا أكبر بدأت أتقبل على مضض أن تكون للكلمة الواحدة معاني شتى و للكلمات المختلفة معنى مشترك ولكن أن ألقن معنى معاكسا للمفردات فذلك شيء لا يحتمل , والدليل أنني رسبت مرارا في مساري الدراسي  .