كان النهر يتلوي متألما ، تدخل له خاصرة هنا وتبرز الأخرى هناك ليمتص في كبرياء قساوة الطعنات التي أنهكته فكسا الاصفرار ماءه ، وغزا الجفاف جوانبه و تجرأت الطحالب فطمعت في تمكين مستعمراتها على شفتيه ولم يجد ما يستر به هوانه فراح يحفر بين الصخور أخاديد عميقة ليندس في باطن الأرض بعد أن جرد من عنفوانه
صار من الصعب سماع خرير مياهه من ضفتيه وكانت ألحانه مذ طفولتي قد حفرت في وجداني حقولا للإيقاع ، تمتد شلالات من نور وسنا؛ من إيحائها تفجر الحب، والأسى ، والحياة والإبداع .
ناديته: يا نهرنا يا راوي تاريخنا، ورفيق أجدادنا ، وساقي أعمارنا ما دهاك ؟ لما البين ولمن تتركنا؟ والى أين؟ انتظرت ردحا لأتلقى الجواب الحزين.
وجاءني الصدى ، يشكو العدى ، ويحمل أوجاع الردى: كرهت عداواتكم وأحقادكم ، وغباءكم و قذارتكم التي أفسدت مائي وهوائي، وجشعكم الذي نهب رمالي ؛ ودمر جمالي.
سممتم أسماكي وضفادعي ، وجففتم روافدي ومنابعي ، ولوثتم ضفافي وقطعتم شراييني فزادت مواجعي ، شكوت ظلمكم فقطعتم أصابعي، فوجدت أن بطن الأرض للعزيز إذا ذل خير حام ومانع.
صار من الصعب سماع خرير مياهه من ضفتيه وكانت ألحانه مذ طفولتي قد حفرت في وجداني حقولا للإيقاع ، تمتد شلالات من نور وسنا؛ من إيحائها تفجر الحب، والأسى ، والحياة والإبداع .
ناديته: يا نهرنا يا راوي تاريخنا، ورفيق أجدادنا ، وساقي أعمارنا ما دهاك ؟ لما البين ولمن تتركنا؟ والى أين؟ انتظرت ردحا لأتلقى الجواب الحزين.
وجاءني الصدى ، يشكو العدى ، ويحمل أوجاع الردى: كرهت عداواتكم وأحقادكم ، وغباءكم و قذارتكم التي أفسدت مائي وهوائي، وجشعكم الذي نهب رمالي ؛ ودمر جمالي.
سممتم أسماكي وضفادعي ، وجففتم روافدي ومنابعي ، ولوثتم ضفافي وقطعتم شراييني فزادت مواجعي ، شكوت ظلمكم فقطعتم أصابعي، فوجدت أن بطن الأرض للعزيز إذا ذل خير حام ومانع.