إلى: نيكولاي غاميليوف

حين أستلقي .. على حدود غيمة
لا أدركني !
أترك الدقائق توهم هواجسي .. بالولادة
كما الجنون .. يعلو بي المعنى
وينتابني سر الحمام
***
ربما أصير رذاذا
فيرضى الثرى عني
ويخضر في حديقتي .. الكلام

صدأ
الأحلام ُ
صَدِئت ْ
وأضْحَت ْ
مثل َ
أبواب َ
مقابر َ
منسية ٍ .

إستدراج
إنما

أحاول رسم وطن أخضر،
تحرسه الشمس،
و يسيجه دمي،
فلا أجد غير الخراب.
أتحسس جيب طفولتي،
أبحث عن بقايا خطواتي،
وعن صور الحياة الأولى،
فلا أجد إلا قطعا صدئة.
أتحسس جسد حبيبتي،
أتوغل في تضاريسه،
أبحث عن شكلي فيه،

في الساحة الرحبة
لا يتناغم النغم الشجي
مع آهات الحسرة !!
ولا يولد الفجر الضائع
من خلال الثقوب الضيقة !!
ولا ينسرب الماء الراكد
في أنابيب المحن !!
بل يتموضع الألق في ركن قصي
وينداح الفرج في زمن التردي
ينداح !!
يهتز الأمل بركانا  في عصر التشفي

وَرْدَةٌ
صَغْيــرَة ،
وَرْدَةٌ صغْيــرَة،
أَحْيَانــاً،
ضَئِيلَــةٌ وَعَارْيــة ،
يَبْــدُو
أَنَّ فِـي يَـدِي الْوَاحِـدَة
 تَسَعِيــن ،
لأََِنِّـي سَأُطْبِـقُ هَكَـذَا عَلَيْـك
وَإِلَـى فَمِـي أَحْمِلُـك ،
لَكِــنْ فَجْــأَة

يا أيها الصامتُ كقديس ٍطريد ْ
يا أيها الُمحدِقُ في تقاطيع ِوجههِ في زجاج ِ الممراتْ
يا الذاهبُ إلى حتفهِ جذلا ً
يا الملتذُ في النسيانْ
يا الوَجلُ كطير ٍغريبْ
يا السكرانُ من الأسى
يا المصطفُ على قارعةِ المطرودين َ
يا الملعونُ منذ الأزَلْ
يا اللاهث ُخلفَ إنحناءاتِ الجميلات
يا الُمتَرنحُ من شدةِ الصحوِ
يا المأخوذ ُبأطرافِ عيون ِالنساء

(1)
محبوبتى ليست كما كانت نقية ..
فقد عرفت معنى الحب !!!؟

(2)
قالت لى الجدة يوماً:
لا تعشق ..
لا تغضب أبداً يا ولدي
معذرة يا جدة .. أنا لست نبى!!

(3)

لا فرقَ بين الترابِ و الغيم ِ
إلا مزاجٌ
في اختيارِ المكان ..
لا فرقَ بين الموت ِوالحبِ؛
القبرُ قبضةٌ   
تحكمُ الإمساكَ بالجثةْ ،
فتذوبُ
كي تهربَ منهُ فيهِ ..
و لا فرقْ ...

لا فرقَ،

أخاف على وطني من انتعاش الجراح...
 وهبوب رياح قديمة في ثوب الإلحاح
أراها في وجوه جديدة تدسها قفازات مرغية...
في ينابيع أنهارنا الجديدة...
يا وطني...!
أتصدق صلاة الغربان؟
بين الجثث والأشلاء...
وتأتيني الوجوه القديمة...!
لم يجف بعد  على عظامها  الرقيقة...
صديد جراحي...
لم يبرح بعد سقف عيونها..

مديح بورخيس:

وحيدة أتجوّل في الخلايا
نثار العصور لا يشغلني
ثمّة من يزيل القشرة عن القشرة
فتنبض حشرات العقل
في الشطر الأخير من قراءة العتمة
حيث "بورخيس"
حافيّ القدمين
يرقص فوق نافورة
لا لينفيّ المركز

أوراق

كان الصِّبا وطناً
رَحْباً كما الشمسِ
واليومَ لي وطنٌ
حدودُهُ كأسي !
-------

الكرخ

انتِ حلمي
أوليسَ الحلمُ من طبعِ السُّلافهْ ؟

هُوَ ليسَ لِبلاباً ،
فكيفَ تَسَلَّقَ السُّورَ العظيمَ إلى حدائِقِ يَاسَمِيِنِكِ
و اشرَأَبّْ .
هُوَ ليسَ غيماً ،
كيفَ أسقطَ ثَلجَهُ ناراً تَلَظَّى
فوقَ رَوضَةِ مَن أحَبّْ .
هُوَ ليسَ بُركاناً ،
فكيفَ تجرَّأت يَدُهُ على حَرقِ الغُصُونِ
لكي يُفَزِّعَ في رُؤاكِ حَمَامَتينِ
فتَهرُبانِ إلى الفضاءِ
على جناحٍ من لَهَبْ .

 النخلُ. .الأطلالُ .. الرسائلُ خجلى
ولي سيدي سيعتني بلباسهِ
ويرقبُ الشمسَ في عرس ٍ صباحي ٍّ
يرشفُ من فنجان قهوتهِ
 مايُنْسيهِ ذبابَ المدينةِ
 وآلاف القتلى
 ولي سيد متهم بالبطولةِ
 وله أن يصلي,
 كي يحفظ الله هذا الاتهام ْ!!!!
 أو يطيل بعمر الغمامْ ؟؟؟
 وان ينجهِ من يأس الروحْ

أَجْنِحَةٌ كاسِرَةٌ بَيْضاءُ
مَنْ جاءَ بِها الآنَ تُمَزِّقُ الظَّلامَ مِثْلَ خِرْقَةٍ مِنَ الكَتَّانِ ؟
تُرْمى جُثَّةُ اللَّيْلِ تَجُرُّها الكِلابُ ،
أَعْظُمٌ سَوْداءُ في الرَّصيفِ في الصَّحْراءِ في مُنْتَصَفِ التَّاريخِ
في المَقابِرِ المَنْسِيَّةِ التي تُغَطّيها ظِلالُ الشُّوكِ .
عَظْمُ اللّيْلِ مَزْرُوعٌ بِكُلِّ حُفْرَةٍ
بَعْدَئِذٍ
تُشْرِقُ شَمْسٌ حُرَّةٌ تَحْمِلُها أَجْنِحَةٌ بَيْضاءْ ..

أَجْنِحَةٌ بَيْضاءُ تدفئ النَّشيدَ الوَطَنِيَّ في حَناجِرِ
التَّلاميذِ ..

كأن الزمانَ تعطلَ
كأن الأرضَ شاختْ
كأن الخسوفَ والكسوفَ تناغَما
كأني ما عدْت’ أرى سوى خَبطِ غيمٍ أسودَ
كأن الصرخاتِ المكضومةَ تتشظى
كأن الكلامَ يرتد’ خافتآ في بئرٍ عميقةٍ
كأن البراريَ تتَمطى
والقتلى يهرولونَ بلا رؤوسٍ
كأن الزجاجَ مائعٌ على الفراشِ
والبشرَ هائمونَ سكارى
كأن طفلآ رَمقني بعينٍ شزراءَ

ظلال:
عندَ اصطكاكِ الجسرِ بالحَديد ِ
أو الليل ُ المُزرَق ُ
تـزحفُ ظلالُ الموت ِ
كأوراق ِخَريف ٍإسكندنافي ٍ
على مقربة ٍمن العزلة ِالمرة ِ
حينما الشمس ُتندحرُ ملطخة ً
والبرق ُيفرشُ ألقـَه
على وجه ِ الميت ِالحنون
الذي نسي َأن يُقـَبل َ
طراوة َيد ِأمه .

كم قطارا ًيندفعُ في المُخيلة
وكم سكة ًتنتهي في محطاتِ عينيه ؟

كم طائرا ًيفردُ جناحيهِ في ضبابِ الغَسق
وكم إمرأة ًسيستوعبها خواءُ المكان ْ  ؟

كم ضوءا ًسيسيلُ على كفيه ِ
لكي يُزاحَ ظلامُ الصباح ْ ؟

وكم شجرة ًمن زئبق ٍسيرى
حتى تبين َالحدائقُ في الأسى ؟

دِلاء فِلسْ هوفِِِنْ (*)
*****************
أبْرقتُ للغيمِ الأسيلِ كما الخدودِ
وحوليَ الدانوبُ رَفَّ مُلَوِّحاً بِعَصا المايسترو
آمِلاً أنْ أُحْتَذى في غَصَّتي !
يا أيُّها الدانوبْ
يا ضحكةً وطَيوبْ
يا غيمةً خضراءْ
كُنْ مثلَ عينيَ مُلْفِتاً بالدَمعِ
أنظارَ الدِلاءْ !
------------
(*) فلس هوفن : من قُرى الجنوب الألماني