أتراها ؟ تومض في الحديقة 
في ورقة شجرة الكستناء البيضاء؟
و على حافة قبعة أبي
حين يمشي الهوينى على الحصى؟

في تلك الحديقة
في برهة مورقة ،مطوقة بالزمان
حيث تجلس أمي على الكرسي الأحمر الخشبي
وينسكب الضوء السماوي في ثنايا ثوبها
تتعانق الأزهار بجانبها
وعندما ينحني أبي ليهمس في أذنها ؟ 

(الي راشيل كوري)
سيداتي .. آنساتي .. سادتي
مدت يديها في كهوف المستحيل
حركت في الأرض صوتاً
دمرت كل الوجوه
إمرأة ..!!
في عطرها .. رائحة الناس ..
وميدان مشوه ..
وهموم مستكينة
زيها وشي الشموس المستضاءة
في جباه تحتضر

بين أحلام مؤدة
وأخرى بلغت حد الكهولة
وأصابها عقم الخيال
تشتد وحشية الخريف..
 
ينطلق طائر الظلمة
تنين العدم الأعمى
من بيض القهر
يرفرف بجناحين مشرعين
فوق مراعي الخصب
ينفث الرماد في رئة الحياة...

مررتُ من هنا هذا المساء
رميتُ الوردَ فوق قبري .. ومضيتْ
لم أعرف أنكِ هنا
لم أرَ ما لديك
لم أرَ سوى حزناً ...ودمعاً بعينيك ِ
ـ متخفياً مررتْ ـ
لم تعرفي أنّي هنا ...
فالأرواحُ كالأشباحِ لا تُرَ.
متخفياً مررتْ
بجانبِ المقعدِ الأسودْ
حييّتُ رائحةُ الذكرى فيه
<وdiv>

ينحني الورد
في غمرة الريح
ولا ينكسر
القمح موج
غيوم الصيف تغامر
والقمر لا ينام
وطائرات تعدو كما الريح
واشباه الرجال تقامر
***
كل الدروب
تقطعها السواتر

ساكنٌ على جانب الرصيف
لا زلت ساكنا
و هذا الوقتُ مخيف
و هذا الدمُ داكن
و هذي اختصارات الوجع
و هذا الألمُ كامن
يا صديقي
يا حكايةً تناساها العابرون
و تقلدوا البلاهه
يا صرخةً دوَّت و ذوت
في متاهات الوجاهه

(1) - مفارقة
سأشرب نخب موتي
مكتفياً دونكم بالغياب
على اسمي وشاهدتي
والبلاد ...
فادخلوا أنتم وحدكم
أيها البلهاء
نادي الشكولاتة
والحياة ....
بلا شاهدة ولا اسم
ولا قضية ...

 1
يدور الفراش كأزهار عباد شمس عليكِ
بلا جاذبية عينيك
فيّ... وحولي ادورُ                 
2
معرّىً أنا من قرنفلةٍ  لصباحكِ تومضُ في ليل روحي
أصابعها. كلما اغرورقت بيديك جروحي
معرّى انا من حنيني الى صيفك المشتهى
من ينابيع تركض مكسوَّةً بعيون المها
في شوارع ذئبيةٍ لا تسيرُ

صاح المدى كسيرا
في فم الزمن المرتد :
هل المشهد يشهد
أن ليلا عربيا جريحا له غد؟؟
رد الصدر كئيبا :
هذيان .. حلم .. هلوسة
ألا ترى الثرى ينز دما ؟؟
وشبح الأسى هيكل في الفؤاد
وأورق في الغدد ؟؟
ألم يهندس الموت في خارطة الوجوه

في كل ليلة ...
أتسلق جدائلها
أفك أسرار الليل البنفسج المفعم بالكواكب
أجتاح مزارع جيدها ..
أفزع النوارس والحمام
وعلى مقابض صدرها يرقد الزمن الحرام
قد فاض شوقي للعناق ..
فمزقِ الجسد المنافق بازدحام
هذي بنادقنا تنوح بشهوةٍ نحو الرصاص
جثث المدافع غادرتنا والدموع
تتفجر الألغام تحت رمادنا ..

تركيب
*******

أيامٌ عاجلةٌ بينَ البرقِ وبين الرعدِ
سفائنُ من أصدافٍ
متماديةٍ في اللَّمعانِ
نَجَتْ من لُجَجِ الفيضانِ
لِتَغرَقَ في مَوعِدْ !
الموعدُ يستنجدْ
 الموعدُ أُغْرِقَ في لُجَجِ الماءْ !
سأُحاصرُ ذكراهُ بِمِحْبَرَتي ,
بِدُخاني ,

حلمي ...
ليس من رصاص ولا قصاص...
ليس من بصل ولا نصل...
ليس من طابور الماضي...
ولا تنبؤات الآتي...
لا ينتعل عباءة ولا فروا..
لا يمد يده للنجوم
ولا ينام في أحضان الممنوع...
لا لون له غير بشرتي....
لا مرجعية له غير لوعتي.....
لن يزعج القاتمين ولا القانتين...

الآَنَ يَا بَغْدَادُ .. طُوفِي
لَمْلِمِي الأَلْحَانَ مِن صَدْرِ الحَوَارِي
طَهَّرِي جُرْحَ المَصَاطِبِ
وَانْقِذِي النَّجْمَ المُهَاجِرَ مِن عُيُونِكِ لِلفَنَاءْ
   ***   ***   ***   ***   ***
الآَنَ زُنْبُقَةَ المَدَائِنِ
أَطْلِقِي شُهُبَاً وَعُودِي للسَمَاءِ .. فَعَطِّرِيهَا
هَذَا مِصْبَاحِي العَجُوزُ
يَدُورُ فِي الطُّرُقَاتِ
يَجْمَعُ سَنْبِلاتِ القَمْحِ
زَهْرَ الفُلِّ

عيناكِ
وأزاهير طفولتنا
وجدائلكِ الشقراء ..
باكيتي !!
لماذا تطرقيني وقد مضيتُ
ألتمس نخوة  ريحٍ توصدني
لكن المطارق عادت تغمد مساميرها
في كل أرجاء متني ..
تمن علي النوائب  بالطلاء فأجفل من لونٍ
ليس لوني ..
كل المارين عبري كشفوا مساترهم بطرقي

هوية
لست المنذور للقدر/المتاه
أنا لا استبدل قبوا بقبو
ولا أسدل يأسا على أمل من سراب
كلما خذلتني رؤاي
أو خانتني خطاي
  منتصف الذهاب!
أنالا أخلخل سوى سكوني
كلما لاذ بسكونه
أو توسد بؤس الجواب!
أنا لا احتمل سوى هبوبي

بين الدروب وطي القلوب
يتيه الأمل
بين الضلوع ولب الفؤاد
ينمو الضجر
كل شيء هناك
يشكو القدر
رف سرب الحمام
راجعا من حصاد
 السنين
ماج فوق المروج

"في استقبال الشهداء والاسرى العائدين الى الحرية .."
احرقي البخور يا رقية
وانثري فوق الشموس الوافدة ورداً نديّا
لا تبخلي يا حبيبتي بنجوى عينيك
دمعك كل القضية
***
...أتذكرين يا رقية
حين كنت تجمعين الورد من حقول الشمس
فذرّى النسيم شعرك..
كنت أنا النسيم
وفوح تلك الزهور

في شهرِ حزيران
انقلبت الكآبة على نفسها
لتدخل في عصر الرتابة
و قشور الخيزران
في شهر حزيران
استغربت الأرض من أبنائها
و نأت بعيداً بجانب جدار
حملت مآسيها و تنهداتها
و تغلغلت في الحصار
و في شهر حزيران
شمسٌ تشرق و تغيب كالعاده
<وdiv>

يرتج بحر الأسى
لتحترق حدائق الفجر الغاسق
تتثاءب الأشياء كسلى
فيجهش الليل بالدمع الدافق
فلماذا نغني والقلب خافق؟
لماذا يتشقق الجسد
وتنزاح الكينونة
 في زمن التردي
تنزاح...
تتمايز الأشياء في المساء
ويزحف العراء في الغسق