لكي أراك ِ
إتركيْ أثرا ً في الغيمة ِ
التي تنبري من صمتكِ العميقْ .
وحيدة ً شجرة ُالغياب ِ
تغفو على نهر ِالشتاء ِ
لكي أراك ِ
لا تنفضي الغبارَ
الذي إستطالتْ قرونه ُ
على الملابس ِ.
فضّة ُ الليل ِ تلهث ُ
على طاولة ِالفَراغ ْ.
لكي أراك ِ
اتركيْ جمرَ أيامنا
في رماد ِ الأشياء ِ.
ذئبٌ وحيدٌ
يخطو على ثلج ِ الحقول ِ
بلا عواءْ .
لكي أراك ِ
إشردي في حقول ِ الموت ِ
تلـْحَقكِ آخرُ سعفة ٍ
من نخيل ِ بلادي .
صباحاتنا
تفاح ٌيابس ٌ
على أرصفة ٍتعضّها الرياحُ .
1
لكي أراك ِ
دعيْ ظلالك ِ
منسية ً في الظلال ِ .
الوردةُ التي تذوي
تبقى شاخصة ً
إلى غصن ِ المياه ِ .
لكي أراك ِ
إكسريْ آخرَ غصن ٍ
في آخر شجرة ٍ
تتشققُ في أودية ِ البكاء ِ .
وجهيَ
زجاجُ الحرب ِالذي ينتشي
حينَ رماحُ الريح ِ
تكسرُ إليه ِ خيوط َ المطر ِ .
لكي أراك ِ
إهجريْ باحة َ الدار ِ
التي كنتُ أشتهي
حيث ُغزالٌ من مطر ٍ
يقفزُ في اتجاه ِالشمس ِ .
شمعتي مُطفأة ٌ
وطاولتي جرائدُ غبارْ
وثمة شبح ٌيخطو
كما الوهم ُفي الظلام ْ.
لكي أراك ِ
إسنديْ رأسك ِ
الى حائط ِالغياب ْ.
في مقبرة ِالوقت ِ
طويلا ًتلمست ُ
شاهـدة َالحب ِ.
2
لكي أراك ِ
لا تقذفيْ وردة ً
على شرفة ِالبحر ِ .
حجرٌ أنا
ويدايَ ملطختان
بصراخيْ .
لكي أراك ِ
لا تدوسي
عشبة َقبري .
الليلُ
أشجارٌ يابسة ٌ
تعصفُ الريحُ بها
وأنا آخر جدار .
لكي أراك ِ
بعثريْ يديك ِ
على شرشف ِ وهادي .
ذابلة ً
هي الظهيرة ُ
التي يجولُ تحت شآبيبها
هذا الغريب ُ.
لكي أراك ِ
حدّقيْ طويلا ً
في الدود ِالمتدافع من جثّتي .
رخوة ٌ
سنواتكِ الآتيةُ
يتثائبُ فيها
جسد ٌرخوٌ .
3
لكي أراك ِ
لا تلمسيْ هدأة َ أنهاري
ولا الرمال َالتي نأتْ
كأنها مدى غيابي .
كل ُّ
هذي
الفضاءاتُ
لا تتسع لصرختي .