من أول الصوتِ ، من ثكنات العدمْ
جئتُ، كانت هنالكَ كل الحروبِ
على وترٍ، في انتظار الملوك
وكان الندمْ
بائعاً للسيوف.
لم تكن الأرضُ بنتَ السماء
لم يكن البحرُ جِدَّ الغيوم
كان للأرضِ دورتها في الحقول، وفي عضلات الرجال
كان للشمسِ مرقدها في أعالي الجبال
وكان الندمْ
عدماً ذائباً في التخوم.
كانت الأرضُ، هذي المنايا القريبة،
حدثاً ناعماً، كدراما الهنود.
كان سلطانُها نائماً،
قبل أن يحفرَ الجندُ هذي الحدود.
- أنتَ، ماذا تكون
إذا تركتك السنون؟
- أكون يداً حول ماء
تقاذفه الأنبياءْ.
- وماذا تكون، إذاً ، دون هذا العدم؟
- أكونُ يداً ظهرها للكتابِ، وإصبعها في السماء
تسوق الألم.
دعها سماويةً فالطريقُ عيون
وكل العيون سواء
يعيش بها الميّتون ..
والجنودُ الذين انتهت كل أسمائهم
كعيونِ الغنم.
دعها سماوية فالسماءُ تغارُ
وقل : أفلح المؤمنون الصغارُ
أفلحوا مثلما أفلح العاطلون
وماتوا معاً، كنوايا الخدمْ ..
يا سماء اليتامى، وكان اليتامى جريدةْ
اكشفي ساقك المشتهى، ثم دلّي لنهديك هذا الحليب
وافركي حلْمتيك ، على غفلةٍ ، في الجليد
.... وكان اليتامى ملاحظةً في الشفاه البعيدة.
دعها سماوية أو جليدا
وكن ابن من شئتَ : مرعى الخيول، أو اْسماً على حربةٍ
أو يداً، أو حديدا.
واكتسب صفةً : كن جواداً معطّلةً، أو هواءاً خفيف
كن خطّة للفرارِ، وموتاً على صوتِ ناسكةٍ ، أو دلاءاً نظيف
كن تراباً على صخرةٍ، أو دمَ أرنبةٍ .. كن علانيةً في رصيف
كن أي شيءٍ ، بلا نيّةٍ، ودعها سماويةً، وانتشر في الذنوب
وإن سأل الله عنّا، فقل :
ذهبوا للبريّة يقتتلونَ، ويوم غدٍ يدفنون معاركهم
ومثل الحديدِ يأوبون .. مثل الخريف.