حلمي ...
ليس من رصاص ولا قصاص...
ليس من بصل ولا نصل...
ليس من طابور الماضي...
ولا تنبؤات الآتي...
لا ينتعل عباءة ولا فروا..
لا يمد يده للنجوم
ولا ينام في أحضان الممنوع...
لا لون له غير بشرتي....
لا مرجعية له غير لوعتي.....
لن يزعج القاتمين ولا القانتين...

هوية
لست المنذور للقدر/المتاه
أنا لا استبدل قبوا بقبو
ولا أسدل يأسا على أمل من سراب
كلما خذلتني رؤاي
أو خانتني خطاي
  منتصف الذهاب!
أنالا أخلخل سوى سكوني
كلما لاذ بسكونه
أو توسد بؤس الجواب!
أنا لا احتمل سوى هبوبي

بين الدروب وطي القلوب
يتيه الأمل
بين الضلوع ولب الفؤاد
ينمو الضجر
كل شيء هناك
يشكو القدر
رف سرب الحمام
راجعا من حصاد
 السنين
ماج فوق المروج

لا أراني في حضرة نور عينيك
ولا في ظل آلامك
صغيرة أنا قرب أصبع من أصابعك
قد يمسح دمعة وأكون بعيدة.
أتوه في فضاء من الوحدة
تحتضنه ويحتضنك
وأكون منسية.
ولا أكون إلا كفكرة من ضمن أفكارك.
ولا أكون الآن.
والآن : كيف قد أكون؟

في شهرِ حزيران
انقلبت الكآبة على نفسها
لتدخل في عصر الرتابة
و قشور الخيزران
في شهر حزيران
استغربت الأرض من أبنائها
و نأت بعيداً بجانب جدار
حملت مآسيها و تنهداتها
و تغلغلت في الحصار
و في شهر حزيران
شمسٌ تشرق و تغيب كالعاده
<وdiv>

يرتج بحر الأسى
لتحترق حدائق الفجر الغاسق
تتثاءب الأشياء كسلى
فيجهش الليل بالدمع الدافق
فلماذا نغني والقلب خافق؟
لماذا يتشقق الجسد
وتنزاح الكينونة
 في زمن التردي
تنزاح...
تتمايز الأشياء في المساء
ويزحف العراء في الغسق

أَطْفَالٌ :
على خَشَبِ المِنَصَّةِ عانَقُوني
أَوْقَفُوا خَيْلِي وَقَالُوا : سَوْفَ نَبْكِي .
أَدْمُعٌ غَجَرِيَّةٌ تَهْوي
حَنينٌ فَاجِعٌ ، حُرٌّ ، جَمَاعِيٌّ ، يُمَزِّقُنا .

طِفْلاتٌ :
نَسِينَ دُمُوعَهُنَّ على قَميصي ،
وَانْصَرَفْنَ مُوَدِّعَاتٍ بِالأَكُفِّ النَّاعِماتِ .
رَمَيْنَ فَوْقَ عَواطِفي وَجَعاً عَظيماً ،
وَانْقَرَضْنَ كَنَسْمَةٍ في ريحِ يُولْيُو..

مررتُ من هنا هذا المساء
رميتُ الوردَ فوق قبري .. ومضيتْ
لم أعرف أنكِ هنا
لم أرَ ما لديك
لم أرَ سوى حزناً ...ودمعاً بعينيك ِ
ـ متخفياً مررتْ ـ
لم تعرفي أنّي هنا ...
فالأرواحُ كالأشباحِ لا تُرَ.
متخفياً مررتْ
بجانبِ المقعدِ الأسودْ
حييّتُ رائحةُ الذكرى فيه
<وdiv>

ويسألونك عن الطيبين ؟!
وعن رحلة الزيف والسراب
عن القبلة الآسنة
والقبلة البلهاء
والقبلة الموت
قل سأخبركم
عن تساقط الأغنيات
رائحة الناي المسفوح
لعنة الشعر
شبق الريح الذي كسرته الياسمينات
صوت زيتونة تخنقها زجاجات شقر

أُقْسِمُ أَنِّي .. سَوْفَ أُغَنِّي
سَوْفَ أُدَاعِبُ رِمْشَ البَحْرِ
وَأَعْزِفُ مِنْهُ وَيَعْزِفُ مِنِّي
سَوْفَ أُرَاقِصُ بَسْمَةَ صُبْحٍ
بَيْنَ وُرُودِ الحُلْمِ تُغَنِّي
أَرْكُضُ خَلْفَ صَبْيَّةِ فََجْرٍ
أَسْكُبُ فِي عَيْنَيْهَا لَحْنِي
***   ***   ***   ***
أُقْسِمُ إِنْ لامَتْنِي الشَّمْسُ
أَنِّي أَنْهَلُ مِن عَيْنَيْكِ وَأَبْخَلْ
لأُطَوِّقَ خَصْرَ الشَّمْسِ وَأَرْحَلْ

(1) - مفارقة
سأشرب نخب موتي
مكتفياً دونكم بالغياب
على اسمي وشاهدتي
والبلاد ...
فادخلوا أنتم وحدكم
أيها البلهاء
نادي الشكولاتة
والحياة ....
بلا شاهدة ولا اسم
ولا قضية ...

سنغنى للحقيقة
في العيون الصديقة
****
نمزج بالسماء الدماء
و نسقي بالدموع الهواء
****
بقايا حطام حياتي
على رملي
بين شقوق رمادي
يُنبت كالراية رفاتي

دوّني صيدلانيتي إضافة
أصبحتُ من الحبِّ معافى
ما عاد سيلُ الدمعِ يجرفني
صارت سنوني عجافا
فلا تظني أن طيفكِ يجرحني
أو أن طيفكِ يسحرني
فطيفكِ سيدتي منذُ الصباحِ تنافى

دوّني صيدلانيتي إضافة
أصبحتُ من الحبِّ معافى
قتلتُ وحشةَ الليل

في كل ليلة ...
أتسلق جدائلها
أفك أسرار الليل البنفسج المفعم بالكواكب
أجتاح مزارع جيدها ..
أفزع النوارس والحمام
وعلى مقابض صدرها يرقد الزمن الحرام
قد فاض شوقي للعناق ..
فمزقِ الجسد المنافق بازدحام
هذي بنادقنا تنوح بشهوةٍ نحو الرصاص
جثث المدافع غادرتنا والدموع
تتفجر الألغام تحت رمادنا ..

ماذا أقول…؟؟
وشرايين البوح تحترق..
وماء الوجه بعض رماد
يذروه هبوب السنين
ماذا أقول،وخيول الغجر
ترقص في دمي ؟؟
قيثارتي محطمة
وجلال العطر راحلْ ..
آه يا ملحمتي المشحونة
بآلاف النيازكْ
قد كنت حديقة صفو

إسترحْ في قبركَ الآنْ
أيُّها الملاكُ المعذّبُ بلون ِنسوةِ بابلْ
فأنا في شهوةٍ لِهجاءِ هذا العالمَ الداعرَ
والمصابَ بالسِفلسْ بالنيابةِ عنكَ
بكلِّ ما فيهِ من أشباهِ رجالْ
وأولادِ كلابٍ وزناةٍ بالروح وبالجسدْ
وبغايا تقايضُ بنا في ساعةِ الحربْ
بعد كلِّ القصائدِ الساذجَةِ
والبريئةِ التي كتبتُها عن الحُبِّ والأوتوبيا
والمنقوعةِ بدمعٍ لامرئيٍّ وبأنفاسِ النساءْ
المنقوعةِ بدمعِ طفولةِ الصيفْ

الآَنَ يَا بَغْدَادُ .. طُوفِي
لَمْلِمِي الأَلْحَانَ مِن صَدْرِ الحَوَارِي
طَهَّرِي جُرْحَ المَصَاطِبِ
وَانْقِذِي النَّجْمَ المُهَاجِرَ مِن عُيُونِكِ لِلفَنَاءْ
   ***   ***   ***   ***   ***
الآَنَ زُنْبُقَةَ المَدَائِنِ
أَطْلِقِي شُهُبَاً وَعُودِي للسَمَاءِ .. فَعَطِّرِيهَا
هَذَا مِصْبَاحِي العَجُوزُ
يَدُورُ فِي الطُّرُقَاتِ
يَجْمَعُ سَنْبِلاتِ القَمْحِ
زَهْرَ الفُلِّ

رأيت حكايتي
على الدفتر أرسمها
أستجدي العفو
و الأمل
حملت الحبر
و الألم
فهرع الدمع
إلى البياض
سربا
سيلا
ليمنعني

في مقلتيك ينام اللــــــيل في كــسل
ويورق الفجر والأحلام تبتـــــــسم
ويبحر النفح في الأعماق منـــــتشيا
تزهو بأنسامه الأوتار والـــــــــنغم
ويبســــط الفن ألوانا وأشــــــرعة
شفيـفة برحاب العمــــــر تنتــــــظم
أطيافها ترتدي في الشــــــــعر أخيلة
تمتاح نهر رؤى بالنــور تحـــــــتدم
****
في مقلتيك بحار للهـــــــوى لجـــج
أمواجها بالصفا تعـــدو وتلـــــتطم