كلّ ألوانِ الدّنيا اقتربتْ من بعضها وتمازجَتْ لتصيرَهُ، هذا اللون المفضّل عندكَ، ولا تدري لماذا هو مفضّلٌ، ترى غيره ولا تحسّ سواه، يعيشك وتعيش وجعه، فرحه..وكآبته، تعيش حالته، حالتكَ.. إنّه لونكَ أنتَ..
تختارهُ الآن ويختاركَ بمحضِ عشقٍ وبدهشةِ الصّدفة.
وكلّ صورِ الذّاكرة اقتربتْ من عينكَ هلاماً هشّا، لا تمدّ يدك عليه لتنثره بعيداً بل أنتَ لا ترى سوى صورتكَ"الآن".. هي صورتك "الآن".. تعيشها حقيقةً تريدها وتريدكَ وتعيشُ بها ولها وفيها.
وكلّ نساءِ الأرضِ اقتربتْ من أناملِ يديكَ.. جسداً، فكرةً، صورةً، إحساساً..ولا تشعر الّا بها، وحدها "هي" هكذا وحدها، ليس لشيء انما لكونها "هي".
تقبّل أنامل يديك ان ذكرتها أو تخبّئها داخل جلدك كي تصيرها وتصيرك أكثر.
كيوبيد - قصة : نصيرة تختوخ
ظل كيوبيد يطاردها بسهامه في المنام دون أن ينال مراده.
حين استفاقت وَجَدَتْهُ مسجونا في صورة على غلاف المجلة المرمية عند قدم السرير.ابتسمت و حملت المجلة برفق , وضعتها في الدرج و نظرت إلى الساعة.
كل مايفصلها عن إجازتها السنوية أسبوع واحد ، سبعة أيام يتغير بعدها إيقاع الحياة و يعلو لحنها الجميل.
إلتهمها الشارع الكبير و هي تعبره قاصدة مقر عملها.لم تنتبه للإعلانات على واجهة المركز الثقافي الزجاجية إلا و هي تعبر نفس الشارع في المساء.
لقاء ات و ندوات ومسابقة قصصية قرأت تفاصيل الاشتراك فيها وأعادها الإعلان إلى ذكرياتها مع القلم.
منذ زمن لم تكتب أي شيء يمت للأدب بصلة،منذ زمن لم تطلق العنان لخيالها كي يصهل حيث يشاء و يعربد كما يشاء ويرقص و يجن بلا قيد أو موعد.
إفاقة - قصة : زينب حميتو
كل شيء في مدينتي كان يصرخ بأنك الحلم الجميل الذي يعمّر بالنوم فقط، وسحابة الصيف التي لاتخلد في السماء. كل الجدران المسخومة بالضباب ودخان السيارات، الحبلى بألوان الطائشين تقول -متأخرة-بأنك مجرد فكرة.....لا يمكن أن أشيخ برفقتها. تتصادم الذكريات بشرايين الرئة، فأعجز عن التنفس ويصير التنهّد صعبا.
ولكنني، أتنهد، متعبة من مطاردة البشارات برحم مدينتي العقيم، و وعود السيارات الفارّة. أشيح بنظري عن الجدارن الواهمة ولوحات الإعلانات الكاذبة،.....وتراتيل المتسولين التي تستحضر كل أيقونات العالم السحري لأمعن النظر بكفيّ فقط. كانتا ذات يوم نضرتين،غضتين .....كيف سرقني العمر بكل وقاحة وأنا لا أزال أنتظر البداية؟؟؟
استفزّني السؤال، فحرّكت قدميّ برتابة على رصيف عجوز متخن الجراح والحفر والتجاعيد.....وبرك المطر، حتى أدخل إلى مكان يعد بالدفء.
سفر المرايا:انتقالات حرة ملحمة الغواية 1 – قصة : حاتم الوزاني
..... ليس غريبا أن ينزعج مني فقد كنت بالنسبة له عنصر قلق يختزن طاقة جبارة من الإزعاج حتى أنه كان يحاول دائما تجنب لقائي أو مقاسمتي فضاءات تواجدي.
ولشدة ما كنت أسبب له القلق الشديد فإن عواطفه اتجاهي كانت واضحة لا يتوانى في الإعراب عنها علنا.
لا أدري لما لم أستسغه بدوري يوما؟ فقد كنت أمقت طباعه زئبقية مواقفه تلك الخفة التي تكتسي حركته و سرعة انتقاله من جهة إلى أخرى .
لا رأي له يحترف فقط النط بين مواقف الآخرين يستطيع أن يتفق معك ومع خصمك في الوقت ذاته. له قدرة غريبة على الجمع بين أكثر ألأشياء تناقضا دون أن يستشعر أي إحراج.
إنه حرباء مشوهة ممسوخة على شاكلة إنسان لا لون له إلا ما انعكس عليه
حتى عندما كان وسط المعزين الدين حجوا إلى بيتي يوم انتقلت إلى عالمي الحالي لم يتورع للحظة في إبداء انزعاجه من طريقة عيشي السابق.
الرجل الأزرق – قصة : عبد العالي دمياني
كنت أراه في مقهى الكندي بالمدينة القديمة. وحده يجلس، يدخن دون احتباس. يتصفح جريدة تلو أخرى، ولما يشدّه موضوع يغرق فيه. أحيانا يكـلّم نفسه، لكن أغلب الوقت يتأمل المارة في سهوم.
جسده الفارع، احديداب ظهره، معطفه الأزرق الحائل، شعره المجعد المنكوش، وجهه الأسمر الكالح بأنفه الكبير وعينيه المظلمتين، أصابعه المعقوفة المسودة بسيجارتها الأبدية.. صمته العدمي... يوحي لي بالردم، بخرائب الطفولة بعد موت الوالد.
في "الكندي" اعتدت اللقاء بصلاح قبل رحيله إلى أمريكا بسبعة أعوام كافرا بالوطن والحب والسياسة. كنت أسبقه بساعة حتى أمتلىء بأشياء المكان، وأتملى في وجوه العابرين. مرة تأخرت فوجدته جالسا مع الرجل الأزرق. تركتهما وقعدت وحدي. صلاح يتكلم كأنه يشرح أما هو فينصت ووجهه ينضح بالمرارة. وحين يهم بالحديث يحرك يديه في الهواء كأنه يشير إلى أشباح تتخايل له ثم يكتفي بكلمة أو اثنتين.
قال لي صلاح : صاحبك حكاية.
انتقالات ,على صفحة المرايا ...... –قصة : حاتم الوزاني
إلى طابور المنتظرين خلف أبواب ألامتيازات ,........, محطات ألأزمنة ... ؟
......,داخل الحانة,للضجيج أيضا,جدواه,إنه,محاولة ارتواء,من نوع خاص,تعويض,عن حالة,الصمت السلبي,خارج الحانة,مناطحة دونكشوتية , لحالة الخرس , الجماعي , المزمن , المتفشي بأزمنتنا ,الموبوءة.
وحيد,كبسملة الرجى,ألهث مهووسا,بتحقيق ألأماني,وعلى امتداد,مساحة ألإجتفافة , و ألإرتواء , كنت , أتقيأ الخيبات , موسيقى جاز, تتعالى , من الخيبات.
الآن , فحسب,يمكن للإجابات, اكتشاف,أسئلتها البكر.
-هل حقا, أنا سكران ’؟........-
ليس تماما , فذهني,لازال خفيفا, يلتقط,أجواء الحانة,بكامل تفاصيلها,و لا يهمل ,سوى,تلك التي,لم تستأثر,باهتمامي.
الكل يزن , الكل يطن , أصوات ترتفع , من هنا , و هناك , المكان , بدوره , الكل يتواطأ , لإذكاء,أطوار,لعبة الضجيج, داخل الحانة.
بلا فضايح - قصة مجدي السماك
ردد في نفسه: إنه ويكيليكس.. يا للفضيحة.. ربنا يستر.. لقد فضحت بلدنا ونشرت أوساخا كثيرة، بالفعل قلة قيمة.. وصارت سمعتها في الطين. ثم راح يبحث في كل نشرات الأخبار، والمواقع الالكترونية عن فضيحة تخص شخصه الكريم.. لكنه لم يجد.. فتنفس الصعداء.. وحمد الله كثيرا.
ثم أمسك بالورقة والقلم وكتب رسالة سريعة..
عزيزتي سميرة.. أجمل وأرق راقصة عرفتها في حياتي.. لا بد أن نلتقي في هذه الليلة.. في نفس الفيلا التي نلتقي فيها منذ ست سنوات. سوف احضر كل أنواع الخمور.. ستكون ليلة حمراء.. أكثر حمرة من شفتيك المكتنزتين بشهوة تقتلني، بل تستنهضان همتي في كل ساعة تمر وأنا بعيد عن جسدك المرمري. في الواقع أنه لا تمر ليلة دون أن احلم بك.. فأتعذب.
عزيزتي سميرة..
لا تستغربي.. حين تصلك هذه الرسالة بواسطة الحمام الزاجل. وهذا لضمان السرية.. إنه اضمن وسيلة في هذه الأيام، وأنا بصراحة أقول لك أنني ملصت بألف غصب. الفضائح كثيرة.. اسمي كما تعرفين يلمع في البلد مثل الذهب.. وسمعتي طيبة مثل العطر الفرنسي.
ثق أنني في كل صمت أتأملك.... –نص : ضحى عبدالرؤوف المل
رسائل من قلبي إليك....
ثق أنني أسرجتُ أهدابي على الأوراق كَي تتبعك !.. ثق أنك أدمَيت قلبي ببعدك وأنا وحيدة أقِف بين كَـــفيك
وحلمك. ثق أنني ما عشت دهري إن لم أكُن يوماً حَبيبة تعيش أمسها مع يومها ومستقبلها مع حاضرك!... ثق
أنني ما عشت يومي إن لم أر محياك مثل شمس الضّحى في مُقلتي وعلى يَدي يستريحُ ظلّك!.. فكيف أطوي
دروب الخيال إن لم تكُن حبيبي وأنا حبيبتك؟!....
حبيبي
تحكمُنا مَشيئة القدر!...تحكمُنا الحياة ونحن في حَركة نحياها ونحيا الحرف المرمي في كتابك... سأغنيك!.. سأنقشك
سننسج من الحنين الموؤود قصائدنا فيشتعل ألمي وألمك، فأدركني من شك هــــو يقين بوجودك ،وتلمس جــراحي
تلمس روحاً أنت منها نبي كالندى وقلبي يتحسسك....