وها هما " بالو " و " أنجانا " تدركهما تلك الحالة، بعد زواج دام اثنين وعشرين سنة ... فذات مسـاء، بعد أن غادرهما إبناهما إلى كُـلِّـيَّتيـهمـــا، وقد انتهـت العطلة الصيفيـة، فأحسَّــا بالمنـزل وقـد خـلا إلاَّ منهمـا؛ فاقتـرحــت " أنجـانـا "، تزجيـةً للوقت، أن يعودا لقراءة الرسائل التي تبادلاهـا خـلال فترة خطبتهما الطويلة التي سبقت ارتباطهما بالزواج. وكانت الخطابات، التي تكاتباهـا في ثـلاث ســنوات، تـمــلأ ســتة صناديق من الورق المقـوَّى، خُبِّـئــت في عليَّــة المنزل. وبذل " بالو " جهداً كبيراً ، واقفاً على كرسي بلا ظهر ولا ذراعين، ليأتي بأحد هذه الصناديق، وكانت " أنجانا " تثبِّـتُ الكرسي بيديهـا. واستعان " بالو " بقطعة قماش لتنظيـف الصندوق من التراب، ولإزاحة عدد قليل من حشـــرات ( السُــميكة )، قارضة الورق، العالقة به، والتي كانت قد تمكَّـنـت من غزو العُليَّـة، بالرغم من أنها قد تمَّ رشُّــها بالمبيدات. وعرضت " أنجانا " أن يقوما بقراءة الخطابات وهما جالسين على ســلَّم البيت، وبادرت بالجلوس على ثاني درجة من الســلَّم، فجلس " بالو " على الدرجة الثالثة، على بعد يقرب من ثلاث أقدام منهـا. سحب هو أوَّلَ رسـالة.
كُلّـنا يدفِنُ ماضِيه ! - قصـة: ج.هـ. برابهات - ت : رجب سـعد السـيد
وها هما " بالو " و " أنجانا " تدركهما تلك الحالة، بعد زواج دام اثنين وعشرين سنة ... فذات مسـاء، بعد أن غادرهما إبناهما إلى كُـلِّـيَّتيـهمـــا، وقد انتهـت العطلة الصيفيـة، فأحسَّــا بالمنـزل وقـد خـلا إلاَّ منهمـا؛ فاقتـرحــت " أنجـانـا "، تزجيـةً للوقت، أن يعودا لقراءة الرسائل التي تبادلاهـا خـلال فترة خطبتهما الطويلة التي سبقت ارتباطهما بالزواج. وكانت الخطابات، التي تكاتباهـا في ثـلاث ســنوات، تـمــلأ ســتة صناديق من الورق المقـوَّى، خُبِّـئــت في عليَّــة المنزل. وبذل " بالو " جهداً كبيراً ، واقفاً على كرسي بلا ظهر ولا ذراعين، ليأتي بأحد هذه الصناديق، وكانت " أنجانا " تثبِّـتُ الكرسي بيديهـا. واستعان " بالو " بقطعة قماش لتنظيـف الصندوق من التراب، ولإزاحة عدد قليل من حشـــرات ( السُــميكة )، قارضة الورق، العالقة به، والتي كانت قد تمكَّـنـت من غزو العُليَّـة، بالرغم من أنها قد تمَّ رشُّــها بالمبيدات. وعرضت " أنجانا " أن يقوما بقراءة الخطابات وهما جالسين على ســلَّم البيت، وبادرت بالجلوس على ثاني درجة من الســلَّم، فجلس " بالو " على الدرجة الثالثة، على بعد يقرب من ثلاث أقدام منهـا. سحب هو أوَّلَ رسـالة.