الوحدة..وهذا الليل يداعب شمعة تذوي في صمت..عيد ميلاد سعيد..بكل اللغات تملأ بريده الإلكتروني..وهو ما يكف يختلس النظر إلى نافذة الجارة في العمارة المقابلة..مرت سنة تقريبا وهو كل مساء ها هنا بجانب النافذة ..عين على الحاسوب وعين على نافذتها..اختزن كيانه بدفء كل حركة من حركاتها..وهي تمشط شعرها ..تداعب جوالها..تنزع ثيابها أمامه في إغراء قاتل..ليتها تظهر هذا المساء فيصرخ بأعلى صوته أنه قد بلغ الأربعين ولم يعد يطيق الوحدة..ستحتضن عيناه عينيها..سيخطبها..سيتزوجها..سـ..سـ..سمع طرقا على الباب..إنها الشرطة.
ــالرجاء أن تأتي معنا.
ــ لكن لماذا ؟
ــ سوف ترى بعينيك..
حين دخل الشقة في العمارة المقابلة و التقت عيناهما لأول مرة كانت ممدة على الأرض وبجانبها علبة حبوب طبية فارغة و صوره الرقمية تملأ الأرض حولها..استفاق على صوت أمها تمسك به وتهزه بعنف:
ــ هذا أنت إذن ؟!