كنت ارقب مجيئها كل يوم,انتظر إطلالة بهائها الساحر وأنا رابض في زوايا التيه الدامسة.هدني التعب وأضناني شوقها الحارق.تمثل أمامي في كل أحلامي باعتبارها ملاكا قادما من عمق السماء.تداعب فروة راسي غارزة أصابعها الناعمة,الممدودة بشكل أسيل.ملامح وجهي المتلاشية تحت ظل الذكريات العابرة فوق سقف الحلم,تتفصد عرقا يتلالا على مسام جلدي المصفوع بلهيب الشوق.ولكن لما تقبلني بشفتيها المكتنزتين,تبرح جسدي كل ضروب الألم لأنتشي تحت ضغط رحيقها العسلي,ثم تمضي سرابا يتعرج في التواءات وتقاطع أزقة الضياع,بين تهويمات الواقع المدلهمة.كيف يمكن لقصة حبي هاته التي تماهت مع أوصال الجسد المتداعي,الآيل للسقوط في كل لحظة,أن تصير لغوا أنفس به عن ضيق صدري وحرج خيالي؟
قررت بعد عناء ملاحقتها انه يجب ان أوقفها عند حدود استطاعتي لالتمس منها أعذارا عساها تستحيي من دلالها الزائد.وتفسح لي مجالاتها كي اندس بين تلابيب غنجها واكشف سرها الدفين ليصير حلمي هدا ناموسا أطبقه في حياتي قبل مماتي.