لو كانت لي نهاية أخرى
لأبحرت إليها
رجل في الرمل
وأخرى في الطمي
تاركا
النصف اليباس يتشقق
والآخر رطب رخو
وأنا اتكئ على الصخر.

لو كانت لي نهاية أخرى
لأحرقت نصفي اليابس

1ــ حدثني يا ابني
كيف نعى الموت جنازتي
مِن أي دم قُدّ تابوتي
وفي أي حفرة من الأجساد
شيّعني ؟؟؟
حدثني
كيف باركت الآلهة موتي
وعلى رأسي أقامت الأعياد
وفي المنسي بعثت الدبيب
و الزائل أودعت فيه الأرواح ؟؟؟
2ــ حدثني يا ابني

بين القصائد تعبر
حاملا حلمي القتيل
تضرب رقاب القوافي ...
فتسقط الوعود قتلى
وتنتشي أنت ....بسلافة الندم
خلفك الرماد
يؤرخ أزمنة العشق
الدمع على شاشة الريح
ينقش تاريخ الخيانة
ميلاد ثدي ...
تحته خبأت الكلمات

لنا الوقت بمهل مساء
خرافة نحكيها لأطفالنا
ولا نتعب من رائحة البحر
نُعلم الفرح كيف يغني
ونشارك الضيف
الرغيف والشمس
فنحن جهة الجنوب
لا نشكو الجدار
لكننا نخفي قلوبنا
كلما هب ليله
فالقمح فينا

"1"
في القدس
تجتمعُ الذِّكرَيات
باقات برق يُصقِلُها النَّدَى
تولد من وجع تَوْقٍ وحنينٍ
يَرُذُّها المدى
يُزَجِّجُها الغيابُ المستحيلُ عن الغياب المستحيل
يُشذِّبُها عشقُ التوت للحرير
يُهَدْهِدُها دوريٌّ مختطف من الأساطير
فيَنِقُّ يتمرَّدُ على رماد الجمر
يتسلَّقُ الموت من خُرم حياةٍ

قُلْتُ لِلْعَرَّافِ وَقَدْ سَأَلَنِي عَنْ مَخْبُوئِي:
مِنْ مَجَاهِيلِ الدُّنْيَا أًنَا آتٍ
لِأَخْرِقَ سَكَنَاتِ الهَجِيرِ..
آتٍ لِأُقِيمَ جِسْرَ العُبُورِ صَوْبَ ذَاتِي
المُثْخَنَةِ بِأَدْرَانِ
السَّرَابِ.
جِئْتُ مِنْ المَجَاهِيلِ السَّحِيقَة
حَيْثُ الدَّمَارُ،
وَالدِّمَاء.
وَأَسْرَيْتُ مِنْ أَغْوَارِ الكَوْنِ القَصِيَّة
حَيْثُ الوِهَادُ،

في عيون إيزيس
سحر
يجذبني إليها
الخصوبة والحصاد
تعيدني للحياة

أنا Osiris
بعد خيانة الموت البطيء
نظراتها تحول ليلي إلى نهار
داخل ذلك السحر الصامت
تبدأ الحياة

1-وِهَادٌ سَحِيقَة
عَصَفَات أَرْيَاحٍ
مُنذُ بَيَاضِ النَّهَار،
تَعْبَثُ بغيْمِ غُرَّةِ الخَرٍيفِ.
كُنْتُ قَدْ تَسَنَّمْتُ ذُرًى تُشْرِفُ عَلَى صَفْحَةِ
الخِضَمِّ المَدِيدِ
عَسَانِي مِنْ عَلْيَائِهَا أُرْسِلُ
إِلَى حَاضِرَتِي المُلَوَّنَةِ
نَظَرَاتٍ بِالشَّوْقِ مُتْرَعَةً
وَالحَنِين،
وَمِنْ مَسَارِحِ المُزْنِ أَقْتَطِعُ

قيدت أحلامي
وانحدرت بهدوء نحو سروة الأمل
رتبت أوراق اعتمادي
وأعلنت عن ثورة "قرنفل" تخصّني
ثم مددت خيوط تاريخ ميلادي
ونسجت فكرة رئيسية
ورديفة لها فرعية
ثم كتبت على جدران المدينة
رسائل مشفّرة ووصايا لسعاة البريد
والحمام الزاجل والفراش الهائم
ارتديت جبة التُّقاة

يا سيد الهزائم
لك الحكاية
هدهدها بين شدقيك
حتى انفراج العبارة
لا تكترث للوجع المقيم
في قفص النهاية
قد يعود الرحل
ببداية لم تتنفسها الظهيرة
عطار الوهم كان كاذبا
حين لخص المسافات
في عشبتين ...وديك ذبيح

من أنا؟
ولدتُ امرأةً مصادفةً
خلعت ثوبيَ الشرقيَّ
أصبحت عاريةً
طاردني وهمُ الحريةِ
احتضنتني رياح غربيةً
تحوّلتُ لسلعةٍ عالمية
يتربّص بي الصيّادون في كل مكان
وفي حركتي إثارة استفزازية
جسدي عنوانٌ للغموض
ومسرحٌ لكلّ أشكال السلطوية

لا تزيديني كأس حزن فإني
شربت من الدهر فاكْتَفَيْتُهُ

وشرِبتُ من أيامي هما وغما
فلا سُررت بشخص ولا فرحا رَأَيْتُهُ

وأَسرفتُ في عطائي حتى أفلستُ
ونسيتِ كُلَّ شيء أَعْطَيْتُهُ

ورحلتِ عني كَكُلٍّ راحلٍ
ومعكِ كُل ذكرى وحلمٍ أَلْقَيُتُهُ

وما زال صوتكِ في ثنايا مسمعي
وطيفكِ كُلَمَّا وَسْوَسَ لي نَهَيْتُهُ

ولازلتِ تلميحا في كُل قصيدةٍ
ومازلتِ دَفْقَةً في كل بيت أَنْهَيْتُهُ

ونِقاطي لا أضعها إلا لِوَصْلٍ
وأنتِ الوِصَالُ لكُلِّ ما تَمَنَّيْتُهُ

كلُّ أديبٍ يروي روايتَهُ
وأنتِ روايتي وكُلُّ حرفٍ رَوَيْتُهُ

خابَ أمري حِينَ انتهائهِ
ولمَّا بدا الدُّنُوُّ أنا حَائِرُهْ

ولما اِنْجَلَى عني ما كان خافيا
رحل الحبيب والخيالُ ذَاكِرُهْ

كيف يُنكر الذي بيننا؟
فَذَاكَ كَمَنْ عابَ اللهَ كَافِرُهْ

والعِشْقُ لون أعمى يبدو رماداً
وهَلْ يَصِحٌ المُنْكَرُ إِنُ غَابَ نَاكِرُهْ؟

أنام في سهادي كُلَّ ليلةٍ
ووَجْهُكِ في منامي الخيالُ زَائِرُهْ

والحب يكذِب في كُلً خُطبةٍ
وسَنَدُهُ مقطوع مهما كَثُرَتْ مَنَابِرُهْ

ودِينُ الهوى فيه إكراهٌ
وفيه البِدعة أَنُ تُعَظَّمَ شَعَائِرُهْ

وأبياتٍ كُتِبَتْ بمِداد دمعٍ
فلا يعرف مرارة النَّظْمٓ إلا شَاعِرُهْ

وإني تائهٌ وسط عالم
رحلتِ عني فيه وخالفني سَائِرُهْ

صوت يجول في رأسي فأطردهُ
ليعودَ مرةً أخرى فَأَسْمَعُهْ

يقول يا هذا قد وُهِبْتَ قلماً
ومِدَادُهُ سُخِّرَ لتكتُبَ ما تَدْمَعُهْ

وهذا الليل لا يلقي عليكَ بالاً
أضاء ظلمةً وروحُك مظلم ما تَصْنَعُهْ

في يَوم مبني للمجهول
قالت بنات الدهر: لعبة الزمن تَبْدأُ عِندَ المَحاق[1]
وعند التربيع الأول يرتجل العبث قصيدة غَزل خَليعة
ويرتد طرفه إلى الأحدب المتزايد ناثرا ضجيج القطيعة
وعند التربيع الثاني يقرض العمر لامية عَجَل[2] قصيرة
ويرفع عقيرته صوب الأحدب المتناقص مكسرا صَمت الوَتِيرة
في يوم مبني للمجهول
أقطع براري الحلم بمشاعر مَهزوزة
في يدي مسكوكات حسنية
أبحث عن سيدة تَبيعُ الوَرْد
وخلفي تلهث سنوات عمري البئيسة

أقف الآن هنا
بين زاويتينِ باردتين
جليد، ثلج، هواء يعوي
يجوح، يهز ويهتز
بين رمانتين وحنظلتين
بين زهرِ لوز
زهر شوك وصبار
أقف
لأرقبَ المدى
يتسع ويضيق
يصفو ويتعكر

1
في زمن التريّث وزيف المشاعر
تتوقف لغة فصل الذات والحُلول
وينبعث لهيب الحروف والكَلِمات
فوضَويّا يرقص كالنجوم الطوالع
بأعصاب مشدودة أفتح سِفْر التّمكين
وأباشر رَفْعَ الضغط وأطلب حقّ اللجوء
إلى جزر اللوتس الأزرق
بأنفاس متسارعة أمسك بتلابيب حلمي المنفلت
وأقف عند حدود الاستعارات، يَخذلني المجاز
وأقع في حِبَالِ تَوْريّة مُضلّة

هل أنت شاعر؟
لا يا سيدتي،
ولكني أحمل الحرب
***
إذا أنت جندي!؟
لا يا سيدتي،
أنا فقط أحب القمر
***
إذا أنت عاشق!؟
لا يا سيدتي،
فحبيبتي حرة

تساقطت قطراتُ المطرِ بهدوءٍ
تحملُ الذكرى على قلبي شجوًا
كلُ قطرةٍ تنبضُ بحنينٍ دفينٍ
إلى أيامٍ عانقت فيها الهوى
وكلما لامست الأرضَ قطراتُهُ
انهمرت ذكرياتٌ تُثقلُ الخطى
في كلّ ركنٍ فيّ حكايةُ عشقٍ
قد بسطت على روحي سناها
فيا مطرًا يهزّ الفؤادَ بنبضٍ
تسقطُ الذكرى معك في سماها
تعودُ لي الأحلامُ رغم ذبولها

1
بِنكْهة الجُرح وطَعم اليَبَاب
تُبرعم رَفَح حزنها عناقيدَ غَضبٍ
وتَرسمُ بريشة عصفور صَغير
قَلْعةَ نُور وسُورَ صمود
وقبّةَ بَلْسَم تَصُدّ نِيران الغُزَاة
لنْ تسقط رفح لن يموت قمرهَا
لن تُغيّر حَاملات الطّائرات وصواريخ " دليلة"
مَجْرى التّاريخ وتقتُل رُوحَ العُنْفوان
لن تُتْثني الدّمَاء المَسْفوحة والأشلاء المنثورة
أصواتَ الشرفاء..