إلى: الشيخ أحمد ياسين
أمرُّ عليّ
متخفيا
عن مدن تتبعني
كي تعبئ آمالي باليأس،
وأشلاء الذكريات،
******
أمرُّ علَيّ
من مسافة صفر
واللاشيء يحددني،
بينما الأمهات

 -مَغَارَةُ الغَجَرِ -
عَيْنَان،
مِنْ جَوْفِ المَغَارَةِ القَفْر، لِي
تًتَبَدَّيَان.
عَيْنَان
بِوَهِيجِ الشَّفَقِ فِيَ
تُحَدِّقَان؛
وَجَنْبَ المَغَارَةِ أَلْفَيْتُنِي
أَسْتَعْذِبُ رَسْماً قَدِيماً؛
وَأَرَى إِلَى خُفَّاشٍ،
وَنَسِيجِ عَنْكَبُوتٍ،

أزيز من خراب القنابل،
مزّ بأصوات،
تحمله رياح لا شرقية ولا غربية،
قدسية.. غزية
منها
أسمع أصوات الشيوخ والنساء تئن.
سحبها تدمع من حر القنابل،
أيتها القضية الأبدية
أفيقي من عتمة خريف الفصائل،
أجيال احترقت...
أطفال الجبارين

أسير على كفي
وبي قصيد لم يكتمل
بعدُ

أسير
وبي تيه يُلجمني
لا قافية تسكرني ولا وزن
يتعتعُ

لم أحتطب من جسدي
ما يكفي للعشاق من أوردتي

تنزفُ غزّةُ، تنزفُ
تَجمعُ اوصالَها من لهيبِ الحِمَمْ
وفي المُقلَتَينِ دُموعٌ وَدَمْ
وفي كُلِّ دَرْبٍ..
وفي كُلِّ دارْ
نَجيعٌ يُعانِقُ آخَرَ..
والانتصارُ.. نِداءٌ..
يَشُقّ ُعُبابَ المدى:
لنْ يَمرَّ البرابرة الغاصبون
فَوقَ هذا الأديمْ؟
***

1
لولا
الهوى ما بنيت لي في الدنيا طلولا
ولا وقفت
أنظر إلى القمر طويلا.

لولا
العشق فيَّ لمَا
تحملت عيشا ثقيلا
ولم اسهر في نهر ليل مقمر

٨ شتنبر
الساعة ٢٣:١١
مصحة النخيل
الغرفة ٢٦ / قبر
في لحظة الوحدة والسكون،
الروح تناجي مريضها،
تلك النطْفة التي
أصبحت جسدا خرِفاً
عى سرير يتأرجح،
ورعاد نوافذ يخترق الصمت...
الشهادة كلمات عابرات

مرة أخرى.............، يتكسر بندول الزمن المرمري على قفصي الصدري المفتوح
هدير الأعاصير يداعب خصلات جنية عارية...........،
ترخي سدولها على متن " قصيد" مجروح
وعلى ظهر ريح صرصر عاتية أركب شامخا كالمدى................. كي لا أعود
و قد عاد الخريف....................،
حيث يثور الحرف المشاكس بين الحنايا.............. و تتحفز المرايا في معين لغتي
ناصيتي مشقوقة بالحناء والخزامى.......، وضلوعي يغشوها طمي مياه آسنة

لا جديد
هنا "الدريوش"[1]
برتابته
بملله المتكرر
بوجهه المنكمش
من يعرفه؟
من يسكنه؟
فلول من المعذبين
ترسو سفنهم على الرمال
وهم يطأطئون رؤوسهم
بظهورهم المقوسة كالمناجل

أيتها الطفلة الكبيرة المشاكسة
لكل واحدة سرابها..!
غسق سرابك
يثيرني كمجنون
و
روائحك المشبعة بالزعفران
في فلق الفجر.
لا تدرين كم هي قاتنه
بخدودها الحمراء
بسمة (تلوين).
أراها حيت لا شيء

تحت شساعة السماء
وأنا راكب على ظهر السراب
أقطف زمرد الأطياف.
أغيب في مدى الأفق،
أهزّ الذكريات
من الأسود / الأبيض
الرابض على رأس الجبل.
أيتها الظلمات المتشققة،
في صحوة القمر،
أُجَنّ..
أرى العلة تلد المعلول،

أيتها القصيدة الخجولة
الّتي تَلُوكُ غسق المَساء
بقهوة الأربيكا
شُكرا أنَّكِ كُنتِ يوما ما..
وكان...
وكان عطرك يتسلل إلى شقوق القلب.

اليوم
ابتعد عني أيها الفرح الساذج،
لم أعد ذلك الظل الذي لا زال يبحث عن نفسه.
تيقنت

((إلى من استوطن الروح وسكن الكيان))
كيف أتيت نسرا
تحمل في منقارك
قطبا من الألوان
بكف الانتشاء رفعتني
إلى أقداس الجنان
هي فكرة جنينيا
روتْها بالحب الروحان
في خم مقبرة العطش
على أغرودة الكروان
دفنَها الماضي وقلنا

مضى ظلها سريعا ..
و تكالب الهوان والزمان
ضدي
و الحريق الأزرق -الناضج
مد أصابعه اللاذعة
إلى ثكنة
صدري
وعاث حول دفاتري..
وفي فؤاد - الفؤاد
مليون طلقة
في الحنايا تبغ ذابل

دو دمعة..
وأيام الياسمين
انحنت للعاصفة
وهزمتني..
....
مضى عشقها سريعا
و ترجل الشهد
تركني وحيدا
أتعثر في قميص الأمس
و تيهان الخطو،
و حقل الهوى احترق
يا ظلي المشنوق
....
يا قمرا كالحا
لا تلمس حواجبي!
....
يا ألما
لا تنطلق اللحظة
نحوي
فانا ابن الجنازة
رفيقتي بعثرت خرائطي،
ونعيق الاحراش
أوان لي
ولوني ..
-----------
مضت اللحظات سريعة
وشردتني نكبات
وكلمات..
...
و المناديل يا أنت..
ما رق افيونها ،
و الشموع الهوجاء ..
ما رق حفلها الخارق ..
كل الهيام الذي كان
كعيون يوسف..
كل البنفسج انمحى
كعقد ساحرة..
كباقة
شب حولها
غيم
بهيم
......
مضى الدفء كئيبا
و: "لا " لعنتي..
و رمشها المنطفئ
أباد ملاحمي
والمجازات
التي كنت أصوغ في غابات الأنس
جف ياسمينها الدمشقي ..
و هديل الشفتين
هجاني..
وتاقت المواجع
إلى بطاقتي
و تاريخي..
......
مضت الضحكة و انكسرت
والشوكولاته
التي غسلت بها الشريان
تأكسد مذاقها ؟
والشاطئ الغزير
الذي توسدت أموجه
شاخ مده الافعواني
والكمنجات
التي تراقصت لي
انصرف سمرها
كخريف
وأهال على البارحة
ألف مسألة..
----------
مضت حقا..
وشردتني رنة القرط
ونهدها الحجري
لوث عنوة
قافيتي..
و همسها
وهمسها أطلق جناحيه
للغياب
و توسد مثل أرقي
أشرعة الرياح!
----------
مضى زيغها البهي
فجأة
وشردتني..
تركتني..
أجرب سهرة السبت وحدي
أردد موشحات "أبي هذيل"
وحدي
أعالج وهم العشق
رفقة سيجارة عرجاء،
جعلتني أكابد
ما حف بي..
يا أنا..
.....
يا أنا
يا ابن الصخور
يا سندباد البحور..
تبخر رحيقك
وناحت الآفاق
ناحت..

 

وَهَا أنا .. أيَّتهَا الحَياة الفسِيحَة
أتحَسَّسُ وحِيداً، ظِلَّ
وَجهي المُلتصقِ
بِالجدارِ المَائلِ لِلمَدينة الضَّيقة.
المَدينة تِلك،
المَائلة نَحوَ هَاويَة
النِّسيان.
هلْ كنتُ يَوما [ أنا ]
مِنْ عَابريها نَحوَ مَطارِح
بُؤسِها العَاري مِنْ خُطواتِ
ذِكرياتِ طفُولةِ

هل فيك أجد ما ضاع؟
علي ابكي ما استطعت..
لي ابتسمي ما طاب لك..
في كل دمعة...
في كل بسمة...
الدموع أسئلة
الابتسامات أجوبة.
خائف..!
لكن مني الأسئلة ترتجف.
إليك القلب عطشان،
واثق غير واثق..!

متى أعيش حياتي المرجأة
غدي الذي لا يأتي
متى أعيش أمانيَّ المعلقة

بؤسي كله أني لم أمارس يوما حريتي
لا شيء لي
لا املك ناصيتي

حلمت وأردت لو أني كخيط شمس أو نفحة هواء
تمر وتمضي حرة
هكذا متأملا وجه المستحيل أمِلت

مَدى الْعُمْرِ
يرْقُبُ شاهدةً بالجِوار
تَقولُ لَهُ في الصّباح
توكّل على الْعَهد
مِثل
عظيمٍ على خُلقٍ شاهقٍ لا يحولُ عنِ الْحَرْفِ
في
آيةٍ مِنْ وَدادٍ قَديم
وَفي فَجْرِ كلّ مساءٍ يَلوثُ بِهِ تَعَبٌ وقَتامٌ كَثيفٌ
تَقولُ لَهُ
بِصَوْتِ الْحِسانِ الوَدودِ

تصدير "إنّنا نتمثل مسافرين وسط سيل همجي يحمل معه أحجارا" نتيشه

القسم الأول: نَسَيْتُ أَنْ أَنْسَى سنواتي الأولى
نَسَيتُ أن أنسى مسقط رأسي
نسيت أن أنسى الماء المسكوب. في واد غير ذي زرع
والظلّ الممدود
تحت أشجار "الكالتوس"
وسكّة القطار أراها بلا نهاية
ونسيت أن أنسى "سيدي بومدين".
ومقبرته وأشجار الزيتون
ونسيت أن أنسى جيراننا