حَفَّارُ القُبُور - شعر: ناصر السوسي

شكل العرض
  • أصغر صغير متوسط كبير أكبر
  • نسخ كوفي مدى عارف مرزا

1-وِهَادٌ سَحِيقَة
عَصَفَات أَرْيَاحٍ
مُنذُ بَيَاضِ النَّهَار،
تَعْبَثُ بغيْمِ غُرَّةِ الخَرٍيفِ.
كُنْتُ قَدْ تَسَنَّمْتُ ذُرًى تُشْرِفُ عَلَى صَفْحَةِ
الخِضَمِّ المَدِيدِ
عَسَانِي مِنْ عَلْيَائِهَا أُرْسِلُ
إِلَى حَاضِرَتِي المُلَوَّنَةِ
نَظَرَاتٍ بِالشَّوْقِ مُتْرَعَةً
وَالحَنِين،
وَمِنْ مَسَارِحِ المُزْنِ أَقْتَطِعُ

مِنْ قَوْسِ المَطَرِ
شَطِيرَةً
لِحَفَّارِ القُبُور أُهْدِي أَلْوَانَهَا،
وَرَذَاذَهَا
إلَى صَحْبِي المَلْحُودِينَ
فِي الوِهَادِ السَّحِيقَةِ،
وَلِخِلاَّنِي المَرْمُوسِينَ
خَلْفَ الدَّرْدَارِ
بَيْنَ أَثْرَاءِ المَدَافِنِ
المُتَنَاثِرَة..

2- أُنْشُودَةُ القَمَر
وَإِذْ طَبَعَ الشَّفَقُ القُرْمُزِيُّ عَلَى المَغِيبِ
قُبُلاَتِهِ،
مَضَيْتُ فِي سَبِيلِي
مُنْفَرِداً
جَنْبَ عِيدَانِ اليَاسَمِينِ
اليَابِسَة.
وَفِي مَمْشَايَ
وَسَطَ مَسَارِبِ الأُقَاحِي
الذَّابِلَة،
حيْثُ المَسَاءُ كَمَا وَجْهِ رَجُلٍ أفْلَسَ فِي القِمَارِ،
قَرَعَ نَعِيقُ البُومِ
أَسْمَاعِي،
ثُمَّ صَادَفْتُ فِي دُهْمَةِ الغَلَسِ المُوحِشِ
طَيْفَ حَفَّارِ القُبُورِ،
عَلَى غِرَارِي كَانَ يَتَشَوَّفُ إِلَى مَوْعِدٍ
مَعَ أُنْشُودَةِ القَمَرِ
حِينَ تَسْعَى هَالَتُهُ بَيْنَ
السَّحَاب..

 

تعليقات (0)

لاتوجد تعليقات لهذا الموضوع، كن أول من يعلق.

التعليق على الموضوع

  1. التعليق على الموضوع.
المرفقات (0 / 3)
Share Your Location
اكتب النص المعروض في الصورة أدناه. ليس واضحا؟