لم يعد في ضحكتها صخب يناديك
لا نداء في الجسد للجسد
لم تعد نظرتها روحا توقظ روحك
ولا ابتسامتها عاصفة توقظ جسدك
*
لا جنون في حكمتها
*
ليس في الصمت صخب
صمت ميت بينكما
صمت ميت
الكلمات بلا حياة

ها أنَذا في غُرفَتي
يَخْنُقُني صَمْتـــــي،
وأُحـاوِلُ العصيانْ
أسْتَنْطِقُ الجُـدرانْ،
لا شيءَ عندي غيرَ أوراقـــــي،
ودفاتِــري،
ورسالةٍ ناءَتْ بحِمْلٍ مُضْطَرِبْ،
لم أدْرِ مَنْ
مَنْ دَسَّها بين الكُتُبْ!

" إني أحِبُّكَ لا كما قد أخبَروكْ،

انحيازا للأغصان التي تظللني
انغمس في الطين أسفلها
من مناجم إشعاعها تنثال علي التماعات
سكري قمة الصحو وغفوي ابهى اليقظات
في ضجيج الليل وصمت النهار
ساصيخ السمع للهسيس عله يبوح بالاسرار
ويفشي مااقسم على ائتمانه
انكتب في عز غيبوبتي
ثم اخرج مني مبتلا بالنداءات
فكيف انفض عنك غبار الابتلال
و من وحي كهوف أحلامك

علمني يامولاي
كيف-
أحسن السكن في الوجود
واعقد احيانا هدنة مع الذات
وأكيل لها الشكر بلا مقابل
لأنها تتحمل شغبي وفوضاي
اروضها يوميا على
ترميم الشروخ
والمغامرة كأبطال الروايات
اكسر بياضات اللقاء بالذكرى
تكريما لحضورك

الشهقة في الكتابة موال لا ينتهي،
هبة الملاك الغافي على كفّ عفريت ينوء بحمل القصيدة،
ينفخ في شريان الغُصة الابدية على ظل الحروف النائمة ما بين جناحيّ الورقة
وهي تتغندر تحت مسحة القلم الحبلى برعشة الخلق،
تتلصص على قامة شيطان الشعر العملاق،
تتمرجح بشعيرات اثدائه الطويلة كمنطاد،
وتتمتم وصاياه السبعين عن ظهر قلب،
قبيل ان يرتجف القلم ويصاب بالدوار الابدي ويجف ماؤه الساحر.
الكتابة عذاب ومتعة ينهشان باب الغواية في احشائك،
يلقيان بملائكتك خارجا ً ويغلـّقان النوافذ بإحكام،

أبتاه
كل ليلة الظلمة تحوم
حولي كنحلة
طنين يجري
أرق حبر على ورق
الحر بين الجدران لا ينام
العباءة في صلاة الليل شراع
()
أبتاه
لا أجيد المشي في ممرات لا أعيها
تلك التي

يَا للغَرابَة منْ دَوائِر أوْقاتٍ مَاكرَة
حِينَ ألتهِمُ بَقايا جَسدي المُهْترِئ
فِي ذاكرةِ اليُتمِ ...
عَاريٌّ أنا، مِنْ آثام خَطايا عَالمٍ
ارْتكبَتنِي عندَ الوِلادة،
كانَ عليَّ أنْ أضْحكَ،
أضْحكَ كثيراً ...
قبْلَ صَرختِي الأولى
بِإرادَتي...
أعْلِنُ عنْ مَولدِي
كوافِدٍ جَديدٍ بِلا تأشيرَة،

لست عبدا لجوعي
لن أكون إلا انا
ليس كما تريدني
لم تقرئي جيدا
صحائف الغائبين
وألواح النائمين
الموج لا يحطم الصخر
كما تعتقدين تتصورين
تنحته حكم العارفين
()
إلى التي هناك

السماء
فراغٌ, فراغٌ, فراغْ
وعلى الأرض
يزهقُ دمُ
لأجلك يا عدمُ

نرى ما نريد؟
نرى ما رأى الأولون
لا أكثرَ منهُمُ أو أقلْ
هم أصلُ الأصلِ
ونحن ظلُّ الظلْ

قَالَتْ:
مَنْ الَّذِي أَحَبَّكَ أَكْثَرَ مِنِّي؟ لَكِن..
قُلْتُ:
لَا أَحَدَ ..!
سوى؛
فَقَطْ الْقَلَم وَقَهْوَة الصَّبَاح وفرشاة المساء.،
قَدَرِ قُدّر
()
الْحُب مُعْجِزَة
لَا يَصْنَعُ الْمُعْجِزَات.
يَلِدُ الْمُفَاجآت

بالأمس رن الهاتف
موعد الطبيب اقترب
ألغيت كل الزيارات
الطوارئ تملأ الأزمنة الضائعة
تبقي الفراغ ينتظر
والبيادق تملء رقعة الشطرنج
تحمل راية بلا لون
في تلك الزاوية
أنتظرت الطبيب
أريكة وضوء خافت
أناس ينتظرون

" توقظ الرموز الخبرة الفرديّة وتحولّها إلى فعل روحي "

"Les symboles éveillent l'expérience individuelle et la transmuent en acte spirituel" Mircea Eliade, Le sacré et le profane, Editions Gallimard , France, 1965 p 179

-----
في لهيب صيف،
حدّثتني شُجيّرة برتقال خضراء.
عن "روحانيّة مرئيّة"
ومدّت ظلّها في دمي
"كان ما كان مما لست أذكره":

يَرتَاحُ الصَّباحُ الجَمِيلُ
لنسائمهِ

هذا الصّباح
سَمْفُونِيَّات العصافير الصغيرة
البعيدة
شيئا ما؛

تُواصلْ اجْتياح الرُّوح
بهدوءٍ وشغفٍ
أكثر.

ليس هناك مَنْ يرى
أو يتخاتل في اللامكان
يقودني التيه ويستقرّ في غابة الأشياء
ليس هناك مَن يوسوس في فؤادي
ويجمع ظلاله على شاطئ
تنزف شرايينه
فتضمّده الأسماك
لا شيء هنا
سوى الجدران المنحنية
كظهري عندما أطالبه بالجلوس
فيرفض أصابعي الممتدة

عياء
ملل
قلب عل
أوراق ثقيلة
شلل
العمر وردة وحشية
تربة قحل
دون ماء
تربة تزهر ربيع خريفا مر،
قلب شديد البرودة،
عبده احترق

في تلْكَ الَّلحْظَة الوشيكَة
بانْدحَار الأقْبيّة
هُنَاكَ انْهيَارَاتٌ بالجُمْلة
تَدَاعيَّاتٌ شَتَّى
هُناك يخبُو نُور الشمعة
وفي
عَمْياء
القَلْب
تَطأ أقْدَامُنا المُقدّسَ والمَحْرُوس
قُبُورُ السّادَة تتَعَرَّى
مَآذنُ الكَنَائس تَخَلّتْ عَنْ مَيْلهَا للمَعْنَى

أنا منذُ العامِ الماضي
لمْ أكْتُبْ شِعْرا،
لكنّي ما زِلْتُ الشاعِرْ.
أشْعاري يفهَمُها أطفالُ الحارَة،
أشْعاري حَبّاتُ الدَّمعِ المُنْهارَة،

أنا لن أكتُبَ شِعْرا
أو أسْمعَ ما قالَ الشُّعَراءْ،
لا أؤمنُ بالشِّعْرِ إذا بيعَ الشِّعْرُ
رخيصًا في مَدْحِ الأُمَراءْ،
وَتَناسى اۤلامَ الناسِ

إلى مساء جديد
ودعي القصائد
تَنْضج في التّشْكيل
تَنْضح في الْألوان
إليكَ يَا لَيْل
أهرب من كُلّ يَوم
يَقودني لِلْجُنون
فِيكَ
أَجِد الظّلام في اتِّساع
فِيه أَخْتفي
مُعَاوِدا الْاحْتِضَار

(إلى روح الفقيد محمد نجيب الحجام)
كانت في البدءِ الكِلْمهْ..
كانت تعويذهْ،
كانت سحراً..
منها قبس " بروميثيوسْ "
سراً..
ومشى في طريق الجمرْ،
نشوانْ..
كان يدندن "عيطة الشجعانْ"
وهْو يقتحم القلعةَ
في "ظهر المهراز"..