يَا للغَرابَة منْ دَوائِر أوْقاتٍ مَاكرَة
حِينَ ألتهِمُ بَقايا جَسدي المُهْترِئ
فِي ذاكرةِ اليُتمِ ...
عَاريٌّ أنا، مِنْ آثام خَطايا عَالمٍ
ارْتكبَتنِي عندَ الوِلادة،
كانَ عليَّ أنْ أضْحكَ،
أضْحكَ كثيراً ...
قبْلَ صَرختِي الأولى
بِإرادَتي...
أعْلِنُ عنْ مَولدِي
كوافِدٍ جَديدٍ بِلا تأشيرَة،

قَالَتْ:
مَنْ الَّذِي أَحَبَّكَ أَكْثَرَ مِنِّي؟ لَكِن..
قُلْتُ:
لَا أَحَدَ ..!
سوى؛
فَقَطْ الْقَلَم وَقَهْوَة الصَّبَاح وفرشاة المساء.،
قَدَرِ قُدّر
()
الْحُب مُعْجِزَة
لَا يَصْنَعُ الْمُعْجِزَات.
يَلِدُ الْمُفَاجآت

انحت حضوري في مهب الريح
بكل الايقاعات
ضد التيارات
وبالجزيل من وله الترحال اقيم في المطايا
اناجي اسراب القطا
علها تعيرني بعضا من اجنحتها
اقيم في المشتهى
انسج من انين الناي اهازيجي
ومن فوضاي ابرم انتسابي
اشتاق لحنيني اليك
يامن كانت حقائبي دوما على اهبة الرحيل منك

عن المحبة ابحَثْ يَا وَلَدِي
لا تُلق بَالا لِوَحْشَةِ الطَّرِيق
لا غَريبَ سِواك
بل لا أحَد
أنتَ والطَّرِيق
فَلا رَفِيق
سَتَتَوَرَّمُ قَدَمَاك
ستُلْهِبُ الشَّمْسُ جَبِينَك
في اليد ظمأ للخُمُول
وفي الأخْرى نفس أمارة
سَيَأْسركَ الليْلُ

يَرتَاحُ الصَّباحُ الجَمِيلُ
لنسائمهِ

هذا الصّباح
سَمْفُونِيَّات العصافير الصغيرة
البعيدة
شيئا ما؛

تُواصلْ اجْتياح الرُّوح
بهدوءٍ وشغفٍ
أكثر.

أَنْتِ لَسْتِ أَنَا
أَنَا أَنْتِ
شَجَرَةٌ -أَنَا-
تَفُوح رَوَائِح حَرِيق صَمْغِهِا
تَتَكِئ جِمَار أَغْصَانِها
عَلى صَدْر الْقَصِيدة الْجَرِيح
تَمَنَّيتُ
وَ التَّمَنّي أَرَاه بَعِيد
لَوْ اسْتَطَعْتُ تَمْرِير أَنَامِلِي
عَلَى خَمَائِل اليَاسَمِين
تَذَوُّقًا

تشعر بالفظاعة، لذلك العجز الذي مرَّك
تاركاً إياك خلفه، في حلقة من الإنهاك
تسأل نفسك، مراراً، الفكرة المجردة:
من أين بدأ كل هذا العصف؟…

 

ترتبك ابتسامتك في مرايا صوتك
ثم تقاوم نزعة التلاشي والهروب
ريثما تلملم كوارثك الصغيرة المختفية
خلف ثيابك الأنيقة وعطرك الأخاذ

 

في تلْكَ الَّلحْظَة الوشيكَة
بانْدحَار الأقْبيّة
هُنَاكَ انْهيَارَاتٌ بالجُمْلة
تَدَاعيَّاتٌ شَتَّى
هُناك يخبُو نُور الشمعة
وفي
عَمْياء
القَلْب
تَطأ أقْدَامُنا المُقدّسَ والمَحْرُوس
قُبُورُ السّادَة تتَعَرَّى
مَآذنُ الكَنَائس تَخَلّتْ عَنْ مَيْلهَا للمَعْنَى

مازلت اشك في جسدي
أهو لي
أم هو ضمن مقتنيات القبيلة
في الألم
يدفعون بجسدي الي
يصرعني مرة واصرعه

في المتعة يحيطون بي
يغرسون القصب والعوسج
كي لا ينفذ يعسوب اليّ
تتدخل أطراف عدة

مشت حبلى
بكلّ شوارع الغرباء ، والمُدُن ِ
بكاها ضاحك الزمن ِ !!
مشت والدمع ملء العين ِ ، والصمت ُ
يقهقه ُ حولها الموت ُ
رثاها التيه لو يرثي !!
فلم يُعرف لها بلدٌ ، ولا بيت ُ !!
وليس هناك إلّا كبوة النور ِ
وتدوير الأعاصير ِ !!
مشت حبلى من الزمكان حتى في المنامات ِ !!
وفي قلب الجحيم هوت

(إلى روح الفقيد محمد نجيب الحجام)
كانت في البدءِ الكِلْمهْ..
كانت تعويذهْ،
كانت سحراً..
منها قبس " بروميثيوسْ "
سراً..
ومشى في طريق الجمرْ،
نشوانْ..
كان يدندن "عيطة الشجعانْ"
وهْو يقتحم القلعةَ
في "ظهر المهراز"..

رحلت بعيداً والدموع مواطرٌ
عليك ونار الحزن فيّ تؤجّج ُ
رحلت رحيل الأمنيات جميعها
فأصبح قلبي كاليمامة ينشج ُ
تُراك لماذا كنت وحدك راحلاً
وكنت لمنفاك البعيد تعرّج ُ
فبعدك هذا العمر ليل مآتم ٍ
وبعدك لا شيء يسرّ ويبهج ُ
أنا الآن ماذا بعد فقدك يا أبي
فؤادٌ إلى وادي الجحيم يُدحرج ُ
تهاجمني الأحزان وهي ضواحك ٌ

شاسعٌ وكبيرٌ هو الفرق
بين أن يمرَّ عليكَ نسيم يُعيدُ هيئة رئتيك العليلة
يجوس صفحة من روحك
يتصاعد كرمقٍ من حياة الفردوس
تؤمن بانك ستعيش به الى الأبد..
تشمّ الرحيق
هو زقزقة عصافير، هديل حمامات
يطلُّ من أعلى شرفةٍ لفؤادك الممهور بالشجن
يغمرُ هذا العزف
رويدا رويدا
أقداحا من نور في دمك

كبريائي مهدد الآن بالانكسار
كبريائي كأس ماء فارغ
على طاولة
هناك حيت قط مشاكس
يتحرك برعونة.

أنصحك.. لو امتلكت جمال الوردة
فدافع عن نفسك بالمسدس
لا بالشوكة..
وان امتلكت رقة الفراشة
فكن أثر الغياب.

لَيْل يَتَوجّع مِنْ جُرْح الرِّمَاح
نَهَار يَضحك مِنْ وَلْوَلَة الرِّيَاح
بِي... نَاقِلَات الْفُصُول
لِلْحَيَاة أَسْمَاء
عَذْب
مُنْهك
وَحَل
سَرَادِيب فَحْم
سُرَادِق فَرَح / مَأْتَم
مِنْ أَيْن تَبْتَدئ الفُصُول
بَعْد الْحَصَاد

أنا بخلاف المعهود
استهل حضوري في الوجود بالشيب
وانهيه بالصبا
اصاحب اناي
لااجاملها
هي رفيقتي في شتاء المنافي
لكنها ترفض الاقامة في معطفي
تحاول تغيير ما فات من ايامي
ترسم وفق هواها
علاقاتي اشيائي امكنتي
ونادرا ما نلتقي على نفس الخطوط

قَلِيل مِنَ الضَّوْء حَتَّى أَرَكِ
يخطئ الغائب دوما
كَمَا تَوَقَّعْت
بعد أن يعود
قبل أن يرحل
مرتين
اليوم القصائد
تَمَرَّدْت عَلَى الْاسْتِسْلَام
وَتَحَاشَت الصِّدَام مَعَ السَّلاَم.
()
لأَوَّل مَرَّة

لمّا يَثبُ القَلبْ
نَحوكِ في وَطأةِ عشقْ
يَطوي كلّ دَفاترهِ الأولى
يأخذُهُ وَلَعُ بالفَتحِ إليكْ
لا يَعبأُ بالحَرْبِ ويَنسىٰ
أنّكِ فارسَةٌ تُتقِنُ طَعنَ الظَهرْ
وخيانَةَ عَهدٍ أبرَمَهُ صُلحُ سَريرْ
**
حينَ يُناولُني كفّكِ كأساً
مَرَّ علىٰ شَفتَيكْ
تلتَفُّ عَليهِ كأفعىٰ موسى كفّي

يطيرُ نهرٌ
ويغرّد قولٌ بحَنجرتي
نورسٌ تائهٌ
يحطّ على غصوني العشرة
فتورق العصافير
كأنّك شجرة
أحرث جذعَها
وأتبارك غصونها ...
أمدّ يدي نحو
خاصرة الغصن
وأعدّ الغصون