في قلبي مدنٌ شاهقة
تعانق الطيور الحالمة
تراقص النجوم المتأنقة
بسهر العاشقين.

مدنٌ كثيرة متلاصقة
مثل ذكريات الطفولة واللعب
لا مسافات تشوّش صفوها
ولا تعب يقضُّ سلامها النقيّ.

وُلِدْتَ
عَثْرة بين دَفّتين
النَّار والضياء.
سَاقِطا مُمْتدا
كَأنّك مُصَاب بِمَسّ من الشيطان
عَلى مَدَا الْحَياة.
يَا ربَّة الأَشِعّة الْجَارِحة
افْضَحي الدُّموع فِي عُروشِها
وَدَعِيها تَسِيح
تَحْت الرُّفَاة بِودَاعة الْحَنين
تَجْرف

هم الشعراء
نطفة من القلب نزحوا
بيضَ الصفائح زرقَ القرائح
نَسمة من الود والصفاء
ملائكة
من أقواس الدهشة
تدفقوا أسرا با
لنَشْر الفضيلة
كالرسُل
بالوصايا العشر مُرقَّمون
ملوك

أتَذْكُرينَ
يَوْمَ أوْدَعْتُكِ جَسَدِي النَّحِيل
... وارْتَمَيْتْ
حِينَهَا اسْتَعَدْتُ رُوحِي
فَكَانَتْ ولادَتِي الثَّانِية
...فارْتَوَيْتْ
أتَذْكُرِينَ
يَوْمَ قَادَنِي وَجَعِي إليكِ
تَيقنتُ أنِّي لَنْ أنْجُو لكنِّي
بفَضْلك بَعْدَ اللطيفِ
...نَجَوت

فتحت فيك أقواسا
ثلاثيةَ الأبعاد
وفي بهو القلب
شيدتُ لك قصرا
تملأ رحبَه روائحُ الجنة
لكن الزمن خذلني
****
من أقاصي ذاتِك المتعبَة
أقلعتك فاتنا
بوسامة المواسم
وأنبتك أطيافا

1
وانتظرتك أطيار الفؤاد، لتنثري على جبالها حنطةً
أما أنا فقد بلغ الشوق نصابة منذ دهر، وأنت وجه زكاتي
انا الجبل، فكوني المطر الهَطِلُ.
2
وعلى ضفاف الرؤيا سهرت منتظرا
كلما طلعت علي نجومك يغمى علي
ترشني بنات أفروديت بعطرك، سَرَقْنَهُ من شالك، فأفق
انا الجبل، فكوني نسيمي العَطِرُ.
3
في شرفة الروح أسامر شوقي

تُرَى منْ يُقابِلني هُناك عَلى
مَرآى سَنواتٍ زَلِقة منْ
غُرْبتي،
سِوايْ ...؟
مَنْ يَقودُني أعْمَى إلى
جِسْر خَطيئةٍ لمْ
أرْتكِبها
لأهَبَ دَمِي لوْنَ
العِصْيان ...؟
رَبتَ خِلْسَة أكتافَ خُطواتي؛
ظِلٌّ عَقيم ..

كلما ألقيتُ بنظري إلى
منتهى الأفــق،
داهمتني أهدابُ المعني
المتواري خلف سديم الغروب..
فتصير عينايَ ملتقى للعشاق
لحظة السمر الملفوف بالشوق المضمر خلف الدروب.. !!
****
جنوب الرّوح
أيها الساكـن فينا كما الهم..
كما الحلم المتسارع،
نحو غـد هَروب نحو فجر

كيف ينجو المسافر
من حريق المسافات الهائلة
دون أن ينحني للأيام
التي فُتن بضحكتها..
إلى أن تجسدت ..
في انقباض يأسه!

كيف يستعد المسافر
لمواسم فرح
اقترب خُطوها نحوه،
لأبوابٍ يرتعش بردها
كلما لمستها يده الناجية

لا أحد يعرف هذا السر...!

بيْنَ بيْن
اشتهاكَ القدر
أن
تولد بين القيظ والقر

أن
تعيش بين
صقيع الشتاء وجفاف الحر
تجري وراء حب ربيع فر

 

نقّل بين المواجع مركبك
وارحل إذا نادتك أعماق
واكتب على صفحة الموجة وصيتكْ
وعلى نور حروفها رتل ألحان شوق وتيه.
كل المراكب ضمها الشوق
وجدّفت مبحرة
وأنت...لا زلت تصارع موج البدايات
تمزج دمعا بدمع
وترسم على شاطئ الرمل ملامح راهبة
وتنقش الحرف الأول لاسمها
ينز من الحرف عطر
ويمتزج بالندى
فينزل سلاما وبردا يعطر وجه راهبتك
وتصّاعد حبيبات الماء والملح
وتحط لتمحو اسمها.
وبين كفيك يرقد حلمك وهما

إن عشت في دنياك
ما ضاع عمر مات
على ضوء جسر يؤدي إلى قمر..
يا راهبة الشعر
أي ريح هاته التي تعريني من جلدي
تفضح عريي
حفيفها وشوشة تائهة
تسأل الضوء...
أن
يتحدى زجاج نوافذ
الليالي الظلماء

أنا زمني جليديٌّ
فهاتي الجمر سيّدتي
وهاتي الكأس من شفتيك ِ
أسكبه بأوردتي
وخلّيني إلى نهديك
أصعد نحو مذبحتي
أنا مستسلمٌ كلّي
لسحرك أنت ِ فالتفتي
**
أياامرأة ً بعينيها
تشاكسني البحيرات ُ

عذرا شهرزادي الأسيرة
بين رقائق الحكاية
وانبعاث الصباحات الكليلة .
عذرا سيدتي
إذا ما غفوةٌ
عاجَت بي صوب جزر البوح ..
وانصرافِ العشّــــاق .
عذرا سيدتي
إذا ما نزقٌ
هزّني لاستباق النهايات ،
-أو- عن غير قصد

حِينَ رَأَيْتُكِ أَوّل مَرّة
أَحْبَبْتُك
هَلْ لِلْقَلْب مِنْ فِرَار
بَعْد أن تتّخذ الْعَين الْقَرَار
~~~
عَرَفَت الْعَين
كَيْفَ تَقِيس الْمَسَافَة
بَيْنَ الشَّهْوة، وَالْحُبّ، وَالْحَنِين
عَرَفَ الْقَلْب
كَيْفَ يَنْبض وَيَسْتَفِيق
مِنْ غَفْلَة التَّائِه فِي الطَّرِيق

غَادِر أَحْلامَكَ
أوْ عُدْ إِلَيْها
دَعْ رُوحكَ تَنْزف
قَطْرَةً قَ
طْ
رَ
ة
لَنْ تَمُوت
هو الأُفُولُ انْبِعَاثٌ وحَيَاة
سيبُوحُ لَكَ الحَمَامِ بِسٍّرِهِ
وتَرْنو إِلَيْكَ الشَّمْسُ

يَا أنا
لَا تَسْألني
مَنْ أنا
وعَنْ تَيْهي في دُرُوب الزمان
أنا الحَاضِر الغَائِب
طَافِيا
فوق زَبَد شَطّ البُحُور الطِّوَال
أَبْحث عَنِّي
عَنْ ذَاك الّذي خَسَف
بِبُروق عُيون جِيَاع

أَمَّا أَنْتِ

عَلَى جَانِبِهِ ٱلأيْسَر،
فِي حُجْرَةٍ ٱنْفِرَادِيَة،
رَمَقْتُهُ وَحِيداً..
وَحِيداً
مُتَمَدِّداً.
وَابْصَرْتُ خِصْلاَتِ شَعْرٍ
لُجَيْنِيَّة،
مُتَسَرِّبَةٍ
مِنْ تَحْتِ قبُّوعَةٍ
صُوفِيَّة.
وَفَوْقَ عُلْبَةٍ مِنَ ٱلْوَرَقِ ٱلْمُقَوَّى

أَنتِ لاَ أَنْتِ
كَما تُريدِين بالأحرى مَا أُرِيد
ذُبِحْت في صَمْت اللَّيْل.

نَضْرة شَاعِرة تَحْترق عَلى صَدْر الرِّيح.
أَنْتِ
قَصِيدة مُهَرّبة
خَمْرة إِلَاهِية
شُرْبة مَاجِن عَطْشَان فِي صَقِيع اللَّيْل.

جَاثِمة عَليَّ
خِنْجَره مَسْمُوم