
العلوم الانسانية والطبيعية لا هوية قومية أو دينية لها.حتى لو حملت أسم مكتشفها . بمعنى ان اكتشاف العالم الانكليزي اسحق نيوتن لقانون الجاذبية ، لم يجعله قانونا بريطانيا لا يسقط التفاح بموجبه الا على رؤوس البريطانيين.. والعالم الألماني ألبرت أينشتاين ، الذي وضع النظرية النسبية ، لم يحصر النسبية بالفكر والعلوم الألمانية فقط .. والعالم والطبيب العربي ابن النفيس الذي اكتشف الدورة الدموية في جسم الانسان ، لم يوقف هذه الدورة على أجسام العرب فقط..وتاريخ الثقافات مليء بالتفاعلات والنقل والتطوير ، وكل محاولات حصر الثقافة او العلوم بأسبقية في هذه الثقافة ألقومية أو الدينية أو تلك ، هي محاولات تقترب من التهريج الفكري والغباء المطلق.. لكل مكتشف قيمته ومكانته في تاريخ العلوم وتاريخ تطور المجتمعات البشرية. ولكل علم اختصاصه غير المقيد بدين وثقافة وقومية.. ومقابله نجد التبرير غير العقلاني للتخلف ، والتمسك به ... في جميع مجالات الحياة ، وهذا يبرز بشكل جوهري في عدم تطبيق العلوم الانسانية والطبيعية والتقنيات عالية الدقة وتطوير مناهج التعليم .
صحيح ان عصورا مختلفة قدمت شخصيات احتلت مكانة عظيمة في التاريخ . وهذا نجده في مثلا في الثقافة الاغريقية ، في الثقافة الرومانية ، في الثقافة الفرعونية في الثقافة الفارسية وفي الثقافة الاسلامية.. وبالطبع هناك ثقافات وحضارات أخرى أثرت مجمل العقل الانساني والمجتمعات البشرية في انجاز التقدم ... وقد أحدثت كل ثقافة دفعة حضارية واصلت فيها ما أنجزته ثقافات تاريخية متعددة وبالغة الاتساع.