أنفاسهزتها الأهزوجة الفلكلورية العتيقة  فانسابت هديلاً  مع نزول صديقتها عن هودجها , سارعت ترفع أكمامها البيضاء مع بقية الوصيفات حين ترجل العريس عن ظهر الجواد وتأبط ذراع عروسه فأطلقت زغرودة بُللت بالندى فضحت ما تراكم من عاطفة تنازعتها الأمنيات وصبغتها الساعة الرملية بلون القلق .....,

وضعت الترانيم زهورها في يدها فمضت تشد الفرح الواجف في كفِ القلق إلى سدرة اللحظة , وانداحت  تتمايل بعذوبة فوق أشلاء خمس وثلاثين سنة تسلقت لحاءها شوكاً عراها شجو الربابة وأسئلة الفصول المختبئة في الأصداف ......,

مدت يدها مرة أخرى لترفع عرائش العروس فنهرتها والدة صديقتها خشية الحسد , تسمرت مكانها بعد أن أرخت يدها على وقع الإهانة  , دارت طواحين هوائها حين هبت الرياح من كل العيون الذابلة  لتذكرها بأنها وصيفة غير مرغوبٍ فيها , وبين النظرات المبهمة والحاجة للمسة يد إنحنت مع قوس كمانٍ هائلٍ بين ضلوعها فأخذ عمرها الشاحب يحصي أرقامه دمعاً .....,

أنفاسصداقة:
دخلت بيتنا منكمشة، تشكو غدر الزمان:
- صدر البيت لك ِ..!
لاذت بدفء القلوب، جففت الدمع، خلعت رداء الخجل، مددت ذراعيها  عبر الغرف..
ووجدتني أجلس على العتبة.

الحوت:
سار نحو المركز مختالا بين صفوف المهنئين، يتوكأ على التهليل والتصفيق..
شارك الجياع الرغيف، أفرغ ما تبقى في الجيوب.
غازات تخمته أزكمت الأنوف، وأصابته ببلادة الإحساس.

أنفاسدفعت الباب بقوة ، ووقفت عند المدخل ، ‏تتفحص الجالس وراء المكتب ، بعينين تقدحان ‏شرراً. خُيّل إليه، أنها جاءت للقبض عليه، غير ‏مصدق أنها ستقابله يوماً بهذا الأسلوب.فقد اعتادها، ‏تحمرّ خجلاً عندما تكلمه، أو يكلمها، ونادراً ما كانت ‏ترفع عينيها به .‏
احتبست أنفاسه ، وسيطر بصعوبة على ‏عاصفة غضب ، تفجرت  بداخله دفعة واحدة . ‏
رفعت يدها عن مقبض الباب ، دخلت ولم تلق ‏عليه السلام،  وجلست على الكنبة  الأقرب إلى ‏الباب، ينتفض جسدها غضباً .‏
‏ أدرك أنها في ورطة ،  ولا شك ورطة كبيرة، ‏دفعتها عنوة إلى زيارة مكتبه للمرة الأولى، ومقابلته  ‏بهذا الأسلوب  الفج.‏ ‏
‏ تبادلا نظرات حائرة  ، استفاق قليلاً  من هول ‏المفاجأة  وسألها : ‏
‏- هل تشربين شاياً ؟ .‏
‏- من قال لك أنني جئت  لشرب الشاي  ..‏
‏- قهوة ، بارد  ، عصير ، زهورات ...‏
‏- وهل تظن أن المصيبة التي أنا فيها ، تسمح ‏لي بشرب شيء مما ذكرت ؟.

أنفاسكنتَ جالسا هناك، ربما أمام مكتبك تتطلع إلى شاشة الحاسوب ببعض الفتور، تضع شبشبا ليدفئ قدميك، وبين حين وحين تمسد شعرك، تتناول شرابك وتفتح نافذة وأخرى، حين رقنت الكلمتين دون خطأ إملائي ودون نقطة نهاية..
وكنتُ حينها أسترق السمع إلى ضوضاء قلبي الغير المعتادة. وكان هو يسترق السمع إليك فلا يصله إلا الصمت. لا أذكر أي ليلة كانت تلك الليلة، فأنا أتجاهل منذ ابتعدتَ كل الأجندات.. لست معنية جدا بعدّ الأيام التي تبعدني عنك.
حاولت أن أعتبر انفصالنا حدثا عابرا. ابتسمت قدر ما استطعت إلى ذلك سبيلا، وحين جافاني النوم وضعت اللوم على حالة الطقس أو فنجان القهوة الذي شربته عصرا.
لم أتصل بك مرة أخرى، فقد أضربت أصابعي عن تركيب الرقم إذ تجاهلتَ مجهودها وأناقتها وهي تنتقل بخفة على لوحة الهاتف لتركبه.
إذاً رقنتَ الكلمتين بيقين مطلق وببرود تام.
ربما تناولت كأسا بعدها ثم استسلمت لحلم سعيد. ربما تناولت هاتفك وركبت رقم امرأة أخرى..

أنفاسقصدت نزلا لتقضي ليلتها الأولى وحيدة,بعيدة عنهم جميعا.كانت الدموع تسيح من مقلتيها انهارا تتدفق  سيولا لتسقي بساتين خذيها  القاحلة.هالة زرقاء تحيط بألحاظها لتجعل منها كائنا تعتوره كل ضروب الألم الإنساني الفجيع.وجه حنون يشع بضياء قناديل الماضي الالق,يشي بمسحة حب غدرها الزمان والصقها نقطة  تائهة معلقة في الفراغ السديمي.يحاول نواس بندول أن يصل ساعات أيامها ولياليها كي يهز أرجاءها  بصخب رنين صاعق:لقد آن الأوان أن تستفيقي أيتها الغافلة... فما عاد الزمن في صالحك لتنتظري الأمل.تحركي صوب مصيرك ملئ إرادتك,رافعة راسك نحو الأعلى,بابتسامة عذبة نحو الماضي,فهناك في الأعالي وطنك المغترب ينتظرك مشرعا أراضيه ليحضنك حضن العاشقة التي  تركت  في يوم من الأيام ذكرياتها واكتفت بتلويحة من منديلها المضرج  بقطرات من دم الحيض الموعود ...  
كانت حياتها رتابة قاتلة تنتظر بفارغ الصبر منطقا يغير مسارها,ينعطف بها إلى سياقات مجهولة,يحكمها إحساس غامض بالتوتر,وغموض في اتجاه المسار وتيه في تساؤلات مؤرقة.كنت دائما أتسلل خلسة إلى منزلها لما يغادر زوجها البيت.كانت تنتظرني بأحر من الجمر,خلف الباب كانت تربض في انتظاري لساعات طوال.وقع خطواتي وأنا اصعد الدرج نحوها,يخلق منها شيطانة تحترق رغبة تودي بنا ونحن نتعانق إلى اشتعال حميمي يتوج بقبلات غادرة,تقضم العرف والأخلاق من أساسهما...

أنفاس- 1 -
لم يكن هذا الشعورُ جديداً علي، لكن شعوراً بالنذالة تملكني بقوة في هذه المرة. هل ثمة مَنْ يفرح لموت والده؟ أنا فعلت ذلك. حينما قالوا لي إنه مات شعرتُ بالفرح للحظة، ولم أستطع وقتها أن أخفي ابتسامتي، فأول ما خطر ببالي أن الأشياء التي أخاف منها في حياتي قد نقصت واحداً. أعرف أن احترام الأب واجب، ولكن ليس إلى حد الخوف منه، نعم خوف، ليس رهبة أو احتراماً بل هو خوف حقيقي.
كانت مساحة كف المرحوم تعادل مجموع مساحتي كفي الانسان العادي، وراحة يده لم تكن مكسوة بالجلد، بل بما يشبه الحراشف. لا أعتقد أنه فكر، ولو لمرة واحدة، أن الشيء الذي يضربه بهذه اليد كان وجه ابنه الوحيد، أغلب الظن أنه كان يتراءى له أنه يضرب جداراً أو شيئاً له صلابة البيتون المسلح.
أمي قالت لي إنه كان يخشى أن أصبحَ ولداً مائعاً كأغلب الأولاد الوحيدين، الذين يتحول حب آبائهم لهم إلى إفراط في الدلال، فيعتاده، ويدرك أن طلباته كلها مجابة، فيبدأ بالتمرد على والديه بعد أن يَبطر ويفسد، ووقتها إذا أراد الأهل إصلاحه أو إعادة تربيته، يكون الأوان قد فات. كان يختلق ذريعة ويضربني كلما تخيل هذا المشهد أمامه.

أنفاسالعم نهيان رجل اكتسب كثيرا من صفات الهيبة والرفعة، لما تعرض له من الأحداث الكثيرة فى حياته، والتي جعلت خبرته لا تقارن بكثير ممن يحملون شهادات عليا، ومتمرسي السياسة، وأصبحت له معرفة بالناس والمجتمع...
فالعم نهيان واكب عن قرب وجوها متعددة ممن حكموا البلدة، وكذلك ربطته علاقات متينة مع من قبضوا على مفاتيح الثروة والمال، وحكموا البلدة أيضا من وراء الكواليس..!! وها هو اليوم يجد نفسه حكما بين فرقاء اختلفوا فتعاركوا وتنازعوا فيما بينهم، فكادت أن تذهب ريحهم سدى، وذلك على قطعة أرض أصغر من "الغترة" (الغترة عبارة عن قطعة قماش حجم الكف)، على الرغم من تواجدهم فى بقعة جغرافية لا تكاد ترى على الخريطة الكونية المدرسية، تكثر فيها الأفواه التى لاتحتاج لخصام أو خطابات إنما تحتاج للدقيق..!! ويكثر فيها الفقراء أيضا..!!
فشياطين الجن تلبسوا فى كثير منهم، فخرج مزيج من عينات لاهي إنس ولاهي جان، شيطانية القلب والعقل..!! حتى أن البحر الذى هو أحد حدودها من المفترض أن يكون فيه الخير الوفير، أضحى مقفهرا كصحراء خالية، إلا من طحالب مائية، تخرج بين الحين والآخر على الشاطىء، فقد هجرته الأسماك والبحريات بأنواعها، ولوثت مياهه أنهارا آسنة من مخلفات بنى البشر، ومع هذا كله فقد تناحر وتجادل وتقاتل الأشقاء؟؟!!.

أنفاسفي مواجهة ساسة دور النشر في البلاد، تفتقت موهبة الوزيرة عن حيلة لا يبدع فيها إلا فنان، جاؤوها يشتكون كساد تجارتهم في زمن النت اللعين، فبادرتهم بالحل الذي نافست فيه إبليس الرجيم، نسيت أنها في حضرة عين الكاميرا المدفوعة الأجر لنقل مراسيم الاستقبال، فشمرت عن معصم للكوع لمع فيه دملج من ذهب أبيض ترصعه حبات ماس خضراء وحمراء: في عز تخوف العالم من كارثة أزمة اقتصادية كبرى قد لا تبقي ولا تذر، سنعلن عن مسابقة لنيل جائزة الوزارة في الإبداع السردي لهذه السنة،على أساس أن يترشح لها الكتاب من مختلف الأعمار، حرصا على الشفافية ودفعا لمقولة صراع الأجيال، لا شك أنكم لاحظتم طفرة الجراد من الكتاب خلال هذه الأيام، فقد صرنا بلد المليون كاتب بلا منازع، ثم استدركت : مع توفر شرط وحيد، يتمثل في تقديم عملين منشورين ورقيا في دار طبع وطنية، على أن يكونا حديثي العهد، بحيث لا يتجاوز تاريخ نشرهما سنة، وسترون أيها السادة كيف سيتقاطر عليكم هؤلاء الكتاب كالذباب في مأدبة اللئام، حين يعلمون قيمة جوائزها المالية، وما يمكن أن يرافق ذلك من توصيات لدى أكثر من جهة بتبني الأعمال الفائزة، سواء في المقررات الدراسية، أو في منتوجات الدعاية السياحية.

مفضلات الشهر من القصص القصيرة