الطقس بارد يبعث على القلق والقرف ولا زال منير يسير في دروب خافتة الضوء بخطى متهادية يتهدده السقوط في كل حين.دماغه مشلول بفعل الجوع وتأثير مخدر"السيلسيون" القوي.في طريقه يتراءى له المارة كالذباب.على
عينيه غشاوة جعلته غير قادر على التمييز بين البشر والذباب.وما كان أحد لينتبه إليه لأنهم جميعا ألفوه في تلك الحالة منذ زمن ليس بالقصير لذلك لم يستطع وهو ثمل منهار أن يميز بدقة بين أحاسيسه،فمعدته تكاد تتقلص وأنفه يسيل ورجلاه المقوستان جعلتاه يبدو كغراب أراد أن يقلد مشي الحمام.
منير يشعر بالجوع،بالإنهيار،بالغثيان، لكنه لازال ماضيا في طريقه يقاوم انقراضه ليشهد على سفالتنا وضعتنا،يسير دون هدف.لعنة الجوع جعلته يفكر في استجداء صاحب الدكان الملتحي المنكمش كالقنفد في جلباب صوفي،كان منهمكا يراجع الفواتير لما وقف منير أمام واجهة دكانه وطلب منه خبزا.على الفور أجابه في كلمتين بأن الخبز قد نفد،لكن منير بقي متسمرا في مكانه أمام الواجهة كأنه تمثال محارب قديم،أخذ نفسا من الخرقة المبللة بالسيلسيون ثم عاد ليطلب من البقال درهما ليشتري شيئا يأكله وعندها ثار عليه البقال ولعن أمه ثم نط إليه يدفعه باحتقار....وتابع منيره طريقه،إلى اللامكان....
منير يشعر بالجوع،بالإنهيار،بالغثيان، لكنه لازال ماضيا في طريقه يقاوم انقراضه ليشهد على سفالتنا وضعتنا،يسير دون هدف.لعنة الجوع جعلته يفكر في استجداء صاحب الدكان الملتحي المنكمش كالقنفد في جلباب صوفي،كان منهمكا يراجع الفواتير لما وقف منير أمام واجهة دكانه وطلب منه خبزا.على الفور أجابه في كلمتين بأن الخبز قد نفد،لكن منير بقي متسمرا في مكانه أمام الواجهة كأنه تمثال محارب قديم،أخذ نفسا من الخرقة المبللة بالسيلسيون ثم عاد ليطلب من البقال درهما ليشتري شيئا يأكله وعندها ثار عليه البقال ولعن أمه ثم نط إليه يدفعه باحتقار....وتابع منيره طريقه،إلى اللامكان....