كان جالسا على أحد المقاعد الأماميّة للحافلة. لقد لاحظ وجودها على متنها.جلس قُبالتَها حتى لا يُفوّتَ على نفسه متعة النّظر لوجهها الصّبوح.كان يتأمّلها و يُفكّر. كانت تَنظرُ عبر النّافدة لكنّها لا ترى شيئا.كان يُفكّر في طريقة ما ليُكلّمها.
كانت مُنشغلة بما يَنتظرها في المكتب من عمل متراكم و ملفّات تستوجب التّرتيب.
لم يرفع عينيه من على وجهها. أطلق العنان للذّكريات و الأمنيات.فجأة وَقفتْ و َمشتْ بضع خطوات في اتّجاهه. إنّها تترنّح في الخطوات. جَلستْ على المقعد المحاذي لمقعده. خفقَ قلبُه و تتالتْ الخفقات. انّه لا يكاد يُصدّق. هذه إشارة منها على أنّها تُبادله الشّعور ذاته. غمره إحساس جارف من السّعادة و الغرور.
أغمضتْ عينيها و كأنها غرقت في حلم جميل. وضعتْ رأسها على كتفه في حركة انسيابيّة تنمّ عن قدر كبير من العفويّة. لم ينطق ببنت شفة. قّرّر الاستمتاع باللّحظة. اشرأبّتْ الأعناق نحوهما. قال في نفسه "اللّهم لا حسد". كان متأكّدا أن الرّكاب كانوا يَحسدونه على ما هو فيه.
إنّها جميلة جدّا. انّه لا يكترث للرّكاب و لا لنظراتهم.أحسّ بدفء رأسها على كتفه. انّه يحلّق في السّماء. كان يرغب في ضمّها إليه و لكن هيهات. فضّل الاستمتاع بما هو متوفّّّر و كان يخشى انقضاء اللّحظة. انفلتتْ فيه الأمنيات.
انه يخطط لأول لقاء. كيف انه سيصارحها بإعجابه. انّه يرى الآن نفسه يوم خطبتهما. و انه لموقن أنّها فتاة أحلامه و أمّ أولاده.
كان يخشى الوصول. و كانت الحافلة تطوي الطّريق طيّا. شارفتْ على دخول المحطّة و حان الوقت ليضعَ نهاية لهذا الحلم الجميل. لا بدّ أن يوقظها ليُكملا الطّريق معا إلى العمل و في الطّريق سيطلب منها موعدا. قرّر ذلك و كان حازما.
مسح بيده على خدها و همس في أذنها "آنستي لقد وصلنا أو نكاد. علينا الاستعداد للنّزول".
لم تردّ عليه.
تُرى هل بها صمم؟ أعاد الكرّة و لم تجب. التفتَ إليها وأمسك برأسها بين يديه. أحسّ ببرودة وجهها و لكنّه لم يكترث. واصل محاولاته اليائسة لإيقاظها. هزّ رأسها مرّات متكرّرة دون جدوى.
حين ترك رأسها هوَت على الأرض. ماتت الفتاة. لم يكن يدرك أنّها فارقت الحياة مند اللّحظة الأولى التّي سقط رأسها على كتفه.
انه يخطط لأول لقاء. كيف انه سيصارحها بإعجابه. انّه يرى الآن نفسه يوم خطبتهما. و انه لموقن أنّها فتاة أحلامه و أمّ أولاده.
كان يخشى الوصول. و كانت الحافلة تطوي الطّريق طيّا. شارفتْ على دخول المحطّة و حان الوقت ليضعَ نهاية لهذا الحلم الجميل. لا بدّ أن يوقظها ليُكملا الطّريق معا إلى العمل و في الطّريق سيطلب منها موعدا. قرّر ذلك و كان حازما.
مسح بيده على خدها و همس في أذنها "آنستي لقد وصلنا أو نكاد. علينا الاستعداد للنّزول".
لم تردّ عليه.
تُرى هل بها صمم؟ أعاد الكرّة و لم تجب. التفتَ إليها وأمسك برأسها بين يديه. أحسّ ببرودة وجهها و لكنّه لم يكترث. واصل محاولاته اليائسة لإيقاظها. هزّ رأسها مرّات متكرّرة دون جدوى.
حين ترك رأسها هوَت على الأرض. ماتت الفتاة. لم يكن يدرك أنّها فارقت الحياة مند اللّحظة الأولى التّي سقط رأسها على كتفه.