كان وحيدا ، سعيدا وهو ينتظر اطلالتها هذا المساء .بيد أن شعورا غامضا انتابه فجأة فغفى ...
ما كاد يستفيق من غفوته ويتبين ما حوله ، حتى غمس سبابته في جرح ضلعه الأيسر النازف ثم شرع في كتابة أول قصائده على ظهر العارية المستلقاة بجانبه !
تنبهت على دغدغة السبابة فوق ظهرها ..رفعت عينيها فصادف نظرها تفاحة ناضجة .. حدقت فيها برهة ثم ابتسمت في خبث وأغمضت عينيها تتحسس حركة سبابته وتتلذذ بايقاع بوحه الشجي !
توقف عن الكتابة مسحورا بحسن حرف ( الحاء ) المرح .. الفرِح ..حدق فيه ..حملق .. حرارة بدأت تحرقه .. حركة حرنت في حناياه .. حمى .. حواها في حضنه بقوة وحنان وفي حلقه تحمحم حشرجة ثم حلق بها مبحرا في سماء أول حب !
اندست داخل الضلع الدافئ من جديد .. موسقت أو ل ألحانها على وقع دقات قلبه .. ورقصت على ايقاع حشرجاته القادمة من أرهف وتر حساس في أعماقه ..لكنها كلما فتحت عينيها ، بين شهقة وأخرى ، يصطدم نظرها بالتفاحة الطازجة فتبتسم في خبث !
همست تجرب صوتها:
- ما أجمل الغروب من هذا المرتفع يا حبيبي !
ابتسم دون أن يدري إن كان الغروب أم الشروق:
- نعم ، ما أجمله يا حبيبتي !
- ألست جائعا حبيبي ؟
- بلى حبيبتي . لكن ماذا نأكل ؟
- نأكل هذه التفاحة يا حبيبي .
- لكن ...
تفجرت دموعها ..وتهدج صوتها . شعر بضلعه يحترق ، وآلام أخرى. تقدم خطوة إلى الأمام ومد يده يقطف التفاحة . قضمها ليتأكد من مذاقها . وما كادت تصل حلقه حتى سمع وراءه قهقهة طويلة ، حادة رددت الوهاد صداها بلا توقف . تسمر في مكانه ، على حافة الجرف ، ونظر بعيدا أمامه يخترق آلاف السنين .تساءل وصدى القهقهة يصيبه بالصداع والدوار قبل أن يهوي:
- كيف لن يدرك الناس إلا في آخر الزمان أن وراء كل رجل امرأة تدفعه ...؟!
استيقظ مذعورا يتصبب عرقا . كان المسنجر في شاشة الحاسوب يرسل فرقعات أنوار ونجوم تتراقص على إيقاع أغنية ( سنة حلوة يا جميل..سنة حلوة يا حبيبي ).
نظر إلى التاريخ أسفل الشاشة .. ياه ..إنه يوم عيد ميلاده !
انتفض وفرك عينيه الناعستين بقوة .. لقد كانت ( أوف لاين off line) وثمة جملة صغيرة منزوية في ركن من المسنجر :
" لقد انتظرتك المساء كله يا غلييييييييييظ ! "
- ما أجمل الغروب من هذا المرتفع يا حبيبي !
ابتسم دون أن يدري إن كان الغروب أم الشروق:
- نعم ، ما أجمله يا حبيبتي !
- ألست جائعا حبيبي ؟
- بلى حبيبتي . لكن ماذا نأكل ؟
- نأكل هذه التفاحة يا حبيبي .
- لكن ...
تفجرت دموعها ..وتهدج صوتها . شعر بضلعه يحترق ، وآلام أخرى. تقدم خطوة إلى الأمام ومد يده يقطف التفاحة . قضمها ليتأكد من مذاقها . وما كادت تصل حلقه حتى سمع وراءه قهقهة طويلة ، حادة رددت الوهاد صداها بلا توقف . تسمر في مكانه ، على حافة الجرف ، ونظر بعيدا أمامه يخترق آلاف السنين .تساءل وصدى القهقهة يصيبه بالصداع والدوار قبل أن يهوي:
- كيف لن يدرك الناس إلا في آخر الزمان أن وراء كل رجل امرأة تدفعه ...؟!
استيقظ مذعورا يتصبب عرقا . كان المسنجر في شاشة الحاسوب يرسل فرقعات أنوار ونجوم تتراقص على إيقاع أغنية ( سنة حلوة يا جميل..سنة حلوة يا حبيبي ).
نظر إلى التاريخ أسفل الشاشة .. ياه ..إنه يوم عيد ميلاده !
انتفض وفرك عينيه الناعستين بقوة .. لقد كانت ( أوف لاين off line) وثمة جملة صغيرة منزوية في ركن من المسنجر :
" لقد انتظرتك المساء كله يا غلييييييييييظ ! "