أنا تمثال سومري افقده التاريخ رأسه ولم يبق سوى كتلة حجر جيري . ولمنامي دستور نصته علي آلهة العشق أن لا اغمض عيني فالمساحات بين جفني حافلة بحقائب العشق الأزلي .
فلكل القلوب شبابيك تطل منها حور للعشق امتلأت بها حروف تلمع من ذهب وفضة تداولتها المناديل لتزيد بريقها . إلا أنا ساد الصدأ فضتي وتآكلت من قحط . وفي كل ربيع ابحث عن حروفي التي لم يبق منها سوى الألف .
أدور في باحات قلبي كالطواحين العتيقة افقد في كل حين ذراع . ويَِِِِِهرمُ قلبي على قارعة الطريق متكأ على أعوام طفولتي. حتى باتت السماء تمطر نجوما ماسية ترمي بها في كل الاتجاهات لتضمر حينا أعمدة الرخام وتنهار علي قباب قلبي وأتناثر متشظيا وافقد ما كرست طوال أعوامي من شموع وأصوات وزغاريد وأفواه قابلة للتهنئة ولون ابيض كنت لطالما أخشى النظر إليه .
ومن بعيد اسمع همهمة الملائكة وهم يطوون ظلي الممتد منذ أول النور . واجلس هنا إلى حين أن يصلوا قدماي .