هكذا يصرح فلاسفة هذا الزمان (1)؛ حيث يرى الفلاسفة أن الفلسفة هي المانحة للسعادة؛ لأنها تمرد على الواقع المعاش، ومحاولة لفهمه وتفكيك بدهياته من أجل تغييره، أما عالم اليوم فهو عالم غير جاهز؛ لا لفكرة الثورة ولا لفكرة السعادة. وذلك "لأنّ عالما من البضائع لا يمكنه أن يمنحنا غير سعادة الإشباع: إشباع رغباتنا اللامتناهية. إذن ليس بوسع ركام من السلع أن يمنحنا السعادة الحقيقيّة. فهو عالم لا يمكنه أن ينتج غير سعادة مغلوطة". (2)
لكن ما هو مفهوم السعادة؟ وهل تنتج السعادة من الرضا؟ هل تتحقق السعادة بإرضاء غرائزنا وتحقيق رغباتنا؟
يبدو "مفهوم السعادة" اليوم في حاجة لإعادة تعريف، وإعادة تقديمه للناس؛ بعد أن أصبح بسيطا لحد التعقيد، فكلنا نود أن نكون سعداء؛ لكن حين يسألنا شخص سؤالا بسيطا "ما هي السعادة؟" لا نستطيع الإجابة؛ لأن المفاهيم اختلطت وتعقدت، ما بين السعادة والرضا والرفاهية، وتخفيف الألم، والنجاة من الموت، والبحث عن حياة كريمة، والسعي وراء الرزق ومكملات الحياة. كل هذا قد شوش ما يمكن أن نراه "سعادة" تستحق أن نحيا بها، فإن لم يتحقق ذلك ولم يكن هناك معنى للحياة يضيف بعدا من المتعة والرضا؛ فما فائدة الحياة؟
يذهب الفيلسوف ألان باديو إلى أنّ السعادة قائمة في جوهرها على عدم الرضا وعدم القناعة بنظام العالم كما هو. وهنا يعترض باديو على التصوّر الرواقيّ للسعادة والذي يفترض ضربا من "التعاطف الكوني" والتصالح مع أقدارنا والرضا بما نحن عليه. ليست السعادة "محبّة القدر" كما قال نيتشه ولا هي أداء الواجب الخلقي كما يتصوّر كانط.
بيد أنّ باديو لا يعترض -فقط- على التصوّرات الفلسفية القديمة لدى الرواقيين مثلا والكلاسيكية الحديثة لدى كانط ونيتشه، هؤلاء الذين لا يؤمنون بأنّ الفلسفة يمكنها أن تمنحنا السعادة؛ بل هو يعترض -أيضا- على التصوّر الليبيرالي للسعادة بما هي إشباع.
فالسعادة عند باديو كَونيّة في حين أنّ الإشباع فرديّ وأنانيّ. السعادة يمكنها أن تؤسس الرغبة من جديد (3) سواء على صعيد الفلسفة أو في الحياة الحقيقية، في حين أنّ الإشباع لا يلبي غير حاجات فرديّة ضيّقة تحوّل الإنسان إلى وسيلة في آلة الاستهلاك الكبرى للعالم الرأسمالي المتوحّش.
أما القيم الكونية التي تسود العالم الآن؛ فهي كونيّة المال والتجارة العالميّة وأجندات الحروب والنفط والمنافسة والتسابق والتباري في المظاهر والموضة. وحده المال هو القيمة العالمية الوحيدة. فعالمنا عالم يخلو من الرغبة في المغامرة. فكلّ شيء فيه قائم على الحساب والأمان. إنّه عالم لا يصلح لأيّة مراهنة ولا لأيّة مجازفة؛ لأنّه لا أحد فيه مستعدّ أن يترك وجوده رهين الصدف واللقاءات العابرة والفجائيّة.
ومهمة الفلسفة -عند باديو في عصرنا الحالي- هي استعادة السعادة الحقيقية من كلّ ضروب ابتذال مفهوم السعادة في عالم ارتدّ فيه البشر إلى أرقام استهلاكيّة في آلة الرأسماليّة المتوحّشة. في عالم البضائع المثيرة للغثيان، عالم المسوخ التي تعبر هذه السوق الكبيرة، يستعيد الفيلسوف صحّته ويأخذ الكلمة مرّة أخرى كي يقول لنا: ما هي السعادة؟ وهل ثمّة سعادة حقيقية وسعادة مغلوطة؟ وكيف يمكن للفلسفة أن تقودنا ثانية إلى تحصيل السعادة؟!
حيث كانت مهمة الفلسفة منذ نشأتها هي استكشاف أفضل طرق الحياة وأحسن طرق الحصول على السعادة، وأنجح الطرق للبحث عن عالم أفضل.
ورغم وجود مفهوم السعادة عند فلاسفة آخرين قدماء إلا أن مفهوم السعادة عند أفلاطون يمكن أن يكون أول مفهوم كامل (4) فالسعادة بنظر أفلاطون "يجب أن تقوم على نوع معين من التناغم والانسجام بين الرغبات والأهداف في حالة تعددها" ويعد أفلاطون السعادة هي الخير الأسمى؛ حيث تقوم على تنظيم منسجم لكل الأشياء الماثلة في الحياة المعتادة؛ وهو ما يمكِّن الشخص من القيام بدوره في الحياة.
أما أرسطو فيعرف السعادة وفقا لفضيلتها وإذا كان هناك أكثر من فضيلة للنفس؛ فإنه يكون وفقا لأعظم فضائلها وأكثرها كمالا، وهو يعتقد "بأن السعادة هي اللذة أو على الأقل أنها تكون مرتبطة ارتباطا وثيقا بها -أي اللذة- واللذة بدورها يتم تفسيرها باعتبارها غيابا واعيا للألم والإزعاج" وهو يحصر الفضيلة "بالتفكير الفلسفي أو التأمل. ويصل إلى نتيجة مؤداها أن الحياة الأكثر سعادة هي الحياة المكرسة لهذا النشاط العقلي. وبذلك فإن التأمل يصبح بمنزلة غاية أو هدف غالب على الحياة السعيدة". (5)
وهي عنده "الخير الأسمى للفلسفة نفسها". وهو في ذلك يخالف التعريف الأفلاطونيّ للسعادة؛ حيث لا ينبغي البحث عنها في عالم مفارق، إنّما يمكن للبشر أن يدركوا مقام السعادة بأعمالهم. وذلك إنّما يتمّ إدراكه بالفضيلة التي تقودنا إلى السعادة عبر اللذّة والخير. وتكمن الفضيلة فيما يسمّيه أرسطو بالاعتدال في الأفعال. (6)
أما أبيقور والرواقيون فغالبا ما اختلفوا، ونادرا ما اتفق هؤلاء وأولئك. وفي نظر أبيقور فإن الخير هو اللذة واللذة بدورها يتم تفسيرها باعتبارها غيابا واعيا للألم والإزعاج، وهو -أيضا- يؤكد أن هذا هو ما تسعى من أجله الموجودات البشرية منذ مرحلة الطفولة فصاعدا، وأن الناس جميعا يكافحون من أجل هذه اللذة ومن أجلها وحدها ولا يوجد هناك شخص يرفض ويكره أو يتجنب اللذة لذاتها؛ وإنما بالأحرى؛ لأن هناك نتائج مؤلمة تصيب أولئك الذين لا يعرفون كيف يسعون إلى اللذة بطريقة عقلانية.(7)
ومن جهة أخرى نجد الرواقيين "يؤكدون أن الخير الوحيد للمرء هو الفضيلة بما في ذلك العدالة". كذلك فقد اعتقدوا بأن غاية الوجود البشري هي التوافق مع الطبيعة، ويرى أبيقور أن شكلاً من أشكال اللذة يكمن في غياب الألم والقلق، أما الرواقية فقد نظرت إلى السكينة باعتبارها تنطوي على الرؤية القائلة بأن أحداث الحياة العارضة لا ينبغي أن تشغلنا وأنها أجزاء محتومة وضرورية من نظام الكون، كما يؤكد أبيقور أن الخير هو نوع من التجربة، وتعني اللذة التي يعرّفها بالتحرر من الانزعاج وهو يعتقد "بأن الحياة المعاشة ينبغي أن تنطوي على أقل قدر ممكن من الإزعاج" (8)
لكن يذهب نيتشه -وخلافا لأفلاطون وأرسطو وغيرهما من الفلاسفة- إلى أن "تصادم الرغبات وليس انسجامها" يمكن أن يكون أمرا مرغوبا فيه؛ فالرغبات تكون -كذلك- حينما تكون مصدرا لنوع معين من الابتهاج، وحافزا لذلك النوع من الإنجاز الذي يراه نيتشه "والذي يعده هائلا ومؤثرا وهو يذهب إلى أن تضارب الأهداف يمنع الحياة أن تستتب في حالة من الروتين الممل، وأن تقاوم ذلك النوع من السعادة الذي يريده أغلب الناس". (9)
أما في العصور الوسطى فقد ظهر توما الأكويني، وهذا الفيلسوف وقبله أوغسطين يكادان يعدان أبرز فلاسفة العصور الوسطى، ويعدان الممثلين الحقيقيين للديانة المسيحية واللاهوت المسيحي على امتداد العصور الوسطى، وبخصوص السعادة البشرية يقول توما الأكويني "إن السعادة البشرية التامة تكمن في رؤية الجوهر الإلهي، ويقول أوغسطين أن جزاء الفضيلة سيكون هو الله نفسه الذي يهب الفضيلة، والذي نذر نفسه لنا، وليس هناك من هو أفضل أو أعظم منه؛ فالله سيكون غاية رغبتنا وسوف نرى أنه بلا نهاية، نحبه بلا حدود ونمجده بلا كلل". (10)
أما في كتاب الأخلاق لسبينوزا (1632-1677) فنجد أنّ السعادة "هي الغبطة التي ندركها حينما نتحرّر من عبوديّة الأهواء ومن الخرافات والأحكام المسبقة". وينطلق سبينوزا من تعريف للإنسان بوصفه "رغبة في ماهيته" لذلك فإنّ قدره الوحيد هو الفرحة بالوجود، وأنّ الإنسان عنده قادر على أن يكون سيّدا على رغباته عبر التفكير، ولذلك يمكنه إدراك البهجة التي -دونما تضحية بالرغبة- بوسعها أن تؤول إلى غبطة؛ أي إلى فرح تامّ ودائم. (11)
أما جيرمي بنثام وستيوارت مل فيزعمان أنه من خلال تعريف السعادة بوصفها لذة -وإن كان بأساليب مختلفة- فإنهما بذلك يساعدان على تزويدنا بمعيار لاتخاذ السلوك الصحيح. وقد كان مشروع بنثام الاجتماعي أكثر تفصيلا إلى حد كبير مما هو عليه مشروع أبيقور"فقد كان يتم تصوير هذا المشروع للوهلة الأولى بوصفه مشروعا قانونيا؛ كي يبين أن نظام القوانين ينبغي أن ينتج أكبر قدر ممكن من اللذة وهو يبدأ بمساواة السعادة باللذة" وقد ذهب بنثام في تعلقه بالقوانين أكثر من غيره؛ فهو يربط سعادة الأفراد بسعادة المجموع حين يقول "إن سعادة الأفراد التي تتألف منها سعادة المجموع هي الغاية والغاية الوحيدة التي ينبغي أن يضعها المشرع في الاعتبار." (12)
فـ بنثام ومل يقولان بأن السلوك الصحيح هو السلوك الذي يحدث أكبر سعادة لأكبر عدد ممكن من الناس، وبنثام "يرى أن الخير هو تجربة اللذة بالمعنى الأكثر تداولاً لمفهوم اللذة، وهو المعنى الذي ضمنه كثيرا في إطار التحرر من الإزعاج؛ فهو يرى أن المرء يمكن أن يكون سعيدا بالتناسب مع قدر اللذة التي يمكن أن يحصل عليها".
ظل السؤال الفلسفي عن السعادة يعاني من نقيصة عميقة اكتشفها كانط في كتاب نقد العقل العمليّ بين الذين يعتقدون بأنّ السعادة تكمن في اللذّات كما يذهب إلى ذلك أبيقور، والذين يعتقدون بأنّ السعادة تكمن في الفضيلة؛ أي الفضيلة العقليّة -تحديدا- فالتقليد الأفلاطوني الأرسطي الذي يجعل من الفيلسوف أكثر الناس قدرة على تحصيل السعادة وهو تقليد استأنفه عن اليونان الفارابي وابن سينا لكن بأشكال مغايرة وفي أفق ثقافة مختلفة.
فوفق عبارات الفارابي أنّ "السعادة هي أعظم الخيرات" وذلك ضمن تصوّر للمدينة الفاضلة التي "تحتاج إلى الفضائل النظريّة والأخلاقيّة". وهذا التعريف يستأنف بشكل مغاير التعريف الأرسطي القديم بوصفه قائما على علاقة ضروريّة بين السعادة وتحصيل الحكمة. وهو ما يجعل لدى الفارابي "حصول المعقولات الأولى للإنسان هو استكماله الأوّل، وهذه المعقولات إنّما جُعِلت له ليستعملها في أن يصير إلى استكماله الأخير؛ وذلك هو السعادة". (13)
أما عند الإمام الغزالي فيقول "إن اللذة والسعادة عند بني آدم هي معرفة الله عز وجل" ويكمل "اِعلم أن سعادة كل شيء ولذته وراحته تكون بمقتضى طبعه، كل شيء خلق له، فلذة العين الصور الحسنة، ولذة الأذن في الأصوات الطيبة، وكذلك سائر الجوارح بهذه الصفة، ولذة القلب خاصة بمعرفة الله سبحانه وتعالى؛ لأن القلب مخلوق لها". (14)
يذهب الفيلسوف ألان باديو إلى أنه لكي نكون سعداء؛ علينا أن نتمسّك بالرغبة في الفلسفة من أجل تمييز السعادة الحقيقيّة عن سعادة الإشباع:
"إنّنا في حاجة ماسّة إلى فكرة ما أو قيمة ما نسمّيها الحقيقة، بها يمكن أن نخاطر من أجل إيقاف هذه السرعة المجنونة لحضارة البضاعة المطلقة، وهذا يعني بأن علينا التمسك بفكرة جديدة عن الحقيقة والكونية معا"
حيث إنّ الفلسفة تمرّد عقلاني في معنى رهان كونيّ لمواجهة هذا العالم المعاصر القائم على الشظايا والشذرات والاختصاصات. وهو يقصد بذلك أنّ الفلسفة مسكونة في عمقها برغبة جامحة في الثورة على ما هو سائد من بديهيات ومعتقدات وسياسات. وعليه فإنّ الرغبة في الفلسفة إنّما هي -منذ أفلاطون- رغبة في ثورة الفكر ضدّ التصورات السائدة حول السعادة الحقيقية وسعادة إشباع الرغبات. (15)
بيد أن الفلسفة هنا ليست بمعنى "التفلسف الفارغ"؛ بل بمعناها الأعمق، وهي المعرفة وطرح تساؤلات حقيقية حول المعرفة، والأمر هنا لا يقتصر على المعرفة الأكاديمية؛ بل يرتبط بالمعرفة اليومية، وما يواجهه الإنسان في حياته ويستحق أن يطرح حوله الأسئلة التي تبين وضع الإنسان في هذا العالم، فالوصول إلى السعادة يبدأ حينما يكون الإنسان صادقا مع نفسه.
ويعد طلب الحقيقة ثاني الأفكار التي يطرحها ألان باديو للوصول للسعادة؛ فالإنسان الذي يحيا وسط النفاق والكذب؛ حتى الوصول لدرجة الكذب على نفسه؛ لن يشعر أبدا بالسعادة، وبالنسبة إلى باديو فـ"نحن نحتاج إلى نقطة توقّف لا مشروطة من أجل كسر هذه السلسلة اللامتناهية لمجتمع تبادل السلع. لا شيء بوسعه إيقاف هذا البريق اللامتناهي لتدفّق السلع ودوّامة الرغبات الاستهلاكيّة غير مطلب جذريّ أو فكرة استراتيجية مناقضة تماما لمنطق العالم الاستهلاكيّ القائم على الإشباع والبضائع الأنانيّة والجاهلة معا".
"إنّنا في حاجة ماسّة إلى فكرة ما أو قيمة ما نسمّيها الحقيقة، بها يمكن أن نخاطر من أجل إيقاف هذه السرعة المجنونة لحضارة البضاعة المطلقة. وهذا يعني أنّه علينا التمسّك بفكرة جديدة عن الحقيقة وعن الكونيّة معا، وذلك من أجل المراهنة على شكل جديد من الكونيّة ضدّ كونيّة الرعب التي لم تنتج غير الفاشيّات". (16)
أما ثالث الأفكار عند باديو فهي "أن تكون سعيدا هو أن ترغب في تغيير العالم"
ما معنى أن نغيّر العالم حينئذ؟ يجيب باديو بأنّ كلّ تعريفاتنا غير دقيقة ولذلك ربّما يكون من الأنجع الجمع بين شعارين "كونوا واقعيّين.. اطلبوا المستحيل" مع جملة عجيبة لجاك لاكان "إنّ الواقع هو المستحيل". أن نغيّر العالم هو -إذن- أن نطلب المستحيل بما هو الواقع عينه، الواقع الحقيقيّ كي نواجه الواقع الزائف. هكذا إذن يكون تعريف السعادة الحقيقيّة كما يتصوّرها باديو "إنّ السعادة إنّما هي دوما متعة المستحيل". (17)
السعادة -إذن- هي شعور ممكن دائما؛ فهي لا تكمن في سعادة المترفين وذوي البطون المشبعة؛ بل تكمن في بهجة الحياة حينما نحبّ، وحينما نبدع فنّا، وحينما نسعد بولادة حقيقة ما. نحن نسعد بكلّ تغيير بهيج لما يحدث لنا. حيث أنه لا ينبغي أن نتأمّل الوجود وأن ننعم بدفء أحضان مساحة الراحة والروتين؛ إنّما علينا الذهاب دوما لملاقاة الحدث وتعلم الجديد. حدث ما؛ هو ذاك الذي يغيّر نظام العالم.
وفي عالم يكاد ييأس من قدرته على السعادة، بما يحصل فيه من ضروب البؤس والتعاسة، تبقى السعادة -كما أخبرنا الإمام الغزالي- في معرفة الإنسان لنفسه وقلبه؛ ومن ثم معرفته لخالقه، فالقلب مخلوق ليسعد بالاقتراب من خالقه، ومفطور على لذة المعرفة الروحانية الخالصة؛ لكن يخبرنا الفيلسوف زيغمونت باومان أن السعادة كفاح وليست مكافأة، مكابدة وليست فرحا دائما، وهذا هو سر الحياة. لكن ما الذي يخبرنا به العلم الحديث عن كيفية فهم الإنسان لشعور السعادة؟