أيها الشيخ
لِمَ لَمْ تودّع عزيزك جيدا
ومضى دون وصيـة
هو الحبيب ما برح بين يديك
يمرح ... و ألعاب
هل أبقى في لحيتك بعض لمسة
هكذا دون وداع
يفارق الأحباب !
أيّها الشيخ
وليدك قد نأى
وكم سيطوّحه العذاب

إلى أيِّ طَرِيق يُفْضِي هذا الجِسْرُ
أكُلُّ العابِرين نَجَوْا وهُم يَسِيرُونَ بِحَذَر ٍصَوْبَ
حَتْفٍ مَجْهُولٍ
لا أحَدَ
كان يَشُكُّ في فَدَاحَةِ الشَّرَكِ
وَ
لا أحَدَ
ظَنَّ أنَّ السَّاعَةَ سَتكُونُ مَجْرىً
لِنَهْرٍ لا يُفْضِي إلاّ إلى مَصَبّ آثِم ٍ
كَمْ كَانَ يَلْزَمُكَ مِنَ الوَقْتِ لِتُدْرِكَ أنّ الشّمسَ لا تُشْرِقُ
بِمَحْضِ الصُّدْفَةِ

الإهداء : إلى سراب _ جلال
روح السراب ونكهة الحقيقة
إيقاع الحياة حتى يمتزج بكينونته
وكينونة الإيقاع حتى يؤمن بنفسه


تتدحرجين خارج خارطة الوجع
تلملمين  ضفائر أحلامك .. كراسة قلقك
ألوان  صباحاتك
واستغل غفلة قطط الخوف لأسرق  فراشات عينيك
أترنح حد الأمنيات
فهبيني حلما  لا يرابي  بي

صباح طيش صبية ترخي جدائلها
عبر نافذة المدى..
صباح إكليل زهور بريّة شبكتها
أنامل جدتي القروية
صباح حليب صاف يتدفق من
أثداء خراف تجوب المراعي
الخضر الندية
صباح بسمة طفل تتكركر.. تتأرجح
على غصن توتة وارفة الظل شهية
صباح ريح خماسينية  تعانق..
تلف بقعة وطن في الكرة الأرضية

إني ولأجلكِ أوقدتُ قناديلَ الماضي المنسيَّهْ
إني أسترجعُ ضحكاتٍ
هربتْ مِن مَعقِلِ شَفتيَّهْ
لِترَي جَهْراً
مَن مِنّا يُصدِرُ أحكاماً حين يسودُ
ومَن مِنّا بالتالي ضحيهْ !
لكأني اشتقتُ الى نزفي
والى قلقي والى ضعفي
دمعي شتاءٌ يهمي في فصلِ شتاءٍ
وشتاءٌ في فصل الصيفِ !
لكني

إلى " علي"

انتهى " علي " مات و انقضى...
عبر إلى الضفة الأخرى متواريا و مضى...
لن يعود من توهمنا يعود غدا
أسلم روحه لباريها و قضى
أمتثل الناسك للغيب تاركا نخبه للصدى !
فيا حشرجة الموت :
ها هنا كنا نسقي الليل نرويه
و نبادل أقداحا بأخرى
ها هنا كنا نعد انكسار المرايا

حل الشتاء ساخنا
بغزة، يرفل بالرعد
وبثلج مبيد...
يزهو بالعواصف
كمدية مرفوعة
في عنق السماء
كل من في الكون
عنه يتكلم...
ما تأسى أحد
وما تألم...

أبحث عن مرفأ يرتطم به قاربي
عن ميناء يستقر فيه شراع قلبي
أبحث عن دنيا جديدة مليئة بالأحلام والمحافل
أبحث عن لحظة سكون أسرقها من ثغر الكون
عن نوتة موسيقى أغني بها و أبعثها صوب الفضاء
عن قلب مفتوح بعيد المدى
أناديه و يرد الصدى
 تبكي حياله قطرات الندى
أبحث عن ابتسامة من فم حزين في سواد الليل المعتم
عن بحر يضمني بحرارة ويلقي بي باتجاه أمواجه
تداعبني بين أجفانها وتدغدغني بهديرها

بث شروقي في مواجع الظلام...
و امتشق من حروفي..
لغة تحجب وراء الغربال..
فن السؤال..
ففي تضاعيف البثر تمتشق النجوى من عسف الهجير ارتجالا
اجلالا يستفهم الارض..
و العرض ..
و شهداء تقاعسوا عمن تراجسوا اتكالا..
في منازل الغضب..
تنافروا و استخطبوا الامر اعتذارا..
غيهب السؤال..

كما الحلم يأتي
هي الآنَ جاءتْ إليَّ
و دارين .....
السرابُ, الجميلُ , الشقي ُّ
الذي لم يكنْ ذاتَ وردٍ يجيءُ
هيَ الآنَ جاءتْ
بملء الوضوح ِ , بملء الحضورِ
بملء انتظاري  الذي دامَ
عمراً شقيّا.

وتمشي قريباً منَ القلبِ,

إلى مصطفى لعرج في ذكرى الاحتراق الأولى *
حين افترقنا 
لم يودعني كما اعتاد الوداع
و لم يقل لي :
نلتقي عند اكتمال المستحيل
ومضى ..
طويل ظله
ويداه في الأفق البعيد
تلوحان بوردة للافتراق  ..
صمتت شفاهي
لم أجد غير احتراقي

تركنا سناء
على حزنها
وثلاثون عاما من الشعر
عاجزة
عن وصول جميل
إلى مُزنها
ومواقيت أوجاعها
والمفاعيل والفاعلات؛ المجازُ
الحجاز؛
النهاوند
في رقصهِ

رحلت
لهجرة الأبواب أمضي
والظلام مواتياً يسخو
لوحدي دائماً
بين الرُكام المُرِّ للنسيان
لم ينهر ذاكراك بشيء يستحق الذكر
مُلهمتي.. بدونك مُعتم ضوء النهار
فتذكَّري أني....
أفتِّش دائماً عن وجهة أخرى لنبضك
عن شتاء باهض الأحلام
قد يجتاح موَّالي الدفين

بين مكانين اختلفا في نبض الزمن..
وحدهما الصوت الملائكي وقد تباين السنن..
كان اللقاء...
زغرودة..
في رحم الحرف الشريد..
يتسامى رونقا ..
القا..
صلب الفرحة في نسغ الوريد..
تناشدا حضورا في تماهيات الاثير..
نقشا دفء اللغو بالصوت الوثير...
فانبرى ا لصدق يمجد المعنى الطريد..

جالس بين الدفاتر والأوراق ..
ادون أفراحي وأحزاني ..
بأبيات من الاشعار ..
وإذا بطيفك بالمكان
على كراسة شعري ..
على الجدران
بكل زوايا الغرفة ..
فوق شفاه الفنجان
رسمك وعطرك ملآ المكان
لم استطع التخلص من طيفك ..
وهو كالقمر يلاحقني من مكان لمكان

يطربني وقع السلاسل
حول سواعدي و الأعناق
فتراقصني السياط
على ركح الجسد
فيكون النقر على وتر
الصراخ
سمفونية
تمزق لحاء الشجر
يا جرح زدني نزيفا
فالقيح المنجس
ينهمر

شربتُ قهوتي ُمـره
عاقرت الشاي الأخضر
بالحنظل
شلال دمعي جرى كوثر
وعلى بابـك
جفّ ،تحوّل...
فرشتُ سجادتي حلـوى
وفتافيت قلبي تتناثـر
بخطوك الأثقـل
فتتبعثر
لأنك في حياتي السُكـر

للمرة العشرين تأتي قمة 
سبقتها قمم  
وستتلوها قمم 
والأقدار وحدها تعلم ما لم نعلم من مجهول تتالي القمم 
قمم تأتي من زمن ينعقد هنا وهناك ولا همم 
قد تأتي كبوم منير فا عند المساء  
لحظر التجوال   
لحظر الكلام  
لحظر الأحلام  
لحظر الربيع بين الحقول   
وتناسلت قمم قبل العشرين 

عند مضارب الحلم التقينا
وكان الموعد
وكان الحزن يغرق عينيها
بسيل من نعاس
وكانت وردة حمراء
تزين صدر الوطن
أرجوحة تهدهد صغار السنونو
تغفو في الثقب الأسود المختنق
في اللانهاية
أيها الكون مت الساعة
كي نبعث