رحلةٌ قدْ تطولْ
رحلتي : زهرةٌ للأفولْ .
حكمتي :لا تزولْ
عالمي :موجةٌ للعبورْ .

سرَّتي لم تزلْ
مع مشيمةِ أرضي
تغورْ.

رحلةٌ
رحلتي والجذورْ

منذ زمن ٍ
 لم نعد نراها
غابتْ كحبٍّ قديمْ
تقطّر رذاذاً
في قصور أحلامنا.

غادرتنا منذ زمنٍ بعيد
وتركتنا لكآبة أعمارنا
وقسوة أحلامنا.

رحلت دون وداع.

أمضيت ليالي حياتي كلها
وأنا أحسب، لكن في حساباتي
ما كنت أدرج لا أبقارا
ولا جنيهات إسترلينية
ولا فرنكات
ولا دولارات
لا لا ، لا شيء من هذا.
أمضيت ليالي حياتي كلها
وأنا أحسب، لكن في حساباتي
ما كنت أدرج لا الهررة
ولا السيارات

ممر 1
قبل أن تتثاءب الظهيرة
على قفا المدينة
كان التعب , منهوكا ,
يقضم بأسنانه وجه المرأة التي
تسحل من بقايا الطين
وجها يشبهني
و كنت أترصد لهاثها
إذ تلقمها الشمس ثديها الساغب
كل هذا العشق كان لها
و هذا الأسى الذي يتمطى شجرة العمر

هنا على الجزيرة‏

يخرج البحر‏

ويا له من بحر!‏

يخرج من ذاته‏

كلّ لحظة‏

ويقول نعم، يقول لا‏

لا، لا، لا‏

يقول نعم، بالأزرق‏

بالزبد، بالجري،‏

يقول لا، يقول لا.‏
لا يستطيع أن يبقى هادئاً،‏

أبحثُ عن وجهي ,
خارجَ أكوامِ
الأشكال ْ.
***
أبحث عن لغةٍ
تُدركني أحرفها
وأكون نقاطاً
للأيامْ .
***
أبحثُ عنْ معناي
عنْ ناري

يا دموعي الخُضْرَ  
هل انتِ التي زانتْ نواحَ العاشقينْ ؟
فارتضاني مُقلةً دمعُ المَجرّاتِ جميعاً
والدُّنى والعالَمِينْ ؟
****
هكذا يُغري الترابُ الذكرياتْ
عبَرَتْ روحٌ سَنىً في سِكَّتي
فتذَكَّرتُ زماناً مع حُلْمِ الطفلِ
بالمَكتَبِ والبدلةِ والجرسونِ يأتي بالدَّواةْ !
*****
نحو غَورِ الظُلْمةِ العَجماءِ تهوي شُهُبُ

بلادٌ حُرَّةٌ تبلو حنينا
وتَحكمُ مُهجَتي شَدَّاً ولِينا!
وأشرعةٌ كأجنحةِ الكراكي
عَلَتْ شَدْواً ورَفَّتْ ياسمينا
وأذكُرُ مِن جِهاتِ الروحِ غَرباً
كأنّا في مشارقهِ رَبينا
شتاءاتٌ كأنَّ الصيفَ فيها
اذا ما الحُبُّ خالَطَها سخينا !
*****
إنني أروي لكَ الآنَ قصيدا
كتبَتْهُ النفسُ في الخُلْدِ بريدا

غمام اطل
من ضاحية الليل
يداعبه
عطر شادية
كانت هنا
توقظ في حينا
رجفة المساء.
أيا قبرة
خذيني للريح
امزجي رعشتي
بماء الثلج

صباح الخير أيها النورس
يوم أراك ويوم تغيب ويوم أصلب شوقا
يوم يفر الطيف عبر مسامات ما كان يراد بها  شرك
ويوم تصادر أشباح الخوف فراشاتي
ويوم تحلق جذلا فوق تلال الصمت
 ******
صباح الخير أيها النورس
يوم أضل ويوم تعود ويوم أعتق خوفا
يوم ينتصب الليل على أطلال هزائمي
ويوم تغادر أشرعة اللوعة مينائي
ويوم أرش الملح على جرحي طوعا، كي لا يضع الصمت الفصل الآخر في مأساتي

أيُـجــدي مـــا يـبــوح بِـــهِ يــراعــي
بــحِــلـــمٍ تـــــــارةً ، أو بــانـــدفـــاعِ

و هـل يـروي غليـلـي بـعـضُ شـعـرٍ
و هـــل يـرثــي لـهـمِّـي و التـيـاعـي

كرهـتُ الشعـرَ ، خاصمـتُ القوافـي
و هـاجــرتُ الـخـيـالَ عـــن اْقـتـنـاعِ

و قـلُـتُ أعـيـشُ فـــي بـيــتٍ جـديــدٍ
بـعــيــداً عـــــن نــفـــاقٍ أو خـــــداعِ

في الخارج،
حيث محتوى الريح يجدف بالأتعاب
ويَمَّحي أثر الوجود.
وحده أثر الوحدة يتجلى.
في الخارج،
لا حقيقة للحي إلاَّ في الخفاء.
ضجيج اللغات يُلغي العقائدَ
ويمجد الحنين
ـ الحنينَ القاتلَ ـ
في الخارج

يخرج
الماء
من دالية
ينساب
في الأمداء
من الوريد
إلى النشيد.
تلوح
قطوف الليل دانية
تفتح لي
من شرفة الذكرى
بقية رسم
توشحني بالصمت

 بحر ٌو يباسْ ...
قلقٌ , وعوالمُ يحكمها الرفضْ.
ساحات ٌ تجري فيها الأحلامْ
ومشانقُ تُنصبُ للرؤيا
يتشوّفُ بينَ حبائلها
الشعراءْ.

مدنٌ للحلمِ
وأخرى خواءْ
يتسكّعُ فيها الموتُ
شمالَ الماءْ.

رسائل البرق
من يمزقها
قبل أن تصل الأرض
***
بين أصابعنا المتشابكة
على الطاولة
كثيرا ما ينسج العنكبوت
خيوط وحدتي
***
الأشجار كلام الأرض
في اذان الريح

المقهى الذي يسمعني
زفيره كل مساء ملتبس
الكرسي ذو القامة الوحيدة
يضحك من حرائق
قصائدي الراعفة
لا أحد
يعشقهما مثلي
حين يفر الأصدقاء
بين السراديب
ثملين , ناشفة نظراتهم
أولئك الواقفون على قفا الزمن المنسي

"أحبوا أعداءكمْ"
المسيح
أنا لا أكره الأعداءَ
لا أرمي الخراب بداخلي
كي لا أبرّر خارجي
أمشي إلى فقه الهوى
وشوارع الأبدِ

أرى ما لا يُرى
من موتنا وغباء أعدائي,
صدى الأوطان خلف متاهة
الأمدِ

قمري الحزينْ
البحر مات وغيّبت أمواجُهُ السوداء قلع السندبادْ
ولم يعد أبناؤه يتصايحون مع النوارس والصدى
المبحوح عاد
والأفق كَفَّنَهُ الرمادْ
فَلِمَنْ تغنّي الساحراتْ ؟
والعشب فوق جبينه يطفو وتطفو دنيوات
كانت لنا فيها ، إذا غنى المغنّي ، ذكريات
غرقت جزيرتنا وما عاد الغناء
إلا بكاءْ
والقُبَّرَاتْ

كشحاذ
أضع جبهتي على عتبة باب الكلمة
وأنتظر
منتفضا كعصفور
لعل الكلمة تخرج من صمتها
وتعطف على تضر عي
لعلها تتبرع لي بمعطف يدفىء أيامي
أو بقميص صغير
يغطي هذا الصدر المفتوح للريح
كراية
وحين أحر ك رأسي بعد حين