جارتنا العانس
تسترق السمع وراء الباب
صوت الأحذية على الدرج
يغريها بمغامرة جديدة
جارتنا العانس
عاشقة أسطورية
تختار قصص حب مدمرة
وتنصح المحبين بالتريث
هي الخبيرة بالمواعيد
و هي العارفة لحدود الخيانة
و كلما دار حديث حول الرجال أعلنت دكتاتوريتها
كلام جارتنا في العشق
يحرج أكبر القواميس
ويكفي ليبدو فرويد أمامها مثل معتوه
جارتنا العانس لا تقتنع بجارنا المتقاعد
لكنها تصلي من اجل ذلك أياما أمام شرفته
ويحدث – أثناء ذلك – أن تمني جمالها بشباب الحي حين عودتهم من الشاطئ
تتحمس جارتنا لكل الجمعيات النسائية
و تتمنى أن يسجنها رجل ذو غيرة واضحة
تؤمن بحقوق المرأة
و لا بأس من قانون الرجل
تعلم أنها نصف المجتمع
لكنه النصف الأعلى فقط
تبتهج بمدونة الأسرة
وتلعن – في سرها طبعا- كل المطالبات بها
ترفض التعدد بحزم
و تحلم بالرتبة الرابعة
تستغرب من وقاحة الجيل الجديد
و تلبس الجينز المحترم
تقرأ أدب الحداثة
وتقف في طابور العرافة
جارتنا العانس
تسترق السمع وراء الباب
صوت الأحذية على الدرج
هي لا تعلم أنها لممرضي المصحة العقلية
محمد أحمد عدة