صباح طيش صبية ترخي جدائلها
عبر نافذة المدى..
صباح إكليل زهور بريّة شبكتها
أنامل جدتي القروية
صباح حليب صاف يتدفق من
أثداء خراف تجوب المراعي
الخضر الندية
صباح بسمة طفل تتكركر.. تتأرجح
على غصن توتة وارفة الظل شهية
صباح ريح خماسينية  تعانق..
تلف بقعة وطن في الكرة الأرضية

حل الشتاء ساخنا
بغزة، يرفل بالرعد
وبثلج مبيد...
يزهو بالعواصف
كمدية مرفوعة
في عنق السماء
كل من في الكون
عنه يتكلم...
ما تأسى أحد
وما تألم...

1
أتعرى كشجرة  تتساقط  أوراقها
في حضرة القصيدة...
فكل ما  فيّ من مفاتن وإغراءات
من الآلام وشهوات
يضرم نارها...
2
لن تجدوا ملاذَا  غير البحر
بعدما تأكلون بعضكم بعضا  
تعبرون
وفي نهاية الرحلة

(إلى قديسة الألوان نزيهة سليم)

من سلالات اللون
جاءت ..
في بلاد الطين
أقامت ..
فراشة تحمل فرشاة
شهدت مآسي المدينة
يوم كان الوطن يتوضأ بدماء أبنائه
حتى لا يفقد سماءه
يوم قتلوا الحلم

كما الحلم يأتي
هي الآنَ جاءتْ إليَّ
و دارين .....
السرابُ, الجميلُ , الشقي ُّ
الذي لم يكنْ ذاتَ وردٍ يجيءُ
هيَ الآنَ جاءتْ
بملء الوضوح ِ , بملء الحضورِ
بملء انتظاري  الذي دامَ
عمراً شقيّا.

وتمشي قريباً منَ القلبِ,

بحثت عنه في كل القلوب
نحتت الصخر في كل الجحور
نفذت في أعماق كل الجروح
سألت وتساءلت عن حقيقة الشعور

كانت هناك وهو هنا خلف الشموع
ضوء وظلمة حب و نشوة لا شيء في الصدور
فراغ ، ضياع ، دموع و اختلاط الأمور
أنت وهو أبدا تزرع البذور

تنامين حالمة بمشاتل الزهور

( الحل )
أصبحتْ كلُّ حياتي مياهاً مالحهْ
مرُّ العَلْقمِ في صَدري
ُيْطعمُني ذلَّ الخيانةِ الفائحهْ
فأستسلمُ للموتِ طلباً للراحةِ
أتكوّمُ داخلَ رحمِ الأحزانِ الكالحهْ
أجترُّ ذكرياتِ الخيانةِ
أدفنُكِ ، يا حقيرةُ ، وأنتِ على قيد الحياةِ
وأقرأُ على حبِّنا الفاتحهْ!

(التفاصيل )

رحلت
لهجرة الأبواب أمضي
والظلام مواتياً يسخو
لوحدي دائماً
بين الرُكام المُرِّ للنسيان
لم ينهر ذاكراك بشيء يستحق الذكر
مُلهمتي.. بدونك مُعتم ضوء النهار
فتذكَّري أني....
أفتِّش دائماً عن وجهة أخرى لنبضك
عن شتاء باهض الأحلام
قد يجتاح موَّالي الدفين

شوقٌ لإشعاع الحب
 والطهارة
عشقٌ لرائحةِ الخبز
وصوتُ القيثارةَ
كزمزمٍ معطاء
كَمّكة قبلتي
تجلى اسمُ الرحمــن
 بوجهها
فسبحانه
وطنٌ بلا حدود
جدولٌ

في البدء كانت الحكاية
ومن فلسطين
 انطلقت كل الحكايات
أنا فلسطين
أنا الحرف والكلمة
السيف والقلم
وأنا الشعر
الحبِّ والموسيقى والفَنِّ
ألملم النجوم في سلة سمائي
وفي أغنية غضبي حرائق
وبراكين

يطربني وقع السلاسل
حول سواعدي و الأعناق
فتراقصني السياط
على ركح الجسد
فيكون النقر على وتر
الصراخ
سمفونية
تمزق لحاء الشجر
يا جرح زدني نزيفا
فالقيح المنجس
ينهمر

في خرقة بيضاء يلف الوليد
ليستقبل الحياة بلون السلام
ببسمة الحب والحنان

في ذاك الصباح الجميل
لبس الوجود أبهى الألوان
كأنه العروس في لباس الفرح
غطت الثلوج كل المروج

بيضاء هي ذكرى الميلاد
زاهية ألوانها كلون هذا الصباح

و ينزف عمري تحت قدمي
نسائم سكرى تلفحني في كل حين
يذوب القلب وتجف الدموع
نزيف وبعده نزيف ويستر النزيف
نزيف الموت يغرس القلب أشواكا
وتمطر السماء دما بدل الدموع
يهوى القلب بين الأضلع صريعا وتدمي الجراح
ونقول هذا قدر وذاك مكتوب
هذه الحياة تسقي المرارة بعد سقيها الحلاوة
فكفانا من الأحزان قغدا ستشرق شمس الحنان
وفي الظلام ذابت الأحزان والتأم الجراح

عند مضارب الحلم التقينا
وكان الموعد
وكان الحزن يغرق عينيها
بسيل من نعاس
وكانت وردة حمراء
تزين صدر الوطن
أرجوحة تهدهد صغار السنونو
تغفو في الثقب الأسود المختنق
في اللانهاية
أيها الكون مت الساعة
كي نبعث

الدهر ملهاة النعاس
وحكمة التوليف في الأحوال
ذاكرة لأخذ المرحلة
عبر المحاذاة السريعة للزمان
تكدَّست سُبل الأماني
وأصبحت كرسالة مبتورة العنوان
لا تأبه إلى "عنقاه" فيها
تختبئ فيها الحقيقة
أينما ذرفت له الأجفان آخر غصَّة الأشواق
آل إلى فضاء خائر
يترجَّل الزجل القديم

أعود.. كلما صرخ في وجهي الليل
تشرعني العتمات و النوافذ الخلفية
رأسي خارطة من الكمائن و الفخاخ
يداي بيارق للصمت
نصفان لقافية نيئة هما يداي...
و صوتي مثقل بالطرق الشامتة
أمرق من صرير الأبواب
فأصبح وديعا مثل سلحفاة
تماما كالهذيان أسأل:
هل أخطأت حين أتيت في الزمن الموافق للغياب؟
راوغتني الطاولات

بين أحداق السماء
على خدود الأرض
منصوب هو صليبي
مستباح هو دمي
لكني أرفض أن أحمل أوزار العالم.

يخرج من دمي الآن
ما علمت من أسماء
ها الجسد مني صحراء
تهجرها القوافل
والرمل انكفاء.

في صخبٍ لقيامةٍ صغرى
يقتربُ الله من قلب المدينةِ
يُلهمها السبيلَ لطوقِ النجاةْ .
يمدّ يده للكوكبِ المفطوم جهراً
ويبشّرُ الصابرين
_حسرةً على ذويهم _
بموتٍ جماعيّ
أو صمتٍ سريريّ ؛
وبعيشٍ رغيدٍ قد يشبهُ الحياةْ .
       ***
... وغزة ، قبيلَ الفجرِ

أعدنا الفتح كرتين
فتحنا لليل كل هذا المدى
كل الأنفاس, كل البحار
فاجمع في صليل الصمت
تاريخك وتاريخي
واحن للخريف الزاحف كل
الفصول.
ربما هذا السقوط ابتلاء
هكذا نغني إذ نشد
على الوقت العمامة.
فهل يسعفك الورد إذ يغتصب الربيع