مازلت أفتش عنى
أبحث عن وجهى
عن صوتى الهارب
عن كفى

أعترض وجوه المارة أسألهم :
ـ هل منكم من صادفنى ؟
هل منكم من يعرف أين ألاقينى ؟
يصفعنى الضحك الماجن
والإصبع تزجرنى
ويصك الكعب الخشبى مؤخرتى

أيها السياف القادم من عهد يزيد
سل سيفك واقطع من أشلائي ما تريد
كلما قطعت وريدا تفتح ألف وريد

من غياهب ماضي الزمان
يغشاني طيف الدمشقي غيلان
في المزاد ... أراه يبيع متاع السلطان
والبردة والصولجان
وعيون أبي سفيان تطارده من دمشق إلى خرسان

غيلان تسلل ...فقد حل الظلام

وجع ما في داخلي همهم
غضب على ناصية لساني تمتم
شبق من أقاصي الولع
يحاصر الفزع
يغازل الصمت والورع
يشتم البقاء في الركوع
يقطع أشلاء طوق الخنوع
يذيب قيود الكلاب والجوع والمتاريس
وألوان الكوابيس في ليالي المتاعيس.
قال : لا تخف ، إنّ الحياة معنا
ارتفعت مع النشوة

أنا الوفي لبئر العشاق
أنا المدمن كأس الأعماق
أنا المبحر في يمك الخرافي
هل يرضيك أن أطمر اعترافي!؟
منذ انفتحت عيني الثالثة
على شظايا مرآة الكارثة
ألفيتني أذهب في اتجاهك
ليهب اتجاهي
إعصار حقدهم المختمر!
أنت المضيئة سماء قلبي
أنت الجريئة على كنس الإشاعة

نثيلة ُ بئرِ الوجيبِ غبرةُ الشفقِ ِ،
ورعدةٌ ماجنةُ الأيض ِ
كأنما الفجرُ رافداً يمتدَّ ُ.. لسرِّ إنبلاجِ الشائعاتِ
شرفةُ الصليعاء من نسلِ دهري
وقحاً.. كلما عذبوه .. تمادى
صقيلَ الملوحةِ.. ماءُ الزمنِ.. والجسد.
...
كيف تعاشى ، في عرينِ الخوفِ مخبوءاً
هل من شهقةٍ  ثكلَ زفيرُها،
تروّعُ أوصالَ جبل!

للطائر الحزين
في ظل الزيزفون
ألف سؤال.
صمت المقهور دهرا
ونبس بعد طول انتظار
أتريد جوابا
أم يكفيك هم السؤال
ثار الهزار وطار
نشر الريش الفضي وقال
مؤلم حقا بؤس الحقول
مؤسف طبعا قمع العقول

ضوءٌ في رأسي ينقُرُ ناقوسَ التنبيهْ
أنّ الدّنيا يغْمُرُها عَمَهٌ وظلامٌ فــظُّ
و العالمُ تحكمُه الأصنامُ
وبعضُ الأقزامْ
واللاّطةُ
والثوريّون المشبوهون
و الكلِمُ العسليُّ،
فــيكتظُّ ..

ويُـنبّهُني اللّيلُ الدّاجي وسُجوُّ العتْـمةِ
أنّ لها في المعجمِ ضِدّا

لك أيتها الحياة بغض الابتهالات
صداقات رجع الصدى
وأخرى تتهجى ضوء الفراشات
حب يبدع الاحتمالات
وآخر يتعمد بالخطايا
رحيل يؤجل الخيانات
ومسير يفتقد الطريق
موت يعلن الحياة
وحداد يهدر ما تبقى
من وميض
خواء يؤثث عوالمنا المتشظية

الى كل الغرباء... في الوطن الام ام ... في المنافي !
عند مفترق الخد ّين
وهج النبال،
وفي ظل شعاع الليل...
خرائب شيخوختنا
تلّوّح،
كعقرب ساعة بال ٍ !

آلهة
المعبد الابيض
يجوبون خلجان عوراء،

على مشارف الطريق ، جهة انحدارالنهر
ثمة أوراق تتناثر
كندف.
ثمة وجوه على أمواج أثير السفر
تتهادى
كنشيد.
تعانق، في مدى انبساط الريح
سهوم الروح .
تحضن في منتهى امتداد البصر
شرود الفكر.
ثمة ذكريات تتراقص

هنالك خلف التلال النائية
ريم تعدو إلى ظلال الأمان
يعدو خلفها غي السنين
يقايض لعنة الشتات
بأطلال من حكموا بخرافة الصولجان
وسماء الغدر مكفهرة بذعر مازن
يتهاطل أزيزا
يتفصد وجعا في جبين الشَوادن
يمتشق من دمع الثاكلات كفنا
ليزف الشهداء إلى موكب الغفران
……….

كيف لي أن أسكن وطنا من صفصاف؟
أن أعير يدي للآتي من ظلمة الأنفاق؟
أن أحفظ طين جسدي في المراسي
تفجر، فليس هناك متسع للرحيل..
تسامى، فليس هناك وقت للسفر..
تدافع،فليس هناك مرفأ للظلال..
هذه مراثيك !. فافتح صدرك للريح..
اترك الغمام يرقص في نحرك
كما هدير بحر يجلجل في صقيع السحر
وامش بعيدا إلى دروبك الأولى
إلى صفاء ينعس على نهر الحلم

أَحْمِلُ نَعْشَ الْمَدِينَةِ
عَلَى كَتِفِ الْقَلْبِ
كَيْ لاَ يُفَكِّرَ الْبَحْرُ
فِي دَفْنِهَا تَحْتَ جِلْدِهِ

أَحْمِلُ نَعْشَ مَدِينَةٍ
تَغْتَسِلُ بِالْبَحْرِ
وَبِرِيحٍ تَنْفُضُ عَنْهَا الْمِلْحَ

مَدِينَةٌ تَقِفُ عَلَى رُؤُوسِ  الأَصَابِعِ
لِتُطِلَّ عَلَى مَرْكَبٍ بِمِينَاءٍ

الحذاء الذي عبرتُ به الليل حتى العواء الأخير
كان من أحرف كالفراشات وأعقاب سجائر
دعسها شاعرٌ
في طريقه الملكي إلى الجحيم

الحذاء ذاك
ظل في انتظاري
قرب نار
أوقدتها يد الريح
في قلب حجر قديم.

صباح الخير
يامدينة حطت أوارها في رحلي !
يامنارة أطلقت شعل الروح
في خطو الشمس
و أوقدت فتيل الشمع
في رحى الطين !
ها مباهجك ترقص في صدغي
طلقة، مثل الريح .
ها عثراتي فيك ، تتلوى
تترنح في مسيرك .
أخدش وجه مركبي في عاصفة الرماد

نجيُّكِ يخشى مِن جفاكِ تَعَلُّقا
ومن زعلٍ بالزيزفون يخاطرُ
يفتشُ عن [ صوت السهارى ] مُحَلَِّقا
كأنْ فرحةُ الماضين حزنٌ مُعاصِرُ !

يقول : حنانيك ممّا بدا ليْ
فأمسى يقلِّبُ حالاً بحالِ
رماها بسهم الهوى كهلالِ
فعاد إليه مدىً من وبالِ !

وساحلَها عانقتُ إذْ كان مُغرِِقا

تأتي..
ظلّاً واحداً في بقعةِ الشّارعِ الضيّقِ
ولا أحد..
لا عبارات على الجدران لا آثار ظلالٍ
لا صوتَ نباحٍ ولا جَرَسْ..
وحدها في غربةِ الشّارعِ العتيقِ
تأتي..
كالريحِ دواءً للرّوحِ
زنداً إضافياً للمنجلِ
ونَفَسْ..
وتأتي..

ما ذنبها ؟
غلّفتموها كما شئتم
في تخاريفكم
جمّدتموها في أصقاعكم
هل تقتنى كالناقة في عكاظ؟
قد  تنتهي أحلامها في سواد
ـ هل حبل الشيطان هي؟
أم وثنية الاعتقاد إن قاومت
مزماركم يغتال بُعد الحياة...
في موجكم سوط الحداد
ترمون بالغربال شعر القمر.

بعشيـّةِ الميلادِ ثـلج ٌ
لا يُغايـرُ صَمتـَه ُ
إلا لهاثُ أيائل ٍ
ورنينُ أجراس ٍ
يـَزفّ ُ قدومَ طـَيفِ الأرجـوانْ
وبكيسهِ أحلامُ أطفال ٍ
تـُمايـزُحُـمْـرة َالثــّوبَ المُغايـر ِ...
صفحة َالثــّلج ِالمُـعـَلــّق ِفي عُـيون ٍ
بالمَـداخن ِوالــدُّخانْ
تـتناولُ السرّ المقدّسَ...
تـقرأ ُالقرآنَ  في قـُـدّاسها