لا تطلب صداقة الرماد فهاته قصتي:
وحدك الآن تمشي حزينا….
وحدك...
تنصت لأغانيك الداخلية..
كم هي بعيدة في أحراج العقل
حزينا...
متعبا...
ملغزا...
متلعثم الأفق والخيار
مسافرا في ركب الصور
غارقا في همس المحار
تركن عصارة ألم جارف
في زاوية من مدنك الداخلية
تبحث بين الدروب
في الوجه
والساحات
والعيون الشاردة
عن ألفة قديمة
تمد يدك في غابات الخيال
لحبال من الأكف باحثا عن صديق
أو ظل لشعور يتيم
تسقط الأشجار أمام عينيك
ترحل الفراشات والأقمار بعيدا عن روعك
تقرر البحث عن قلب وعشق
بين الأغصان والحجارة
لا قلب...لا إحساس...
لا رمش يزكي عناد الأمل
لا همس يصنع إشارة للدرب المبعثر
وحدك تمشي الآن حزينا
في رأسك آخر جرعة من نبيذ الأمس
تقلب الأوراق والحكايا في تجاويف العقل
لم يبق لك في المشوار
غير كائنات عابرة في ليل التشظي
تقاسمك الوهم على في الحانات
وحين يعصرنك الليل والغيل والتيه
تبحث لقلبك وتاريخك عن حكاية من زهر وبلور
بعيدا عن ضوضاء الكأس وسراب الحانات
تمشي في ماضيك
تدور في كل حلباته
تعود منهكا...طريدا
لا حكاية
لا بداية
انتصرت الغواية والعاهات..
لا مجازا في وجه يعبر برتابتك نحو الخيال
لا نجما معلقا على هذب ينير لك سقف الجبال
وحدك
وحدك
آلاف الأيادي تصافح الجلد دون المسام
وحدك وآلاف المعانقين تضم الجسد لا الروح
وحدك و الأشجار سترى الفجر
يميل لغيرك عند منتصف العمر
لم يعد يلقاك معطرا بالشعر والمطر
يلقاك قيئا ليليا على الحجر
يلقاك سهوا ممتدا في ما تبقى من السهر
وحدك
وحدك
أين الأصدقاء والشعر والأوتار
أين الحدائق والنهر والأغوار
ملك الصبح امتداد لعفن الليل
وعافك الليل امتدادا لبؤس النهار.
وحدك تمضي
حزينا
تبحث عن الخيال في الوجوه الغائرة
ويوما ما
على الدرب المسافر
بحثا عن درب جديد
ستموت على قارعة الطريق
بلا وداع ولا وموكب
ستردم في أبعد حفرة
لتنتهي قصتك ولا راوية ولا حاك
غير الدرب والأشجار
غير الغرب والأشعار