مازلت أفتش عنى
أبحث عن وجهى
عن صوتى الهارب
عن كفى
أعترض وجوه المارة أسألهم :
ـ هل منكم من صادفنى ؟
هل منكم من يعرف أين ألاقينى ؟
يصفعنى الضحك الماجن
والإصبع تزجرنى
ويصك الكعب الخشبى مؤخرتى
تعبرنى هرولة الأقدام
فيقطر من شريانى ... حرف
يتشرخ صمت الليل بصوت المزلاج
تقذفنى كفٌ عمياء
فتغرس أسنانى فى لحم الجدران
ـ يا أرباب الجدران أجيبينى
هل منكم من صادفنى ؟
هل منكم من يعرف أين ألاقينى ؟
تخلعنى الكف العمياء من الأرض
وتغرس عينيها فى لحمى
أتذكر بؤبؤ هاتين العينين
تمتزج الذكرى بأنين الجدران
فيبرق فى عتمتها ... حرف
إلتصق الحرفان
فطرقت الباب بملئ يمينى
أطرق ... فيجيب الصمت
وأطرق ... ليعود الصمت فينهانى
وأعاود بالكفين صراخى :
ـ أنتم ... يا أنتم
ـ ما من أحد خلف الباب
قد رحلوا
ـ أأعود وحيدا ؟!
ـ تركوا حرفا عند الباب
ضاقت ساعات الترحال فلم ينتبهوا
إن شئت فخذه
وأخذت
واكتملت كلمه
فعرفت
وأثمت