الى روح البير قصيري الكاتب النبيل.
خرج باكرا ومشى ..مشى بعيدا بعيدا ، في يده مصباح وفي جيبه حفنة تراب.
وكانو قد دخلوا ليلة البارحة بيته ، داسوا ورود حديقته ، مزقوا اوراقه ،كسروا اقلامه ، ولما حضر كسروا اصبعه .
لم يبال ، ابتسم وقال : وستستمر الحياة ..ونام
صباحا افاق على جرس المنبه ، فتح عينيه ،ليس امامه الا الظلام ..
-لم يطلع النهار بعد ، قال في نفسه واغمض عينيه .اصاخ السمع ، الشارع يعج بالحركة وبالاصوات ، اهتز من فراشه وجرى الى الشرفة ، المحلات
فاتحة ابوابها كالعادة كل صباح : المكتبة والمخبزة والحانة وصالون الحلاقة ... وبائع الحليب يدفع عربته ، وبعض الاطفال بمحافظهم يتوجهون الى المدرسة..
كل هذا في الظلام ..
فكرقليلا ، ابتسم ثم هب واقفا ، تناول مصباحه الصغير، مر على الحديقة ودسفي جيبه حفنة تراب بعد ان قبلها وخرج يبحث عن ارض لا تغيب عنها الشمس ..