-لماذا نبحث عن منفى طواعية؟!
-كي نعيش الحنين، كي نكتب أكثر و نُبدع في فنِّ الرثاء، كي نبكي الوطن والفقراء والشهداء بما يليق، كي نَعدّ كم غرزةً في الساقِ المبتورةِ التي تسابق الريح، كي ندرك فجيعة الأمهات في الصباح وهي تعد حقيبة المدرسة، قبل أن تغرز في قلبها شظية الفقد والموت
-لماذا نبحث عن وطن لسطور النص البيضاء في منفى السواد؟!!
****
وَطني الشّيخ، فيكَ حكمةُ الأجيالِ التي عبرَت منازلكَ بعمرِها، مضَتْ يا مولاي، مضَتْ، ووحدكَ بقيتَ اليقينْ، وحدكْ، على البَحرِ تنصبُ خيمَةَ انتظارٍ للمسافرين بالقواشين و"بُقجةَ" المستعجلينْ، وضربتَ نردَكَ على الرَّملِ للعائدينَ بحقائبِ الّلاجئينْ، وبطاقاتِ الأمَمِ بلا أسماءٍ كانتْ، أرقامٌ بسجلاّتِ المنسيينَ كُنّا، تعالَ أيُّها الشَّيخ، وهيء لــ "عَناتَ" مرآتَها، هيء لها مشطًا من عظمِ الحُوتِ الرَّميم" لتُسبِّلَ شَعرَها والحنِّاءَ من ترابِ المُروج، كان، وقل لــ" بعل" يَغفرُ للغيمَةِ خجلَها حينَ أمطَرَتْ بصيفٍ على غيرِ أرضِنا، وقلْ ما كان من أمرِنا، والأمر سيّان في صحائفِ الأولينْ، وحدكَ، وحدكَ أيُّها الوطنُ الشَّيخ تعرفُ نسلَ غَزلِنا، وحدك تعرفُ كيف ترتق شراعَ النَّجاةْ، وحدك تعرفُ قبلتنا، وحدك تعرفُ كيفَ تؤم الصلاةَ بالنَّاسِ أجمَعينْ..!!