كانت وحيدته، حنون وطيب لا يبخل عليها بشيء الأهم أن تدرس و تنجح و أن تتخرج حينما تكبر لتحقق أحلامه.
هي طفلة صغيرة ذكية بشوشة وطيبة محبوبة ، فخورة بأبيها هو صديقها وحبيبها كان يرد عنها الظلم والأذى خاصة من طرف أمها التي كانت تحب أخاها أكثر منها فكانت الأسرة الصغيرة عبارة عن صراع دائم بين فريقين كل يحاول من جهته أن يفرض ذاته ووجوده فكانت هي مدللة والدها و كان أخوها مدلل أمها وفي ذلك فليتنافس المتنافسون.
فكل ما كان ينقصها من حنان الأم يعوض في الأب فارتبطت بأبيها ارتباطا قويا كان يناديها بعصفورته طالما خبأها بين ثنايا سلهامه فكانت تحس بدفء الحضن فتستسلم لنعاس عميق.
ففي يوم من أيام الدراسة قرر أستاذ الفرنسية أن يكون موضوع درس الغد هو تحضير وجبة بالبيض والثوم و المقدونس، لا أعرف أي بيداغوجيا هذه التي يعمل بها هذا الأستاذ الذي كلف التلاميذ بإحضار البيض وكل لوازم الوجبة .
خرجت الطفلة من المدرسة و تركت وجبة الأستاذ والدرس خلفها حتى صباح الغد حين اقترب موعد الذهاب إلى المدرسة فتذكرت الطفلة درس الأستاذ فطلبت من والدتها نقودا لشراء بيضة لكن الأم لا تملك فلسا فذهبت المسكينة تجتر أذيال الخيبة و تتخيل كل أنواع العقاب من الأستاذ و الاحتقار من التلاميذ .
دخلت الطفلة إلى القسم مرعوبة رباه ما عساها تقول حين يطالبها الأستاذ بالبيضة فكونها لا تملك ثمن بيضة يحرجها و يغضبها في آن واحد.
بدأ الدرس فقام أغلب التلاميذ بوضع كل ما حملوه من بيض وتوابل وزيت فوق مكتب الأستاذ الذي كلف أكبر التلميذات بعملية تحضير و طهي وجبة البيض خالقا بذلك موضوعا للحوار والنقاش. لا تزال تذكر عبارات الأستاذ : ماذا تفعل فاطمة ؟ فاطمة تحضر وجبة البيض .
كان الدرس ساخنا كسخونة المقلاة التي تحضر فيها وجبة البيض فخلق جو من المرح والنشاط والحماس نسيت فيه الطفلة عذابها و خوفها فانسجمت في الدور و ذابت فيه.
والأمر كذلك حتى اخترق الفضاء طرق قوي على الباب ربما كان صاحبه قد مل من الدق والانتظار فما كان منه إلا أن استجمع قوته فدق بقوة على باب القسم. طرق أفاق التلاميذ من نزهتم المتخيلة فأعادهم إلى جو القسم و الأستاذ والدرس بعدما كانوا يمرحون و يفرحون كعصافير روض طالما انتظرت فصل الربيع.
انتفض الأستاذ و انتفضت معه قلوب الصغار فاتجهت كل الأعين إلى الباب ، فمن عساه يكون هذا المزعج الذي أقلق زوار البستان فطارت الفراشات وارتعدت العصافير.
أتعلمــــون مــن كــــــان ؟
كان أبو الطفلة واقفا بجلبابه و عمامته البنية ذات الخطوط الصفراء، يحمل بين يديه بيضة لم يتكلم وكأنه ابتلع لسانه ما عساه يقول ؟ نظر إليه الأستاذ فأخذ البيضة من يده وودعه بابتسامة خجولة تفسر مدى حرج الموقف. دارj الأرض تحت قدمي الطفلة لم تعد تسمع ولا ترى صورة واحدة بقيت عالقة بذهنها لسنوات عديدة هي صورة والدها و هو يحمل البيضة ويقف عند باب القسم بجلبابه وعمامته.
أخذ الأستاذ وجبة البيض و قسمها أجزاء صغيرة و وضعا في كسرات خبز وبدأ يوزعها على التلاميذ، تسلمت الطفلة كسرة الخبز و بدأت تبتلع الأكل دون طعم ولا شهية كان الذهول يسيطر عليها فيا له من موقف سخيف جرح فيه كبرياؤها . ألم يكف افتقادها لثمن البيضة حتى زادها أبوها خيبة أخرى فجاء ليحمل شهادة ذلها وفقرها و يصر على فضح المستور. كم تألمت لذلك الموقف وهي ترى أباها القوي الشامخ العالي ينكسر ويضعف أمام بيضة.
بدأ الدرس فقام أغلب التلاميذ بوضع كل ما حملوه من بيض وتوابل وزيت فوق مكتب الأستاذ الذي كلف أكبر التلميذات بعملية تحضير و طهي وجبة البيض خالقا بذلك موضوعا للحوار والنقاش. لا تزال تذكر عبارات الأستاذ : ماذا تفعل فاطمة ؟ فاطمة تحضر وجبة البيض .
كان الدرس ساخنا كسخونة المقلاة التي تحضر فيها وجبة البيض فخلق جو من المرح والنشاط والحماس نسيت فيه الطفلة عذابها و خوفها فانسجمت في الدور و ذابت فيه.
والأمر كذلك حتى اخترق الفضاء طرق قوي على الباب ربما كان صاحبه قد مل من الدق والانتظار فما كان منه إلا أن استجمع قوته فدق بقوة على باب القسم. طرق أفاق التلاميذ من نزهتم المتخيلة فأعادهم إلى جو القسم و الأستاذ والدرس بعدما كانوا يمرحون و يفرحون كعصافير روض طالما انتظرت فصل الربيع.
انتفض الأستاذ و انتفضت معه قلوب الصغار فاتجهت كل الأعين إلى الباب ، فمن عساه يكون هذا المزعج الذي أقلق زوار البستان فطارت الفراشات وارتعدت العصافير.
أتعلمــــون مــن كــــــان ؟
كان أبو الطفلة واقفا بجلبابه و عمامته البنية ذات الخطوط الصفراء، يحمل بين يديه بيضة لم يتكلم وكأنه ابتلع لسانه ما عساه يقول ؟ نظر إليه الأستاذ فأخذ البيضة من يده وودعه بابتسامة خجولة تفسر مدى حرج الموقف. دارj الأرض تحت قدمي الطفلة لم تعد تسمع ولا ترى صورة واحدة بقيت عالقة بذهنها لسنوات عديدة هي صورة والدها و هو يحمل البيضة ويقف عند باب القسم بجلبابه وعمامته.
أخذ الأستاذ وجبة البيض و قسمها أجزاء صغيرة و وضعا في كسرات خبز وبدأ يوزعها على التلاميذ، تسلمت الطفلة كسرة الخبز و بدأت تبتلع الأكل دون طعم ولا شهية كان الذهول يسيطر عليها فيا له من موقف سخيف جرح فيه كبرياؤها . ألم يكف افتقادها لثمن البيضة حتى زادها أبوها خيبة أخرى فجاء ليحمل شهادة ذلها وفقرها و يصر على فضح المستور. كم تألمت لذلك الموقف وهي ترى أباها القوي الشامخ العالي ينكسر ويضعف أمام بيضة.