ظل الفكر الفلسفي قديماً وحديثاً، فكراً نقدياً، يعمل ويشتعل كما تشتعل النار في الهشيم، رغم محاربته ينبعث من رماده، لمحاربة التسلط، وإنارة العقول، من خلال منح العُكاز للقاصرين فكرياً. لذا صار هذا الفكر ـ الفلسفي ـ نقمة على ابن رشد، بعدما كان نعمة، أيام لقائه بأمير المؤمنين أبي يعقوب، فأمره هذا الأخير برفع القلق عن عبارة أرسطو، كانت هذه اللحظات جميلة في حياة ابن رشد إلى حدود توليه طبيباً بعد رحيل ابن طفيل، الذي كان يشغل هذا المنصب. لكن النقمة على ابن رشد ستظهر عندما قرّر الخليفة يعقوب المنصور الموحدي، إلحاق الأذى بابن رشد وجماعة من العلماء، فأصدر منشوراً يتهمهم فيه بتهمة الانحراف عن الدين. في هذا المنشور رسالة واضحة إلى العوام، ونحن نعلم أن ابن رشد العدو اللدود للعوام (العامة)، يقول فيها المنصور "ومن عُثر له كتاب من كتبهم [ابن رشد وباقي العلماء]، فجزاؤه النار التي يعذب بها أربابه.."[1].
قبل سرد الروايات التي فسرت سبب هذه النكبة، نطرح سؤلاً، مفاده كيف نفسر هذا الانقلاب على ابن رشد، من حبيب وطبيب الخليفة المفضل، إلى عدو الدين؟ ثم إذا كان الخليفة الموحدي قد أبقى على الجانب العلمي، كالطب والحساب والفلك، بينما وضع الحظر على الفلسفة، فما هو هذا الإنتاج الفكري الذي به صُنف ابن رشد ضمن خانة المنحرفين عن الدين؟
تعددت الروايات بخصوص مسألة النكبة، فمن بينها نجد صاحب "المُعجِب" عبد الواحد المراكشي يقدم رواية، يفسر فيها أسباب هذه المحنة، فيقول لها سببان: جليٌّ وخفيّ؛ فأما سببها الخفي وهو أكبر الأسباب، فإن الحكيم أبا الوليد ـ رحمه الله ـ أخذ في شرح كتاب "الحيوان" لأرسطو طاليس صاحب كتاب "المنطق" فهذّبه وبَسط أغراضه وزاد فيه ما رآه لائقاً به، فقال في هذا الكتاب عند ذكره "الزرافة" وكيف تتولّد وبأيّ أرض تنشأ، "وقد رأيتها عند ملك البربر[2]..." جارياً في ذلك على طريقة العلماء في الإخبار عن ملوك الأمم وأسماء الأقاليم، غير ملتفِت إلى ما يتعاطاه خَدمهُ الملوك ومتحيٍلو الكتَّاب من الإطراء والتقريظ وما جانَسَ هذه الطرق؛ فكان هذا مما أحنَقهم عليه غير أنّهم لم يظهروا ذلك[3]..
ويضيف صاحب "المُعجِب"، بأن هذا الخلاف، "استمرَّ على ذلك الحال إلى أن استحكم ما في النفوس؛ ثمّ إنّ قوماً ممّن يناوئه من أهل قرطبة ويدّعي معه الكفاءة في البيت وشرفِ السلف، سَعُوا به عند أبي يوسف؛ ووجدوا إلى ذلك طريقاً، بأن أخذوا بعضَ تلك التلاخيص التي كان يكتبها، فوجدوا فيها بخطّه حاكياً عن بعض قدماء الفلاسفة بعد كلام تقدّم: "فقد ظهر أن الزُّهرة أحدُ الآلهة ..."، فأوقفوا أبا يوسف على هذه الكلمة؛ فاستدعاه بعد أن جمع له الرؤساء والأعيان من كلّ طبقة وهم بمدينة قرطبة، فلمّا حضر أبا الوليد ـ رحمه الله ـ قال له بعد أن نبذ إليه الأوراق: أخطُّك هذا؟ فأنكر ! فقال أمير المؤمنين، لعن الله كاتبَ هذا الخطَّ ! وأمر الحاضرين بلعنه؛ ثمّ أمر بإخراجه [أي نفيه إلى قرية اليسانة قرب قرطبة]، على حال سيّئة وإبعاده وإبعاد من يتكلّم في شيء من هذه العلوم؛ وكُتبَ عنه الكتب إلى البلاد بالتقدُّم إلى الناس في ترك هذه العلوم جملة واحدة، وبإحراق كتب الفلسفة كلّها، إلا ما كان من الطبّ والحساب وما يُتوصَّل به من علوم النجوم إلى معرفة أوقات الليل والنهار أخْذِ سَمْتِ القِبلة، فانتشرت هذه الكتب في سائر البلاد وعُمِل بمقتضاها"[4].
نفاه الخليفة المنصور إلى مدينة اليُساَنَة القريبة من قرطبة، وكانت هذه المدينة موطن لليهود فيما مضى، ولا ريب في أن هذه الأمر هو مدار القصة التي اعتمد عليها ليونُ الإفريقيُّ، والتي سَهُلَ قبولها، وجعلت الفيلسوف المضطهد ملجأً لدى تلميذه المزعوم موسى ابن ميمون، حتى إنه يظهر أن أعداءه حاولوا أن يحملوا على الاعتقاد بأنه من أصل يهودي[5]؛ [أي ابن رشد].
نفهم من هذه الرواية أن ابن رشد كفر بالله، لما كتب عن الزُهرة أحدُ الآلهة، وحسب العامة هذه زندقة، وسبب هذه الزندقة هي الفلسفة، إذن يجب منعها وإحراق كتبها، ومحاربة المشتغلين بها. لكن ما أثار انتباهي في هذه الرواية هو أن الخليفة بالفعل يكن الحقد لابن رشد، والدليل في الرواية، لما أبلغوا حاسدين ومنافسين ابن رشد ما كتبه للخليفة، ليجمع له القوم، فسئل ابن رشد هل خطك هذا أجاب ابن رشد بالنفي ! مما يعني ؟ أنه يجب البحث عن كاتب هذا الخط؟ لكن الخليفة، لم يبحث فأمر الحاضرين بلعن ابن رشد ـ رحمه الله ـ وبنفيه.
رغم كل هذا فمحنة ابن رشد لم تدم طويلا كما يقول صاحب "المُعجِب"، فلما رجع أبو يوسف المنصور إلى مراكش نزع عن ذلك كلّه وجَنح إلى تعلم الفلسفة، وأرسل يستدعي أبا الوليد من الأندلس إلى مراكش للإحسان إليه والعفو عنه، فحضر أبو الوليد ـ رحمه الله ـ إلى مراكش، فمرض بها مرضه الذي مات منه، رحمه الله، وكانت وفاته بها في آخر سنة 594هـ[6] وقد ناهز الثمانين رحمة الله عليه[7].
كإجابة على السؤال المطروح، هل هناك في كتب ابن رشد ما أزعج حكام زمانه، لما فيه من أفكار محاربة للفساد، ووحدانية التسلط؟
يذكر الأستاذ محمد عابد الجابري، رواية مخالفة لما قال به صاحب "المُعجِب"، عبد الواحد المراكشي، مفادها أن السبب سياسي، يتمثل من جهة أولى في نشر ابن رشد "جوامع سياسة أفلاطون"، ومن جهة ثانية، هو قيام ابن رشد لعلاقة بينه وبين أخ الخليفة أبي يحي والي قرطبة[8]. مضيفاً بأن هذا الكتاب ألفه ابن رشد سنة 590هـ، تزامناً مع حرب الأرك 591 هـ، هذه الحرب التي كان مقبلاً عليها الخليفة المنصور، والتي انتصر فيها انتصاراً باهراً. وهو الوقت الذي انصرف فيه ابن رشد إلى تلخيص مؤلفات جالينوس[9] في الموضوعات الطبيّة[10].
يُعتبر كتاب سياسة أفلاطون لابن رشد، أغنى كتاب من الناحية السياسية آنذاك في زمانه؛ لأنه تطرق إلى إشكال السياسة كإشكال علمي مجرد من الأقاويل الجدلية. فميزة هذا الكتاب يغلب عليه الخطاب البرهاني، ويُعلن عن هذا منذ مقدمة الكتاب، بأنه سيجرد الأقاويل الجدلية، وسيُبقي على الأقاويل العلمية، وهذا ما فعله مع الكتاب الأول، لأنه أقاويل جدلية، وليس فيها برهان إلا ما كان عرضاً. وكذلك فاتحة المقالة الثانية. وكذلك الكتاب العاشر، فإنه ليس ضرورياً في هذا العلم، فصناعة الشعر ليست غاية وليس العلم المتأتي منها علماً حقيقياً[11]. فميزة الأقاويل البرهانية، أنها تتصف بالاتساق المنطقي، أي الربط بين المقدمات والنتائج بشكل منطقي، بهذا ابن رشد يُميز بين القياس الفقهي، والقياس العقلي، فيقول، القياس الفقهي ينطلق من خاص الوحي إلى خاص الواقع. أما القياس العقلي، يقوم على الشكل الثلاثي للقياس الأرسطي الذي يعمل بإدراج الخاص ضمن العام[12]. ويقصد ابن رشد بالأقاويل البرهانية في العلم السياسي؛ تلك الأقاويل التي تعتمد على تحليل الواقع الاجتماعي السياسي للكشف فيه عن أسباب الظواهر المدروسة[13].
بهذا يقول الجابري إن هذا الكِتاب ألفّه ابن رشد بطلب من أبي يحي المنصور، وأن تأليفه يرجع إلى السنوات القليلة التي سبقت نكبته؛ أعني ما بين 586هـ - 589هـ. فمن بين أسباب النكبة هو تنديد ابن رشد بمدينة "وحدانية التسلط" (الاستبداد)، والتبشير بإمكانية تشييد مدينة الفضيلة والعدالة مكانها. إذن ابن رشد لم يحاكم باسم الدين وإنما باسم هذا الكتاب الذي أدان فيه الاستبداد والظلم والجور بدون هوادة[14].
ومهما يكن من أمر هذه الروايات فإنه لا يمكن الشك في أن الفلسفة كانت عاملَ مِحْنةِ ابن رشد، وذلك أنها صنعت له من الأعداء والأقوياء من جعلوا صحة اعتقاده موضع شُبهة لدى الخليفة المنصور، وكذلك حال جميع المثقفين الذين أثار طالعهم الحسد، عُرضة لعين الاتهامات من طرف الحُساد. بهذا يكون الحزب الدينيّ قد وفقَّ لطرد الحزب الفلسفي، وذلك أن ابن رشد لم يضطهد وحده، فقد ذكر أعيان كثيرون من العلماء والأطباء والفقهاء والشعراء والقضاة قاسموا ابن رشد نكبته، قال ابن أبي أصيبعة، "ونَقَم (المنصور) أيضاً على جماعة أخرى من الفضلاء الأعيان ... وأظهر أنه إنما فعل بهم ذلك بسبب ما يُدَّعي فيهم أنهم مشتغلون بالحكمة وعلوم الأوائل"[15].
حتى أن نكبة الفلاسفة كانت مادة دَسِمة للشعراء فصاروا يتغنّون بها، قال أبو الحسن بن جُبَيْر[16]:
لم تَلْزَم الرُّشدَ يا بن رُشْدٍ // لَمَّا عَلاَ في الزمان جَدك
وكُنتَ في الدين ذَا رِياءٍ // ما هكذا كان فيه جَدك
وقال أيضا:
نَفَدَ القضاء بأخذ كل مُرَمَّدٍ // مُتَفلْسِفٍ في دينه مُتَزندقِ
بالمنطق اشتغلوا فقِيلَ حقيقةً // إن البلاء مُوَكَّلٌ بالمنطقِ.
بهذه الأبيات الشعرية، يكون الشاعر أصدق في قول:"مصائب قوم عند قوم فوائد"، ونكبة ابن رشد، عادت بالفوائد على الحُساد والشعراء في زمانه، حيث الكل رغب في الانتقام من ابن رشد، سواء بوعي، أو من أجل سخاء الخليفة وعطفه عليهم.
أولا: أفكار ابن رشد السياسية مصدر إزعاجٍ للكنيسة.
شكلت أفكار ابن رشد السياسية مصدر إزعاج للكنيسة إبان القرون الوسطى؛ لذا سنحاول الوقوف على هذا الإزعاج الذي سببته أفكاره في الغرب، ما دمنا بصدد الحديث عن نكبته.
تَمَيَّز الوضع السياسي القروسطوي بأوروبا بميزة خاصة تمثلت في الصراع القائم بين البابا بما هو سلطة دينية والإمبراطور أو الملك بما هو سلطة دنيوية. لذا يمكن القول إن وجود ابن رشد في الغرب كان على مرحلتين: الأولى يمكن أن نسميها مرحلة الاحتفال بابن رشد، أي نقل كتب ابن رشد إلى لغات أخرى، كالعبرية، وهذا ما فعله العديد من علماء اليهود؛ كـ"موسى الثاني"، وهو المعروف عند العرب بابن عبد الله، والمعروف عند اليهود بموسى بن ميمون. كما أخذ كالونيم بن كالونيم المولود سنة 1287م، يترجم كُتب ابن رشد إلى اللغة العبرية، وقد كان هذا الكاتِب يعرف اللغة اللاتينية، فترجم إليها كتاب (تهافت التهافت) في عام 1328[17]. فكان القرن الرابع عشر قرن بلوغ نفوذ ابن رشد أوجه لدى اليهود، فقد شرح أشهر فلاسفة ذلك العصر ليفي بن جِرْشُون الباينولي (مسير ليون) مختلف شروح ابن رشد ومؤلفاته الخاصة. بهذا يقول إرنست رينان قام ابن رشد لدى اليهود مقام أرسطو[18].
أما المرحلة الثانية، وهي المهمة بالنسبة لنا، هي مرحلة تحول أفكار ابن رشد إلى مصدر إزعاج للإكليروس (رجال الدين)، هذه المرحلة يمكن القول كانت بدايتها مع القرن الخامس عشر، والسادس عشر، لما انتبه حزب التقاليد الدينية اليهودية من سباته، وأعاد حقده على الفلسفة، فنشر أحد رجال الدين وهو ِربِيِّ موسى المشنيو كتاب (تهافت الفلاسفة)، للإمام الغزالي، وذلك حوالي عام 1538، رداً على فلاسفة اليهود الذين كانوا يؤيدون فلسفة ابن رشد وأرسطو[19].
إذن، فمن بين الأسباب التي جعلت الإكليروس يهاجمون فلسفة ابن رشد خاصة والفلسفة على وجه العموم، هو أن هذه الفلسفة تجعل للعالم نواميس طبيعية، ومن عقائدها أن العالم قديم أزلي غير مخلوق منذ بضعة آلاف من السنين فقط وإن الخالق لا يصنع شيئاً في الكون إلا بسبب "لازم". وكان رجل الدين يومئذ لم يتعود على سماع مثل هذه النغمة؛ لأن العالم الطبيعي لم يكن قد رفع الغِطاء عن النواميس الطبيعية، ومن تم كان الحل الوحيد أمامهم هو الرغبة في خنق الفكر، لأنه اعتقاد مخالف لمعتقدهم[20].
المشكل الأساسي الذي طُرح بأوروبا خلال القرون الوسطى يتمثل في معرفة موطن الحقيقة، هل هو النص المقدس أم العقل أم هما معاً. وهنا أدّت أطروحة ازدواجية الحقيقة المنسوبة لابن رشد دورها السياسي. فأعداء الكنيسة لا يعترفون إلا بالحقيقة العقلية، أو يعترفون بهما معاً، ولكن يُرَجّحون الحقيقة العقلية. وهذا هو موقف يُوحَنَّا اليندولي الذي اكتسبت الرشدانية معه صبغة سياسية محضة. فهو يعترف بخلود الحركة والعالم وينكر الحياة الأُخروية ويعادل بين نتائج العقل والتجربة والنتائج الفلسفية التي توصل إليها ابن رشد، ولا يُخفي دفاعه عن هذا الأخير وعداءه للقديس طوما الأكويني. يبدو، من خلال انطباعات يوحنا اليندولي حول ابن رشد، أن الذي أعجب الأوروبيين في أبي الوليد هو عقلانيته ومنهجه في البحث والتفكير الذي يعتمد على التناول العقلي والبرهان[21].
فيعدُّ القديس توما، أخطر خصم للمذهب الرشدي، وسبب هذه الحملات، أنها مرتبطة لدى القديس توما الأكويني، بالرغبة في إنقاذ المشائية الخالصة إلى حد ما، وذلك تضحية بالشُرَّاح، ولا سيما العرب منهم[22]. ويضيف رينان، بأن الرشدية انهزمت في فرنسا بسبب بزوغ العقل الحديث، وبقيت فترة طويلة في إيطاليا، رغم الدفاع القوي عن المصادر الحقيقية للفلسفة اليونانية، أي فلسفة أرسطو[23].
يتحدث إرنست رينان، عن الحركات الإلحادية في القرون الوسطى، فيحصرها في تيارين، فأما التيار الأول، يسمى "بالإنجيل الأبدي" فيشتمل على المناحي الصوفية، والشيوعية، فيذكر منها، "إخوان العقل الطليق". وأما التيار الثاني، وهو المهم، فيمثل الإلحاد الدهري الناشئ عن دراسة العرب والمُلْتحِف باسم ابن رشد[24]. فاستُخدمت الرُّشدية كالبنزين الذي يُساعد على إشعال النار، فاشتعلت نيران أوروبا، في بداية العصور الحديثة، فصار ابن رشد أسطورة المُلحدين كما يقول، إرنست رينان.
فمن بين التهم التي أُلصقت بابن رشد، قوله بالحقيقة المزدوجة، أي الحقيقة العقلية، المنطقية، والحقيقة الدينية، لكن ابن رشد قال بحقيقة واحدة؛ مفادها "أن الحق لا يضاد الحق، بل يوافقه ويشهد له"[25]. لكن الطريق إلى هذه الحقيقة، تختلف حسب طِباع الناس، وعقولهم، وطرق التصديق؛ فمنهم من يصدق بالبرهان، ومنهم من يصدق بالأقاويل الجدلية، ومنهم من يصدق بالأقاويل الخطابية. إلى جانب هذا القول الذي أزعج الكنيسة وجعلها تحمل حملة شعواء على ابن رشد منذ القرن الثالث عشر- واستمرت الحملة إلى القرن الثامن عشر !-،هناك قول آخر يعتبرونه خطيرا في فكر ابن رشد: إذ هو في نظرهم، تلك "الحقيقة" التي نوه بها فيلسوفنا في النص السابق (شرح كتاب النفس) بعثوره عليها، أعني؛ وحدة العقل الهيولاني وأزليته، وخلود النوع الإنساني[26].
الاعرج بوجمعة: أستاذ لمادة الفلسفة بسلك التعليم الثانوي الثأهيلي – المغرب.
الهوامش:
- عابد الجابري، محمد، المثقفون في الحضارة العربية، محنة ابن حنبل ونكبة ابن رشد، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، الطبعة الثانية، 2000.
- المراكشي، عبد الواحد، المعجب في تلخيص أخبار المغرب، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، الطبعة الثانية 2005.
- رينان، إرنست، ابن رشد والرُّشدية، نقله إلى العربية، عادل زُعيْتِر، دار إحياء الكتب العربية، القاهرة، 1957.
- دومينيك أورفوا، ابن رشد طموحات مثقف مسلم.
- للدكتور عبد السلام بين مَيْسَ، "أثر ابن رشد في الفكر السياسي الغربي.
- ابن رشد، "فصل المقال" تحقيق محمد عابد الجابري، مركز دراسات الوحدة العربية، الطبعة الخامسة 2011.
- عابد الجابري، محمد، ابن رشد سيرة وفكر دارسة ونصوص، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت ـ لبنان، الطبعة الرابعة 2013.
- Ernest RENAN/ Averroès et l’averroïsme / Michel Levy FRERES, libraires – éditeurs, deuxième édition, paris 1861.
[1] ـ عابد الجابري، محمد، المثقفون في الحضارة العربية، محنة ابن حنبل ونكبة ابن رشد، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، الطبعة الثانية، 2000، ص، ص 119، 120.
[2] ـ فالسبب الخفي الذي يعنيه هنا المراكشي، حسب فهم إرنست رينان، هو أن الملك حقد على ابن رشد على أنه وصفه بـ "ملك البربر"، في حين ابن رشد يقول إنه خطأ في النسخ، كان يقصد "ملك البرين"؛ أي بر المغرب وبر الأندلس. انظر إرنست رينان، ابن رشد والرشدية، ص، ص 39- 40.
[3] ـ المراكشي، عبد الواحد، المعجب في تلخيص أخبار المغرب، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، الطبعة الثانية 2005، ص 218.
[4] ـ المصدر السابق، ص، ص 218، 219.
[5] ـ رينان، إرنست، ابن رشد والرُّشدية، نقله إلى العربية، عادل زُعيْتِر، دار إحياء الكتب العربية، القاهرة، 1957، ص، ص 38، 39.
[6] - ملاحظة:هناك اختلاف بين الروايات، بخصوص الشهر الذي مات فيه ابن رشد، رغم إجماعهم على سنة 595 هـ، إلا عبد الواحد المراكشي قال نهاية سنة 594هـ.
[7]ـ المراكشي، عبد الواحد، المعجب في تلخيص أخبار المغرب، ص 219.
[8] ـ عابد الجابري، محمد، المثقفون في الحضارة العربية، ص 131.
[9] ـ محمد عابد الجابري، المثقفون في الحضارة العربية، ص 134
[10] ـ.يقول روزنتال بأن ابن رشد ربما شرح ما لخصه جالينوس عن سياسة أفلاطون، وليس "جمهورية أفلاطون"، لكن هذا قول متهافت، وغير مبرر، لأن ابن رشد كان على وعي بأنه لم يحصل على كتاب السياسة لأرسطو، وقام بتلخيص جمهورية أفلاطون، كما يذكر في مقدمة الجمهورية. انظر المرجع السابق، ص 134.
[11] ـ ابن رشد، الضروري في السياسة، ص،ص 207، 208.
[12] ـ دومينيك أورفوا، ابن رشد طموحات مثقف مسلم، ص 164.
[13] ـ محمد عابد الجابري، المثقفون في الحضارة العربية، ص 137.
[14] ـ الضروري في السياسة، أنظر المقدمة التي وضعها الجابري، ص 39.
[15] ـ نقلا، عن إرنست رينان، ابن رشد والرشدية، ص 42.
[16] ـ المرجع السابق، ص 43.
[17] ـ أنطوان، فرح، فلسفة ابن رشد، النسخة الالكترونية. ص، ص 27، 28.
[18] ـ رينان، إرنست، ابن رشد والرشدية، ص 204.
[19] ـ أنطوان، فرح، فلسفة ابن رشد، ص 29.
[20] ـ المرجع السابق، ص 33.
[21] ـ للدكتور عبد السلام بين مَيْسَ، "أثر ابن رشد في الفكر السياسي الغربي"، مقال سابق.
[22] ـ رينان، إرنست، ابن رشد والرشدية، ص 256.
[23] Ernest RENAN/ Averroès et l’averroïsme / Michel Levy FRERES, libraires – éditeurs, deuxième édition, paris 1861, p259.
[24] ـ رينان، إرنست، ابن رشد والرشدية، ص 301.
[25] ـ ابن رشد، فصل المقال، تحقيق محمد عابد الجابري، مركز دراسات الوحدة العربية، الطبعة الخامسة 2011. ص 96.
[26] ـ عابد الجابري، محمد، ابن رشد سيرة وفكر دارسة ونصوص، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت ـ لبنان، الطبعة الرابعة 2013، ص 18.