عندما وضع يده الكبيرة في يدي واتفقنا على ألا نخون العهد..كنت بداخلي عازمة على خيانته..لم يكن من الصعب أن أقول مالا أفعل.. فانا عادة ما أكذب...حتى إني اخترع كذباتي بإبداع كبير.. أنا أشد كفرا وبهتانا من الشيطان نفسه...وكان قلبي الأسود لا يعكس أبدا ما بداخلي ..ملامحي جميلة وكأنني ملاك نزل من السماء.

أنت في قلبي...فالتزم الصمت ولا تتحرك لأن عالمي الخارجي يرفضك ......
لا أريد أن أجلد وجل خطيئتي أنني أحببت...أشركت و خنت الوطن و الزمن و بعت الله مقابل حفنه قُبَل...و ربيت الوهم المتوحش من العدم في قفص من القصب المعطر   ....
ناديت في الليل بعلو الهمس...دموع و دواوين للبيع

قاهر النور
ركن إلى ردهات أحلامه... لم يترك منفذا ينبعث منه بصيص إلا و أحكم إغلاقه..
انفتحت بؤبؤتا عينيه على الحور يتنافسن على الظفر بمقعد في محرابه.

لوجه الله
في الجمع العام أقسم بأغلظ إيمانه أن يعمل لوجه الله.
لما تفرق الجمع لملم أطرافه وتوكل على أصابعه

عندما تكونين حُبلى بالأنغام
أكون مبعثراً....
ولما ألملم أشلائي لأنصت
تخرسين.

لم يكن الأمر بسيطا ٠٠٠فعندما حاولت البوح كانت لديها رغبة دفينة أن تخفي وجهها في صدره وأن تشم رائحة أنفاسه  ، أن تلف ذراعيها حول خصره حتى تتشابك أصابع كفيها لكن جل ما كانت تستطيع أن تفعله هو أن تتكلم معه بحذر شديد في مواضيع لا تخصها .

نَوادِر..
الفقير الذي لم يجدْ ما يأكُله؛ نَظَرَ صوب مكتبته، تناول كتابا وبدأ يبحث عن وليمة، خرجتْ له أنوف البُخلاء.

موقف..
الشخص الذي زَعِمَ أنه شيخ، تبسم لنفسه على المرآة، سخر منه المحيطون، عَلِمَ بأمره رفيع الشأن، استأجره بحفنةٍ من الأموال؛ تبدلتْ الأدوار.

حين بدأت الحرب أراد بيتنا أن ينجو بنفسه من القصف المتواصل، فتحرك مسافة كافية كي يبدو – من وجهة نظره- على الحياد.. وهناك توقف بجوار بيوت كانت تبدو مثله مسالمة وظن أنه نجا، لكن الحرب لم تكن تأمن لمن يهادن أو يسالم أو يلزم الصمت أو يهاجر..

   في المرة الأولى التي وضع فيها كمية صغيرة من المرهم المضاد للتجاعيد الذي اقتناه من بائع ينتمي إلى بلد غريب، اختفت خطوط التعبير الصغرى من وجهه. و هو محبط من جراء النتائج المأساوية التي حصل عليها، طلى وجهه كله في اليوم الموالي. ساعات بعد ذلك، محا وجهه.

أعاد ترتيب فقرات خطبته بتأن عميق، و تأمل دقيق للمفردات التي استعملها ،المقدمة في مكانها كما تقتضي أساليب الإنشاء التي برع فيها أيام المدرسة قديما قبل أن يغادرها إلى جامعة الحياة بلا شهادات رسمية ، بقية الأسطر تحقق الإنسجام بشكل معقول و تسير في الاتجاه المرغوب إلى أن تصل إلى خاتمة بقوة الحدث .

في نفس اللحظة التي استجمع فيها حقده أو شجاعته و اتخذ قرار الضغط على الزناد مرديا المنتصب أمامه ، أحس بخدر غريب يسري في جسده ثم بألم شديد ينبجس من نفس الموضع الذي أصابه في جسد غريمه.

القطار سريع جدا ، إلتفت إلى من كانوا يجلسون بجانبي ، فما وجدت غير أطفال لم يكونوا متواجدين قبل الإنطلاق  . سألت أحدهم :
أين الذي كان يجلس عن يميني ؟
قال: ذاك أبي وقد رحل في اللحظة التي غفوت أنت فيها ؟
فبكيت ...وتعجبت..
سألت صغيرة جميلة جدا ، كالزهرة البيضاء:

فنـاء
أشرعـت أشرعـة جسدهـا، واستـوت علـى بحـر الشهـوة سفينـة، وقالـت لـي: "فلتنـج بنفسـك وبنسلنـا، ألا تـرى العقـم يزحـف رمـالا؟"، فقلـت لهـا:"أأنجـو بمـن سيسفـك دمنـا؟".

الوحـش
حيـن رأى الأفكـار تتناسـل، وتنجـب البـدع، اتهمهـا بالزنـا، وبـدأ يئـد الواحـدة منهـا تلـو الأخـرى، ولمـا تبقـت فكرتـه بمفردهـا فـي غابـة فكـره، توحشــت.

أخذ ورقة وقلما وبدأ يسرد قصة عن الثلج وبياض الثلج .
رفع رأسه وصوّب عينيه نحو التلفاز فإذا بطفلة سورية ترتجف من البرد..

عم سكون الليل المدينة ،بعد أن همدت محركات سيارات الأجرة  التي لفظت آخر زبنائها من السكارى المعربدين وبنات الليل العاطلات عن العمل..أوى لفراشه بعد أن أطفأ آخر المصابيح ..لكن عوض أن يدفن رأسه بين الغطاء والوسادة،اتخد لنفسه جلسة المتفرج..فتح عينيه على ظلام لامنتهي ..فجأة ،بدأ الحفل ..على خشبة عديمة الأبعاد .بل لامنتهية الأبعاد..بدأت الأشباح تقدم سمفونيتها ..ماأروعها وهي ترقص فرادى وجماعات في حركات تمتد امتداد الظلام اللامتناهي..

فوات الأوان..
الشخص الذي تسبب في موتي لم أشاهده بين المشيعين، نظرتُ جيداً، رأيته يحمل نعشي، تذكرتُ قوله (بأنني على رأسه)، أدركت مقصده.